نبدأ بـ «عمر» أو يبدأ غيرنا
الأحد / 03 / رمضان / 1433 هـ الاحد 22 يوليو 2012 21:15
بدر بن سعود
رمضان عند العرب ينشغل بالدراما والكوميديا التلفزيونية أكثر من غيرها، وهذه عادة تتكرر سنويا، وكأن الناس لا يجدون ما يفعلونه في هذا الشهر، وقد تابعت في الرمضانات السابقة حروبا كلامية كثيرة دارت حول «طاش» الذي يغيب ولأول مرة وبدون أن ينتبه لغيابه أحد، ومعه مسلسلات تناولت سيرة الحسن والحسين وخالد بن الوليد وعمر بن العاص، وفي الرمضان الحالي حضر مسلسل «عمر» ــ رضي الله عنه، وهو الإنتاج الأضخم مقارنة بالأعمال الدرامية المشابهة، وبدأت حملات التأييد والمعارضة، وكل فريق قدم وجهة نظر يراها منطقية ومقنعة، والموضوع تحول لقضية رأي عام عربي، وطالب بعض المعترضين بتدخل الجامعة العربية ورابطة العالم الإسلامي، فتجسيد الصحابة مسألة خلافية ــ كما قال الدكتور خالد المصلح في تصريح منشور، ولا توجد مشكلة في قيام شخصيات غير إسلامية بتجسيدهم، والأفضل حسب رأيه وضع معايير رقابية صارمة تحول دون وقوع العمل في المحذور، وقد أوضح المخرج حاتم علي بأن الممثل السوري ثامر إسماعيل، أو من يقوم بأداء شخصية الخليفة الراشد، لم يسبق له التمثيل، ووقع اقرارا يلزمه بعدم التمثيل لفترة بعد المسلسل.
سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ غنية بالأحداث والمحطات المهمة وتستحق التوثيق، على الأقل لإزالة ما تعرضت له من تشويه تاريخي متعمد أحيانا ولأسباب مختلفة، وأعتقد بأن تجاوزات أو مخالفات المسلسل إن حدثت، لا تقارن بما كتب تجنيا على الخليفة الراشد، والمسلسل لم يخرج من فراغ أو باجتهاد شخصي، فقد تمت إجازته بمعرفة أسماء دينية معتدلة وعارفة، والمتفق عليه بإجمـاع علماء المسلمين أن تجسيد الأنبياء وحدهم لا يجوز لأنهم معصومون، ورغم ما قيل فقد خالفت إيران الرأي السائد، وأنتجت أعمالا عن الأنبياء زكريا ويوسف وعيسى ــ عليهم السلام، وختمت مخالفاتها بإنتاج فيلم جسد فيه الرسول الكريم، سيد الخلق وصاحب الشفاعة، ومعظمها دبلج إلى العربية، وكان الاعتراض عليها خجولا ولم يحرك ساكنا، ويتردد بأنها تفكر أو ربما انتهت من مسلسل عن الخليفة الرابع «علي بن أبي طالب» ــ كرم الله وجهه، والمسلسل المذكور سيمر بسيرة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه، ولا أحتاج للتذكير برأي مجموعة من علماء إيران في الخلفاء الراشدين، باستثناء علي بن أبي طالب ــ كرم الله وجهه، وتحاملهم الواضح ضد الخليفة الثاني تحديدا، ومن المصلحة أن نبدأ قبل الآخرين في التعريف بالفاروق، باعتباره قامة إسلامية مضيئة وقدوة في العدالة والأمانة والسلام، وليتنا نبتعد عن السطحيات والأمور الشكلية والخلافات غير المفهومة، ونفهم بأن من يعترض لمجرد الاعتراض أو انتصارا لما تعود عليه وألفه، قد يحرض المأزومين على تقديم صورة مغلوطة لا نريدها لعمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه، ولن ينفع الندم بعدها.
