غزة تواجه كارثة انسانية.. والحرب الأهلية واردة

بان الياسون *

بينما ركز العالم اهتمامه على الحرب بين حزب الله واسرائيل في الآونة الأخيرة، فان قطاع غزة الواقع على نحو 200 كيلو متر جنوبا يشكل قنبلة زمنية.. ويتكدس في هذا الشريط الضيق 1.4 مليون شخص، اغلبهم من الأطفال المحرومين من ابسط حقوق الانسان في حرية التنقل -بسبب الحصار الاسرائيلي المحكم- ولا مكان لهم للجري واللعب او الاختفاء في حالة وقوع الغارات الاسرائيلية المتكررة ويعيش الفلسطينيون في حالة فقر وبطالة ومعاناة وخيبة أمل متزايدة في ظل الانقطاع الكامل عن العالم الخارجي منذ شهر يونيو الماضي. والقطاع في حاجة ماسة اليوم للأمل الغائب المعدوم.
وعقدت 35 دولة مانحة اجتماعا في ستوكهولم في سبتمبر الماضي للمساهمة في اعادة بعض اجراءات الأمل الى الفلسطينيين وأعلنت تقديم 116 مليون دولار اضافي للاحتياجات الانسانية العاجلة في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ولكن على الرغم من هذه الجهود المشكورة الا أن الشعب الفلسطيني يحتاج لأكثر وبصورة عاجلة لأنه يواجه كارثة انسانية حقيقية وربما حربا أهلية محتملة.
ومنذ بدء العملية الاسرائيلية الانتقامية المسماه بـ «مطر الصيف» في آخر يونيو الماضي ردا على اختطاف الجندي الاسرائيلي، جلعاد شاليت فان القوات الاسرائيلية قتلت 235 فلسطينيا، منهم 46 طفلا مقابل مقتل جندي اسرائيلي واحد.
ومن المؤكد ان الرد الاسرائيلي جاء متفاوتا ولا يتفق مع المعايير والمبادئ القانونية والاخلاقية. علاوة على القتل المستهدف والمتعمد للمدنيين الفلسطينيين، فان الجنود الاسرائيليين قاموا بتدمير البنى التحتية في القطاع، مركزين على مصادر الطاقة والجسور والطرق، حيث اصبحت غزة اليوم معتمدة على المصادر الخارجية للتمويلات التجارية والغذائية. وتتدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية في ظل النقص الشديد في المياه الصالحة للشرب. ويعد ضيق مساحة القطاع وكثرة عدد سكانه 1.4 مليون شخص من المشاكل العويصة التي يواجهها الفلسطينيون.
ومن واجب المجتمع الدولي والولايات المتحدة بالدرجة الاولى اتخاذ الاجراءات العاجلة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني والضغط على الدولة العبرية لرفع الحصار عنه وقبول المفاوضات بغية تحقيق سلام عادل ودائم قد يمنع اندلاع حرب أهلية فلسطينية وربما دفع المنطقة الى حافة الانفجار.
ترجمة : محمد بشير
* وزير خارجية السويد