صحة الانسان.. أهم
الأحد / 26 / صفر / 1427 هـ الاحد 26 مارس 2006 20:21
هاشم الجحدلـــي
لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة، ولكن الجميع يدعيها او يتدثر بها، وقس على هذا الكثير من المعرفة الى استكناه ما في القلوب، اكتب هذا بدءاً لأني سأكتب عن المختلف عليه، أعني ميثاق الشرف الاعلامي ومنه الصحافي بكل تأكيد، فهذا المصطلح ملتبس لدرجة ان يتفق ويختلف اثنان في وقت واحد، والسبب كمية القيم والمثل والمنطلقات المتعددة، بل والمتناقضة التي يحاول ان يتأسس او يتأصل عليها.
فمثلا نجد ان الاعلام يرتهن ويراهن على الشفافية والكشف بينما يتحسب بدقة لمسؤوليته الوطنية والاجتماعية والاخلاقية، كذلك نجده يرفع من سقف المواجهة والكشف الى حد الفضيحة ولكنه يتقوقع امام سلطة رأس المال وسطوة الاعلان، كذلك ايضا نجده يدافع بشراسة عن الحرية الشخصية وحرية الفكر ولكنه ينهار تماماً امام الاطر العامة التي لا تتعدى احيانا التقاليد او الارث العائلي.
هذه المتناقضات التي تقف كجبل الجليد أمام سفينة تيتانيك الاعلامية، استطاع الاعلاميون ان يتعاملوا معها بطرائق عدة بدءاً من الاستسلام الكامل لكل هذه المتناقضات الى رفع سقف الهامش الى حيز يستطيع فيه الاعلامي ان يكتب بقليل من الحبر.. والاوكسجين.. ولكن مهما كانت المناورة قابلة لفائض التنازلات فان هناك قيماً اساسية أصيلة يجب ان لا يتنازل عنها احد، بسبب خطورتها لانها خطر جماعي يعني الجميع، ومنها صحة الانسان.
لذلك استعجب من الصمت المطبق وأحياناً التنازل المريب، وغالبا الازدواجية في المعايير، فحينما يتسبب مطعم صغير في اصابة عائلة ما بتلبك معوي تنقلب الدنيا، وتفرد الصفحات وتدبج التقارير عن حالة العائلة.. ووضع المطعم.. ونقص الضوابط الصحية، ولكن عندما يتسبب مستشفى شهير في انهاء حياة اناس، وشبه انهاء لحياة آخرين، والقضاء على حيوية وصحة آخرين، نجد الخبر مستترا واحيانا لا ينشر واذا نشر كتب عن المجهول وللمجهول.
وعندما يتساءل المواطن عن سبب كل هذا الصمت الرهيب، يأتي الجواب القاتل: الجهة معلنة.. ولا نريد أن نخسر اعلاناتها.
ان كل اعلانات المستشفيات والمستوصفات وحتى العيادات إضافة إلى المراكز المركزة.. لا تمثل 1% من حصة الاعلان وهي مقابل هذا تحصل على كل شيء، من الترويج الى الاعلان التحريري، الى الخدمة المميزة.
فلماذا لا يتم ايقاف كل هذا العبث بميثاق شرف انساني تتفق فيه وزارة الصحة والاعلام وحقوق الانسان وهيئة الصحفيين لتجاوز هذا المبرر غير الـمُبَرر.. واجبار المستشفيات التي تصدر احكام عليها ان تعلن هي بنفسها عن اخطائها القاتلة.
اكتب هذا بعد ان سمعت مئات القصص المأساوية التي مرت بسلام.. وبعد ان قرأت تحقيق «عكاظ الاسبوعية» عن رفض المظالم للعقوبات الخجولة التي فرضت على المستشفيات، مدركاً ان الكشف هنا هو وسيلة للوصول الى الحقيقة لا للتشهير بهذه المستشفيات.. فصحة الانسان - كما اعتقد ويعتقد الجميع - اهم من 1%.. أليس كذلك.
فمثلا نجد ان الاعلام يرتهن ويراهن على الشفافية والكشف بينما يتحسب بدقة لمسؤوليته الوطنية والاجتماعية والاخلاقية، كذلك نجده يرفع من سقف المواجهة والكشف الى حد الفضيحة ولكنه يتقوقع امام سلطة رأس المال وسطوة الاعلان، كذلك ايضا نجده يدافع بشراسة عن الحرية الشخصية وحرية الفكر ولكنه ينهار تماماً امام الاطر العامة التي لا تتعدى احيانا التقاليد او الارث العائلي.
هذه المتناقضات التي تقف كجبل الجليد أمام سفينة تيتانيك الاعلامية، استطاع الاعلاميون ان يتعاملوا معها بطرائق عدة بدءاً من الاستسلام الكامل لكل هذه المتناقضات الى رفع سقف الهامش الى حيز يستطيع فيه الاعلامي ان يكتب بقليل من الحبر.. والاوكسجين.. ولكن مهما كانت المناورة قابلة لفائض التنازلات فان هناك قيماً اساسية أصيلة يجب ان لا يتنازل عنها احد، بسبب خطورتها لانها خطر جماعي يعني الجميع، ومنها صحة الانسان.
لذلك استعجب من الصمت المطبق وأحياناً التنازل المريب، وغالبا الازدواجية في المعايير، فحينما يتسبب مطعم صغير في اصابة عائلة ما بتلبك معوي تنقلب الدنيا، وتفرد الصفحات وتدبج التقارير عن حالة العائلة.. ووضع المطعم.. ونقص الضوابط الصحية، ولكن عندما يتسبب مستشفى شهير في انهاء حياة اناس، وشبه انهاء لحياة آخرين، والقضاء على حيوية وصحة آخرين، نجد الخبر مستترا واحيانا لا ينشر واذا نشر كتب عن المجهول وللمجهول.
وعندما يتساءل المواطن عن سبب كل هذا الصمت الرهيب، يأتي الجواب القاتل: الجهة معلنة.. ولا نريد أن نخسر اعلاناتها.
ان كل اعلانات المستشفيات والمستوصفات وحتى العيادات إضافة إلى المراكز المركزة.. لا تمثل 1% من حصة الاعلان وهي مقابل هذا تحصل على كل شيء، من الترويج الى الاعلان التحريري، الى الخدمة المميزة.
فلماذا لا يتم ايقاف كل هذا العبث بميثاق شرف انساني تتفق فيه وزارة الصحة والاعلام وحقوق الانسان وهيئة الصحفيين لتجاوز هذا المبرر غير الـمُبَرر.. واجبار المستشفيات التي تصدر احكام عليها ان تعلن هي بنفسها عن اخطائها القاتلة.
اكتب هذا بعد ان سمعت مئات القصص المأساوية التي مرت بسلام.. وبعد ان قرأت تحقيق «عكاظ الاسبوعية» عن رفض المظالم للعقوبات الخجولة التي فرضت على المستشفيات، مدركاً ان الكشف هنا هو وسيلة للوصول الى الحقيقة لا للتشهير بهذه المستشفيات.. فصحة الانسان - كما اعتقد ويعتقد الجميع - اهم من 1%.. أليس كذلك.