المسلسلات والأفلام تلعب أدورا مهمة في قولبة المفاهيم والصور الذهنية، وقد استخدمتها أمريكا في مناسبات كثيرة، واستطاعت من خلالها تكريس أسطورة الأمريكي المتفوق في حياته وحروبه، ومبدئيا الحلقات الأولى من مسلسل «عمر» مثالية ومحبوكة وتخدم شخصية الخليفة الراشد بطريقة احترافية، وفيها تعريف حقيقي ومحايد بالإسلام وأهله، وتشكل امتدادا لما قامت به أفلام من نوع «الرسالة» لمصطفى العقاد، والفيلم الأخير مثلما نعرف له جهود دعوية وأسهم في إسلام عدد من الغربيين، وفي تصحيح ما التبس عليهم، وسيقوم مسلسل عمر بن الخطاب بدور لا يختلف ــ إن شاء الله.. كل رمضان وأنتم ومن تحبون بألف خير.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة
سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ غنية بالأحداث والمحطات المهمة وتستحق التوثيق، على الأقل لإزالة ما تعرضت له من تشويه تاريخي متعمد أحيانا ولأسباب مختلفة، وأعتقد بأن تجاوزات أو مخالفات المسلسل إن حدثت، لا تقارن بما كتب تجنيا على الخليفة الراشد، والمسلسل لم يخرج من فراغ أو باجتهاد شخصي، فقد تمت إجازته بمعرفة أسماء دينية معتدلة وعارفة، والمتفق عليه بإجمـاع علماء المسلمين أن تجسيد الأنبياء وحدهم لا يجوز لأنهم معصومون، ورغم ما قيل فقد خالفت إيران الرأي السائد، وأنتجت أعمالا عن الأنبياء زكريا ويوسف وعيسى ــ عليهم السلام، وختمت مخالفاتها بإنتاج فيلم جسد فيه الرسول الكريم، سيد الخلق وصاحب الشفاعة، ومعظمها دبلج إلى العربية، وكان الاعتراض عليها خجولا ولم يحرك ساكنا، ويتردد بأنها تفكر أو ربما انتهت من مسلسل عن الخليفة الرابع «علي بن أبي طالب» ــ كرم الله وجهه، والمسلسل المذكور سيمر بسيرة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه، ولا أحتاج للتذكير برأي مجموعة من علماء إيران في الخلفاء الراشدين، باستثناء علي بن أبي طالب ــ كرم الله وجهه، وتحاملهم الواضح ضد الخليفة الثاني تحديدا، ومن المصلحة أن نبدأ قبل الآخرين في التعريف بالفاروق، باعتباره قامة إسلامية مضيئة وقدوة في العدالة والأمانة والسلام، وليتنا نبتعد عن السطحيات والأمور الشكلية والخلافات غير المفهومة، ونفهم بأن من يعترض لمجرد الاعتراض أو انتصارا لما تعود عليه وألفه، قد يحرض المأزومين على تقديم صورة مغلوطة لا نريدها لعمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه، ولن ينفع الندم بعدها.
المسلسلات والأفلام تلعب أدورا مهمة في قولبة المفاهيم والصور الذهنية، وقد استخدمتها أمريكا في مناسبات كثيرة، واستطاعت من خلالها تكريس أسطورة الأمريكي المتفوق في حياته وحروبه، ومبدئيا الحلقات الأولى من مسلسل «عمر» مثالية ومحبوكة وتخدم شخصية الخليفة الراشد بطريقة احترافية، وفيها تعريف حقيقي ومحايد بالإسلام وأهله، وتشكل امتدادا لما قامت به أفلام من نوع «الرسالة» لمصطفى العقاد، والفيلم الأخير مثلما نعرف له جهود دعوية وأسهم في إسلام عدد من الغربيين، وفي تصحيح ما التبس عليهم، وسيقوم مسلسل عمر بن الخطاب بدور لا يختلف ــ إن شاء الله.. كل رمضان وأنتم ومن تحبون بألف خير.
binsaudb@ yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة