سلمان منبع الوفاء.. ومعدن الإخلاص
الاثنين / 18 / رمضان / 1433 هـ الاثنين 06 أغسطس 2012 21:31
الأمير محمد بن متعب بن ثنيان بن محمد آل سعود
تستمر مسيرة بلادنا العزيزة في دروب النهضة والتقدم بفضل الله ومنه. يتدفق العطاء غزيرا حافلا وافر الخير، تثبت فيه مملكتنا الحبيبة صلابة عودها، وقوة مراسها. فقد بدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله وأيده- ما اعتراها من حزن، بأمره السامي الكريم باختياره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرا للدفاع، خلفا لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.
هذا الأمر السامي الكريم أشاع الخير، ونشر الفرح وأذاعه، لأن سموه خير خلف لخير سلف، وألم حزننا على رحيل الأمير والغصة التي أصبنا فيها، تنجلي بمقدم الأمير سلمان الخير ونهر العطاء.
وهنا أجد نفسي مقصرا إذا لم أعبر عن فرحي وسروري، بما من الله علينا به من خير وطمأنينة، أعقبت الأمر الملكي الكريم بتعيين سموه الكريم، الذي يعد منبعا لكل وفاء، ومعدنا لكل الإخلاص، في منصب ولاية العهد الذي ناله عن جدارة واستحقاق بما أوتي من حكمة واقتدار في شؤون الإدارة والحكم، وبما أوتي من خصال وأخلاق حميدة، جعلته من أرأف الناس بالناس، وأعرف الناس بأقدار الناس.
لقد تمرس سموه -حفظه الله ورعاه- في شؤون الحكم والإدارة في مدرسة أبيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، فقد تلقى سموه تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، تلك المدرسة التي أنشأها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1356هـ لتعليم أبنائه، حيث درس سموه العلوم الدينية، والعلوم الحديثة، وختم سموه القرآن الكريم فيها في الثاني عشر من شعبان 1364هـ، ولما يناهز العاشرة من عمره المديد.
ومنذ ذلك الحين لازم سموه أباه العظيم، ونهل من خبرته وتجاربه الشيء الكثير، حتى دقت ساعة العمل الحقيقية، فقد عين سموه أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة في الحادي عشر من رجب 1373هـ، الموافق للسادس عشر من مارس 1954هـ، ثم صدر أمر ملكي كريم في الخامس والعشرين من شعبان 1374هـ (18 أبريل 1955م) بتعيين سموه أميرا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير.
وبعد أن استقال سموه من إمارة الرياض في السابع من رجب 1380هـ، صدر أمر ملكي بتعيين سموه الكريم مرة أخرى أميرا لمنطقة الرياض في العاشر من رمضان 1382هـ (4 فبراير 1963م).
وعلى مدى أكثر من خمسين عاما زاهرة قضاها سموه الكريم أميرا لمنطقة الرياض رعى بحكمة واقتدار تطوير العاصمة الرياض، فأولاها عنايته، ووسع فيها بتخطيط بعيد المدى، وأسس بناها التحتية، وطورها بعناية ونظام، حتى غدت من أجمل مدن العالم نظافة وتزيينا واتساعا، وصارت عاصمة شماء، واسما على مسمى، روضة من الرياض.
وسموه شخصية محبة للقراءة والاطلاع ومهتم بتاريخ المملكة العربية السعودية ومدرك لتفاصيله، أذكر أن سموه قرأ في عام واحد ثمانين كتابا بالرغم من كثرة أعبائه وأعماله وارتباطاته واجتماعاته المتواصلة، وفي المقابل هو كذلك شخصية اجتماعية تجده يزور المريض في المستشفى أو المنزل ويشارك الناس أفراحهم من خلال مناسبات الزفاف أو تلبية دعوة العشاء أو يواسي أحد الأسر في أحزانها، وامتدادا لذلك فسموه خصص يوما من أيام الأسبوع يستقبل فيه أبناء الأسرة المالكة والمواطنين والمقيمين والزوار ولذوي الحاجات من بعد صلاة العشاء في منزله.
ثم لما دعاه داعي الوطن، وناداه الواجب ليقوم به في مجال آخر من مملكتنا الحبيبة، سلم الراية إلى أخيه وعضده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي تولى إمارة الرياض، ليكمل مسيرة البناء، ويمضي بها نحو النماء.
فلقد صدر أمر ملكي كريم بتعيين الأمير سلمان وزيرا للدفاع في العاشر من ذي الحجة 1432هـ، خلفا لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
وفي وزارة الدفاع بدأ الأمير سلمان دوره العظيم بعملية تطوير متكاملة، وتحديث شامل للأجهزة والمعدات والعتاد الحربي، والتدريب والتأهيل، وقد زار سموه معظم قطاعات القوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة، ليتفقد أبناءه الجنود البواسل عن قرب، ويلامس احتياجاتهم، سيرا على نهج أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
لقد أولى الأمير سلمان منذ تولي إمارة الرياض العمل الإنساني اهتماما عظيما، فقد ترأس سموه منذ عام 1375ــ1956م عددا من اللجان والهيئات المحلية لجمع التبرعات ومساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي، وكان لسموه قصب السبق في دعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان، فلقد رأس -حفظه الله- لجنة التبرع لأهل مدينة السويس المصرية، الذين نكبوا بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م. وترأس سموه اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للشعب الجزائري عام 1956م أيضا، وكان رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن بعد نكسة عام 1967م. وما زال سموه الكريم رئيسا للجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني. وترأس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان بعد تعرضها لخسائر بشرية فادحة في أعقاب حربها مع الهند عام 1973م، ورأس في العام نفسه اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر، عقب اندلاع حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.
ولما ابتليت أفغانستان بالاحتلال الروسي، ترأس سموه الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م. وكان سموه رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م. وكذلك رئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م.
وعلى إثر الغزو العراقي للكويت عام 1990م، ترأس سموه اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين. ثم امتدت يد الخير المعطاءة برئاسته للجنة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م، ورئاسته اللجنة العليا لتلقي التبرعات لمتضرري الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م. وكان كذلك رئيسا للهيئة العليا لجمع التبرعات للمتضررين من الزلزال الذي أصاب مصر عام 1992م. ورئيسا للجنة العليا بمنطقة الرياض لجميع التبرعات لانتفاضة القدس عام 1421هـ ــ2000م.
ولم يقتصر نشاط سموه على العالمين العربي والإسلامي، بل كان للشأن الوطني نصيب وافر في اهتمام سموه ورعايته، وتجلى ذلك من خلال ترؤسه كثيرا من الجمعيات والمؤسسات الوطنية الرائدة تتوزع على مختلف نواحي الحياة في مملكتنا الحبيبة ففي المجال الإداري يرأس سموه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، واللجنة التنفيذية لتطوير الدرعية، ومجلس إدارة مركز الرياض للتنافسية، ومجلس أمناء جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال.
وفي المجال العلمي، يرأس سموه مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، ومجلس إدارة الملك عبدالعزيز، ومجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، التي يتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية، وواحة الأمير سلمان للعلوم.
وفي المجال الديني، يرأس سموه جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة، واللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، وأمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.
وفي المجال الإنساني والخيري، لا ننسى حرص سموه على هذا الجانب منذ أن كان أميرا للرياض في عام 1382هـ، حينما كان يجتمع مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك عبدالرحمن أبا الخيل لدراسة حالة وأوضاع صندوق البر الخيري في شهر رمضان للقيام بواجبه حيال الفقراء والمحتاجين، حيث توليه وإشرافه ودعمه وترحيبه لكل الأعمال الخيرية التي تخدم الوطن والمواطن، وكذلك توجيه سموه بمشروع خيري بخدم الرياض وأهلها والجمعيات والأعمال الخيرية تحت اسم جمعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخيرية عوضا عن إقامة احتفال كبير بمناسبة مرور 50 عاما على توليه إمارة الرياض وأن سموه يعتبر ذلك نوعا من بذل الجهد في أمور شكلية تنتهي بانتهاء الوقت. كما ترأس سموه الكريم مجالس خيرية عدة ومنها، المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض، ومجلس إدارة جمعية البر بالرياض، ومجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، ومجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، ومجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ومشروع ابن باز الخيري لمساعدة الراغبين في الزواج، ورئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض.
حب سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- للأعمال الخيرية والإنسانية زرعه في أبنائه -حفظه الله-، فنجد الأمير سلطان بن سلمان رئيسا لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين بالرياض، ونجد الأمير عبدالعزيز بن سلمان حاضرا من خلال رئاسته لمجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وكذلك الأمير فيصل بن سلمان رئيسا للجنة التنفيذية للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان).
وفي المجال الصحي، فإن سموه هو المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي، إضافة إلى رئاسة سموه الفخرية والشرفية لكثير من المجالس والجمعيات الوطنية والخيرية والإنسانية والطبية.
إن هذا التنوع في الأنشطة لدليل واضح على جهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لخدمة أبناء الوطن ونشاطه -أمده الله بالصحة والعافية-، وتفاعل سموه مع مجتمعه وشعبه، وهو دليل واضح أيضا على كرم الطباع، وحسن السجايا التي ميزت سموه، وجعلته رائدا من رواد العمل السياسي والاجتماعي، في المملكة والعالم.
الأعمال تتحدث عن نفسها
أتذكر موقفا قيل عن سموه حينما تولى سموه إمارة منطقة الرياض عام 1382هـ، مجيبا على أحد الأسئلة الصحفية حول آماله وتطلعات في منطقة الرياض فأجاب سموه: «سأترك الأعمال تتحدث عن نفسها»، وفعلا الرياض الآن تتحدث من تطور ونهضة في ظل القيادة الحكيمة.
شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- تتقبل النقد والمقترح فيما يهدف المصلحة العام فلذلك الشفافية لديه موجودة وبابه مفتوح دائما وهو حريص على التجاوب مع أسئلة ومحاور الإعلاميين فتجده حاضرا -حفظه الله- مطلعا لما حوله من أمور ومثقف لدرجة كبيرة، ولسانه البليغ تجده دائما يتحدث باحترام وتواضع جم ينم عن حسن خلق حباه الله له.
ولم تكن هذه الريادة والتميز لتمر مرور الكرام دون تكريم سموه والإشادة به وبأعماله الجليلة، وتجلى ذلك بما تقلده سموه من أوسمة ونياشين من مختلف دول العالم. فعلى مستوى المملكة نال سموه وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، وهو أعلى وسام في المملكة، وجائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمة الإنسانية عام 1995م. كما قلده الرئيس الفرنسي جاك شيراك وساما فرنسيا بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس، عام 1985م، وقلده الملك الحسن الثاني ملك المغرب وسام الكفاءة الفكرية عام 1989م. وفي شهر مارس 1997م، قلده الرئيس البوسني وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك.
وحصل على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم عام 1997م، ثم حصل سموه عام 1998م على وسام نجمة القدس، الذي قلده إياه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات -رحمه الله- في حفل بمقر الحكم بالرياض، تقديرا لما قام به سموه من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني، وحصل سموه على وسام (سكتونا) الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية الفلبين، وقلده الوسام الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا أثناء زيارة سموه للفلبين في شهر أبريل 1999م، وحصل سموه على الوسام الأكبر الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية السنغال، وقلده الوسام الرئيس السنغالي عبدو ضيوف في أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م، كما قلده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وسام الوحدة اليمنية من الدرجة الثانية عام 1422هـ ــ2001م. وفي شهر صفر عام 1429هـ (فبراير) 2008م حصل سموه على زمالة بادن باول الكشفية من قبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر، كما حصل سموه في العام نفسه على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي.
وكذلك حصل سموه في شهر ربيع الأول 1429هـ الموافق 2008م على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، تقديرا وعرفانا للدور الكبير لسموه في الآداب، وفي شهر المحرم 1431هـ، الموافق 2009م حصل على جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعتبر أرفع جوائزها، تقديرا لجهود سموه في خدمة المعوقين بالمملكة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة، ثم حصل سموه في عام 1431هـ ــ 2010م على الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى، تقديرا لجهود سموه في نصرة الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك، وحصل سموه في عام 1431هـ ــ2010م على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، ثم حصل حفظه الله عام 1431هـ ــ2010م على ميدالية (كانت) التي منحتها له أكاديمية (برلين براندينبوج للعلوم)، تقديرا لإسهاماته في مجال العلوم، وحصل سموه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 24 من شهر ربيع الثاني عام 1432 هـ الموافق 2011م على الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية لما لسموه من جهود وعطاءات متميزة في الحفاظ على التاريخ السعودي المجيد ورصد فعالياته المختلفة في شتى المجالات، وأيضا حصول سموه على جائز الإبداع الإعلامي العربي لعام 2011م من هيئة الملتقى الإعلامي العربي الذي أقيم في الكويت.
لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وما زال منبعا للوفاء، ومثالا رائعا للإخلاص، رأيناه يلازم أخاه الأمير سلطان -رحمه الله- في مرضه، ورأيناه طوال حياته سندا وعضدا لإخوانه الملوك، فيقول سموه شاكرا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما أولاه من ثقة: «وإنني إذ أعاهد الله، ثم أعاهدكم يا سيدي، أن أكون مخلصا لديني، ثم لمقامكم الكريم، وهذا الوطن العزيز، وفيا لثوابته الراسخة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي لن نحيد عنها بحوله تعالى».
إنه الاعتزاز بالدين الحنيف والوفاء له، والاعتزاز بالثقة الملكية الغالية، والوفاء لهما، والثبات على الأصلين الواضحين، الكتاب والسنة، وقديما قال الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
وإنني، يا سيدي ووالدي، أجدد العهد والبيعة والولاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولسموكم الكريم، على السمع والطاعة لكم فيما أحب وأكره، وفي الرخاء والشدة، على كتاب الله عز وجل، وسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأرفع أكف الضراعة والتبتل إلى الله سبحانه في عليائه، أن يكلأكم ويرعاكم، ويسدد على طريق الخير خطاكم، وأن يكون تقدست أسماؤه وصفاته عونا لكم على كل خير وصالح من العمل، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
هذا الأمر السامي الكريم أشاع الخير، ونشر الفرح وأذاعه، لأن سموه خير خلف لخير سلف، وألم حزننا على رحيل الأمير والغصة التي أصبنا فيها، تنجلي بمقدم الأمير سلمان الخير ونهر العطاء.
وهنا أجد نفسي مقصرا إذا لم أعبر عن فرحي وسروري، بما من الله علينا به من خير وطمأنينة، أعقبت الأمر الملكي الكريم بتعيين سموه الكريم، الذي يعد منبعا لكل وفاء، ومعدنا لكل الإخلاص، في منصب ولاية العهد الذي ناله عن جدارة واستحقاق بما أوتي من حكمة واقتدار في شؤون الإدارة والحكم، وبما أوتي من خصال وأخلاق حميدة، جعلته من أرأف الناس بالناس، وأعرف الناس بأقدار الناس.
لقد تمرس سموه -حفظه الله ورعاه- في شؤون الحكم والإدارة في مدرسة أبيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، فقد تلقى سموه تعليمه المبكر في مدرسة الأمراء بالرياض، تلك المدرسة التي أنشأها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1356هـ لتعليم أبنائه، حيث درس سموه العلوم الدينية، والعلوم الحديثة، وختم سموه القرآن الكريم فيها في الثاني عشر من شعبان 1364هـ، ولما يناهز العاشرة من عمره المديد.
ومنذ ذلك الحين لازم سموه أباه العظيم، ونهل من خبرته وتجاربه الشيء الكثير، حتى دقت ساعة العمل الحقيقية، فقد عين سموه أميرا لمنطقة الرياض بالنيابة في الحادي عشر من رجب 1373هـ، الموافق للسادس عشر من مارس 1954هـ، ثم صدر أمر ملكي كريم في الخامس والعشرين من شعبان 1374هـ (18 أبريل 1955م) بتعيين سموه أميرا لمنطقة الرياض بمرتبة وزير.
وبعد أن استقال سموه من إمارة الرياض في السابع من رجب 1380هـ، صدر أمر ملكي بتعيين سموه الكريم مرة أخرى أميرا لمنطقة الرياض في العاشر من رمضان 1382هـ (4 فبراير 1963م).
وعلى مدى أكثر من خمسين عاما زاهرة قضاها سموه الكريم أميرا لمنطقة الرياض رعى بحكمة واقتدار تطوير العاصمة الرياض، فأولاها عنايته، ووسع فيها بتخطيط بعيد المدى، وأسس بناها التحتية، وطورها بعناية ونظام، حتى غدت من أجمل مدن العالم نظافة وتزيينا واتساعا، وصارت عاصمة شماء، واسما على مسمى، روضة من الرياض.
وسموه شخصية محبة للقراءة والاطلاع ومهتم بتاريخ المملكة العربية السعودية ومدرك لتفاصيله، أذكر أن سموه قرأ في عام واحد ثمانين كتابا بالرغم من كثرة أعبائه وأعماله وارتباطاته واجتماعاته المتواصلة، وفي المقابل هو كذلك شخصية اجتماعية تجده يزور المريض في المستشفى أو المنزل ويشارك الناس أفراحهم من خلال مناسبات الزفاف أو تلبية دعوة العشاء أو يواسي أحد الأسر في أحزانها، وامتدادا لذلك فسموه خصص يوما من أيام الأسبوع يستقبل فيه أبناء الأسرة المالكة والمواطنين والمقيمين والزوار ولذوي الحاجات من بعد صلاة العشاء في منزله.
ثم لما دعاه داعي الوطن، وناداه الواجب ليقوم به في مجال آخر من مملكتنا الحبيبة، سلم الراية إلى أخيه وعضده صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز -حفظه الله-، الذي تولى إمارة الرياض، ليكمل مسيرة البناء، ويمضي بها نحو النماء.
فلقد صدر أمر ملكي كريم بتعيين الأمير سلمان وزيرا للدفاع في العاشر من ذي الحجة 1432هـ، خلفا لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
وفي وزارة الدفاع بدأ الأمير سلمان دوره العظيم بعملية تطوير متكاملة، وتحديث شامل للأجهزة والمعدات والعتاد الحربي، والتدريب والتأهيل، وقد زار سموه معظم قطاعات القوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة، ليتفقد أبناءه الجنود البواسل عن قرب، ويلامس احتياجاتهم، سيرا على نهج أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
لقد أولى الأمير سلمان منذ تولي إمارة الرياض العمل الإنساني اهتماما عظيما، فقد ترأس سموه منذ عام 1375ــ1956م عددا من اللجان والهيئات المحلية لجمع التبرعات ومساعدة المحتاجين والمتضررين من السيول والزلازل والكوارث في العالمين العربي والإسلامي، وكان لسموه قصب السبق في دعم قضايا العالم الإسلامي ومناصرة المسلمين في كل مكان، فلقد رأس -حفظه الله- لجنة التبرع لأهل مدينة السويس المصرية، الذين نكبوا بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م. وترأس سموه اللجنة الرئيسية لجمع التبرعات للشعب الجزائري عام 1956م أيضا، وكان رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة أسر شهداء الأردن بعد نكسة عام 1967م. وما زال سموه الكريم رئيسا للجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني. وترأس اللجنة الشعبية لإغاثة منكوبي الباكستان بعد تعرضها لخسائر بشرية فادحة في أعقاب حربها مع الهند عام 1973م، ورأس في العام نفسه اللجنة الشعبية لدعم المجهود الحربي في مصر، عقب اندلاع حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.
ولما ابتليت أفغانستان بالاحتلال الروسي، ترأس سموه الهيئة العامة لاستقبال التبرعات للمجاهدين الأفغان عام 1980م. وكان سموه رئيس اللجنة المحلية لإغاثة متضرري السيول في السودان عام 1988م. وكذلك رئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1989م.
وعلى إثر الغزو العراقي للكويت عام 1990م، ترأس سموه اللجنة المحلية لتقديم العون والإيواء والمساعدة للكويتيين. ثم امتدت يد الخير المعطاءة برئاسته للجنة العليا لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك عام 1992م، ورئاسته اللجنة العليا لتلقي التبرعات لمتضرري الفيضانات في بنجلاديش عام 1991م. وكان كذلك رئيسا للهيئة العليا لجمع التبرعات للمتضررين من الزلزال الذي أصاب مصر عام 1992م. ورئيسا للجنة العليا بمنطقة الرياض لجميع التبرعات لانتفاضة القدس عام 1421هـ ــ2000م.
ولم يقتصر نشاط سموه على العالمين العربي والإسلامي، بل كان للشأن الوطني نصيب وافر في اهتمام سموه ورعايته، وتجلى ذلك من خلال ترؤسه كثيرا من الجمعيات والمؤسسات الوطنية الرائدة تتوزع على مختلف نواحي الحياة في مملكتنا الحبيبة ففي المجال الإداري يرأس سموه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، واللجنة التنفيذية لتطوير الدرعية، ومجلس إدارة مركز الرياض للتنافسية، ومجلس أمناء جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لشباب الأعمال.
وفي المجال العلمي، يرأس سموه مجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، ومجلس إدارة الملك عبدالعزيز، ومجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، التي يتبعها كل من جامعة الأمير سلطان الأهلية، وواحة الأمير سلمان للعلوم.
وفي المجال الديني، يرأس سموه جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات على مستوى المملكة، واللجنة العليا لأوقاف جامعة الملك سعود، وأمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز الإسلامية.
وفي المجال الإنساني والخيري، لا ننسى حرص سموه على هذا الجانب منذ أن كان أميرا للرياض في عام 1382هـ، حينما كان يجتمع مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك عبدالرحمن أبا الخيل لدراسة حالة وأوضاع صندوق البر الخيري في شهر رمضان للقيام بواجبه حيال الفقراء والمحتاجين، حيث توليه وإشرافه ودعمه وترحيبه لكل الأعمال الخيرية التي تخدم الوطن والمواطن، وكذلك توجيه سموه بمشروع خيري بخدم الرياض وأهلها والجمعيات والأعمال الخيرية تحت اسم جمعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز الخيرية عوضا عن إقامة احتفال كبير بمناسبة مرور 50 عاما على توليه إمارة الرياض وأن سموه يعتبر ذلك نوعا من بذل الجهد في أمور شكلية تنتهي بانتهاء الوقت. كما ترأس سموه الكريم مجالس خيرية عدة ومنها، المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض، ومجلس إدارة جمعية البر بالرياض، ومجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز بن باز الخيرية، ومجلس إدارة جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري، ومجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ومشروع ابن باز الخيري لمساعدة الراغبين في الزواج، ورئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بمنطقة الرياض.
حب سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- للأعمال الخيرية والإنسانية زرعه في أبنائه -حفظه الله-، فنجد الأمير سلطان بن سلمان رئيسا لمجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين بالرياض، ونجد الأمير عبدالعزيز بن سلمان حاضرا من خلال رئاسته لمجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، وكذلك الأمير فيصل بن سلمان رئيسا للجنة التنفيذية للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان).
وفي المجال الصحي، فإن سموه هو المؤسس والرئيس الأعلى لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي، إضافة إلى رئاسة سموه الفخرية والشرفية لكثير من المجالس والجمعيات الوطنية والخيرية والإنسانية والطبية.
إن هذا التنوع في الأنشطة لدليل واضح على جهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز لخدمة أبناء الوطن ونشاطه -أمده الله بالصحة والعافية-، وتفاعل سموه مع مجتمعه وشعبه، وهو دليل واضح أيضا على كرم الطباع، وحسن السجايا التي ميزت سموه، وجعلته رائدا من رواد العمل السياسي والاجتماعي، في المملكة والعالم.
الأعمال تتحدث عن نفسها
أتذكر موقفا قيل عن سموه حينما تولى سموه إمارة منطقة الرياض عام 1382هـ، مجيبا على أحد الأسئلة الصحفية حول آماله وتطلعات في منطقة الرياض فأجاب سموه: «سأترك الأعمال تتحدث عن نفسها»، وفعلا الرياض الآن تتحدث من تطور ونهضة في ظل القيادة الحكيمة.
شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله- تتقبل النقد والمقترح فيما يهدف المصلحة العام فلذلك الشفافية لديه موجودة وبابه مفتوح دائما وهو حريص على التجاوب مع أسئلة ومحاور الإعلاميين فتجده حاضرا -حفظه الله- مطلعا لما حوله من أمور ومثقف لدرجة كبيرة، ولسانه البليغ تجده دائما يتحدث باحترام وتواضع جم ينم عن حسن خلق حباه الله له.
ولم تكن هذه الريادة والتميز لتمر مرور الكرام دون تكريم سموه والإشادة به وبأعماله الجليلة، وتجلى ذلك بما تقلده سموه من أوسمة ونياشين من مختلف دول العالم. فعلى مستوى المملكة نال سموه وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى، وهو أعلى وسام في المملكة، وجائزة جمعية الأطفال المعوقين للخدمة الإنسانية عام 1995م. كما قلده الرئيس الفرنسي جاك شيراك وساما فرنسيا بمناسبة مرور ألفي عام على إنشاء مدينة باريس، عام 1985م، وقلده الملك الحسن الثاني ملك المغرب وسام الكفاءة الفكرية عام 1989م. وفي شهر مارس 1997م، قلده الرئيس البوسني وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك.
وحصل على درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم عام 1997م، ثم حصل سموه عام 1998م على وسام نجمة القدس، الذي قلده إياه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات -رحمه الله- في حفل بمقر الحكم بالرياض، تقديرا لما قام به سموه من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني، وحصل سموه على وسام (سكتونا) الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية الفلبين، وقلده الوسام الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا أثناء زيارة سموه للفلبين في شهر أبريل 1999م، وحصل سموه على الوسام الأكبر الذي يعتبر أعلى وسام في جمهورية السنغال، وقلده الوسام الرئيس السنغالي عبدو ضيوف في أثناء زيارة سموه للسنغال في شهر يوليو 1999م، كما قلده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وسام الوحدة اليمنية من الدرجة الثانية عام 1422هـ ــ2001م. وفي شهر صفر عام 1429هـ (فبراير) 2008م حصل سموه على زمالة بادن باول الكشفية من قبل جلالة ملك السويد كارل جوستاف السادس عشر، كما حصل سموه في العام نفسه على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي.
وكذلك حصل سموه في شهر ربيع الأول 1429هـ الموافق 2008م على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، تقديرا وعرفانا للدور الكبير لسموه في الآداب، وفي شهر المحرم 1431هـ، الموافق 2009م حصل على جائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تعتبر أرفع جوائزها، تقديرا لجهود سموه في خدمة المعوقين بالمملكة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة، ثم حصل سموه في عام 1431هـ ــ 2010م على الوسام البوسني للعطاء الإسلامي من الدرجة الأولى، تقديرا لجهود سموه في نصرة الإسلام والمسلمين في البوسنة والهرسك، وحصل سموه في عام 1431هـ ــ2010م على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي، ثم حصل حفظه الله عام 1431هـ ــ2010م على ميدالية (كانت) التي منحتها له أكاديمية (برلين براندينبوج للعلوم)، تقديرا لإسهاماته في مجال العلوم، وحصل سموه من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في 24 من شهر ربيع الثاني عام 1432 هـ الموافق 2011م على الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية لما لسموه من جهود وعطاءات متميزة في الحفاظ على التاريخ السعودي المجيد ورصد فعالياته المختلفة في شتى المجالات، وأيضا حصول سموه على جائز الإبداع الإعلامي العربي لعام 2011م من هيئة الملتقى الإعلامي العربي الذي أقيم في الكويت.
لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وما زال منبعا للوفاء، ومثالا رائعا للإخلاص، رأيناه يلازم أخاه الأمير سلطان -رحمه الله- في مرضه، ورأيناه طوال حياته سندا وعضدا لإخوانه الملوك، فيقول سموه شاكرا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما أولاه من ثقة: «وإنني إذ أعاهد الله، ثم أعاهدكم يا سيدي، أن أكون مخلصا لديني، ثم لمقامكم الكريم، وهذا الوطن العزيز، وفيا لثوابته الراسخة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي لن نحيد عنها بحوله تعالى».
إنه الاعتزاز بالدين الحنيف والوفاء له، والاعتزاز بالثقة الملكية الغالية، والوفاء لهما، والثبات على الأصلين الواضحين، الكتاب والسنة، وقديما قال الشاعر:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
وإنني، يا سيدي ووالدي، أجدد العهد والبيعة والولاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولسموكم الكريم، على السمع والطاعة لكم فيما أحب وأكره، وفي الرخاء والشدة، على كتاب الله عز وجل، وسنة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأرفع أكف الضراعة والتبتل إلى الله سبحانه في عليائه، أن يكلأكم ويرعاكم، ويسدد على طريق الخير خطاكم، وأن يكون تقدست أسماؤه وصفاته عونا لكم على كل خير وصالح من العمل، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة. إنه سميع قريب مجيب الدعاء.