الأخضر الإبراهيمي .. يتحدث «عربي»!

الرؤية السياسية

هند الملاح (بيروت) قــراءة إياد عبيد

ماذا ستحمل زيارة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اليوم الأحد إلى جامعة الدول العربية في ظل توقع فشل كان الإبراهيمي نفسه قد أعلنه منذ بداية تسلمه منصبه لمهمته ؟ وهل وضع الإبراهيمي خطة عمل تساعده في إيجاد حلول للحد من أعمال القتل والتنكيل التي يقوم بها نظام الأسد ضد شعبه ؟ ماذا سيطلب الإبراهيمي من الجامعة ؟
أسئلة كثيرة يتداولها المراقبون قبيل زيارة الأخضر الإبراهيمي إلى القاهرة.


الجامعة العربية في حالة جمود وترقب تامين إن كان لجهة الوضع في سورية أو الوضع في المنطقة العربية بشكل عام، ولذلك فإن زيارة المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي إلى الجامعة العربية هي زيارة مفصلية لإيجاد الحل لأزمة شعب يعيش رهن القتل والتعذيب وفي مواجهة الاتهامات بالعجز التي تواجه للجامعة العربية والأمم المتحدة على السواء منذ انطلاق الثورة السورية، والجامعة العربية والأمم المتحدة تقفان موقع المتفرج على ما يحدث دون أن تقدم شيئا سوى التصريحات التي لم تخفف وتيرة القتل وسفك الدماء والتي لم تعطي أي بوادر أمل حقيقية لحل الأزمة في سورية وإنهاء سفك الدماء والوضع السياسي القائم المتأزم أمنيا وعسكريا.
ولم تتمكن الجامعة العربية من إيجاد حل للأزمة السورية، فلا يمكن أن تبنى آمال عليها وعلى ما يمكن أن تقدمه للقضية السورية.
بالمقابل أعلن الأخضر الإبراهيمي عن يأسه من مهمته حين قال أن لا خطة عمل لديه في المهمة التي يترأسها، علما أنه دبلوماسي عريق وساهم في مهمات كبرى وعالج أوضاع عديدة أخطر من الوضع السوري بكثير وحقق نجاحات كبيرة في عدد من القضايا. هناك متغيرات دولية سريعة تتقاطع مع مهمة الأخضر الإبراهيمي وذلك في الموقف الروسي والصيني والإيراني من جهة وفي الموقف الأمريكي من جهة أخرى، لذلك كان عليه التروّي قبل إعلان اليأس. هناك بوادر أزمة عالمية جديدة وحرب باردة دولية بين معسكرين يظهران جراء الأزمة السورية.
إن اليأس الذي عبر عنه الأخضر الإبراهيمي في مهمته يأتي جراء عجز مجلس الأمن وجامعة الدول العربية من اتخاذ قرارات فاعلة وذات مفعول لوقف حمام الدم الجاري وعملية الإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري. هناك إشكالية دولية كبيرة وهناك من يرغب بالعودة إلى نظام الاحتراب البارد الدولي بين معسكرين جديدين سيولدان نتيجة الأزمة السورية.
لن يحمل الأخضر الإبراهيمي أي كلام أو متطلبات جديدة في بيت العرب ولاحقا لبشار الأسد عندما سيزور دمشق فسيقتصر عمله على تكرار كلام المبعوث الدولي السابق كوفي عنان وسيحصل على الرد عينه الذي قاله الأسد لكوفي عنان وهو المطالبة بمزيد من الإجراءات التشددية والمزيد من الدعم لمواجهة ما يسميه بالخطة الخارجية ضد سورية.
إن الأسد مدعوم تماما من روسيا، فلافروف هو الراعي الرئيسي للعملية الأمنية والسياسية التي تحصل في سورية من قتل وتهجير وتنكيل.
أمين الجامعة نبيل العربي سيتحدث مع الإبراهيمي .. باللغة العربية .. عن مأساة شعب يعيش رهن القتل والتعذيب ويرغب العيش بكرامة .. فهل سيفهم الإبراهيمي لغة العربي.