الحريري .. ومصلحة لبنان
الأحد / 05 / ذو الحجة / 1433 هـ الاحد 21 أكتوبر 2012 20:02
فهيم الحامد
ليس هناك شك أن حادثة اغتيال العميد وسام الحسن، كانت محاولة دنيئة وإرهابية، لزعزعة استقرار لبنان وضرب مؤسساته الأمنية، ممثلة بوسام الحسن، وهي المؤسسة التي حرصت على الحفاظ على لبنان وعدم إدخاله في أتون الفتنة والحرب الأهلية. وليس هناك شك أيضا أن حالة الغضب التي اجتاحت الشارع اللبناني بعد اغتيال الحسن، قد تكون مبررة، إذا كانت سلمية، ولكن الفعل غير المبرر وغير المقبول، قيام بعض الغاضبين والمنفعلين من قوى 14 آذار، التوجه إلى السراي الحكومي، بهدف اقتحامه، الأمر الذي أدى لحدوث اشتباكات وسقوط جرحى. في هذه اللحظة الحرجة، ظهر نداء العقل بمناشدة رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري لمناصريه بفض الاعتصام والانسحاب من محيط مقر الحكومة، ودعوة الجميع لتجنب العنف والتعامل مع الموقف بهدوء. لقد ساهمت هذه المناشدة بشكل فاعل في تهدئة الشارع المشتعل، ونزع فتيل الأزمة التي كادت أن تؤدي إلى الانفجار، وإشعال الموقف المتأزم أصلا. والحريري في الواقع تعامل بمسؤولية وشخصية سياسية تنظر لمصلحة لبنان، وليس مصلحة الحزب وهذا الموقف نكبره في سعد الحريري. إن لبنان يمر حاليا في ظرف صعب جدا والمطلوب من الجميع معارضة وموالاة الحكمة والهدوء ومعالجة تداعيات اغتيال الحسن بالعقل والحنكة، وليس عبر الاحتجاجات غير السلمية بهدف صيانة أمن واستقرار لبنان. إن اغتيال الحسن يعتبر بمثابة زلزال لأمن واستقرار للبنان، ومن الواضح أن عملية الاغتيال أدت لخلط الأوراق واستدراج وإدخال لبنان لدائرة الأزمة السورية وإحداث إرباك في مواقف جميع القوى والتكتلات السياسية على الساحة اللبنانية واختلاط الأمور. ويبدو أن حالة الارتباك الحالية جاءت وسط حالة الانكشاف الأمني، بعد ضرب أحد أعمدة المؤسسة الأمنية اللبنانية على خلفية التداعيات التي فرضتها الأزمة السورية، والتي تتطلب من اللبنانيين الشرفاء التعامل بهدوء وحكمة لكي لا تنتقل الأزمة السورية للداخل اللبناني وخلق أجواء من الترقب والتخوف من أن تجر حادثة اغتيال الحسن لبنان لمستنقع الحرب الأهلية. إن جريمة اغتيال الحسن على فظاعتها، يجب أن تكون نقطة للتوافق الوطني، وتمتين الوحدة الوطنية، لأن هناك من يريد أن تشتعل الفتنة في لبنان ونقل الأزمة السورية إليها.. فهل يستمع اللبنانيون لصوت العقل والحكمة؟