لبنان في دائرة العنف

محمد مجاهد الزيات

يشير اغتيال العميد وسام الحسن والتي اتهمت القوى السياسية اللبنانية النظام السوري بالمسؤولية عنه، لبداية دخول لبنان في دائرة العنف، وفي الحقيقة فإن نظام البعث السوري قد أسس منذ نشأته لنظام التصفية للمعارضة له والمعارضين لسياساته الأقليمية خاصة في لبنان وبغض النظر عن الطوائف التي تنتمي لها الشخصيات التي تتم تصفيتها وذلك منذ اغتيال اللواء محمد عمران العلوي في طرابلس في السبعينات إلا أن في هذه الحادثة تحمل الكثير من الدلالات التي يمكن إجمالها في عدة عناصر من أبرزها أن النظام السوري بدأ يستشعر عمق الأزمة التي تعانيها ودخوله مرحلة النهاية وبالتالي فهو يعمل على تصدير الأزمة إلى دول الجوار. ومن الواضح أن الحسن كانت له مواقف جيدة بالتقدير فهو الذي اكتشف شبكات التجسس الإسرائيلية ومنع الاختراق الإسرائيلي في دوائر الاتصال اللبنانية، كما كشف المخطط السوري عبر الوزير السابق ميشيل سماحة للتدريب لتفجيرات داخل بيروت وهو ما كشف المخطط السوري مبكرا، فقد مارس دورا أمنيا احترافيا. أن نقل الأزمة إلى لبنان يعني زيادة حدة الاحتقان والتوتر بين القوى السياسية غير المتوافقة حتى الآن وهو ما يمكن أن ينعكس في توتر طائفي عانى منه لبنان كثيرا ونتمنى ألا يعود إليه. كما أن الحادثة دفعت قوى المعارضة المطالبة بإقالة حكومة ميقاتي ومع أن تلك الحكومة قد جاءت تحت ضغط سلاح حزب الله، إلا أن الأمر يقتضي الحذر في المطالبة باستقالتها حاليا حتلى لا يعود لبنان إلى حالة الفراغ السياسي والتجاذب بين القوى السياسية وهو ما يسمح بمزيد من التدخل الخارجي ويمكن أن يعطل الحياه السياسية برمتها في لبنان ويزيد من خطورة الوضع في ذلك التوقيت. وبصفة عامة فإن الحادث قد أعاد المعارضة السياسية التي يتزعمها تيار المستقبل إلى دائرة الضوء بعد أن غابت تأثيرها لشهور طويلة وغاب معها زعيم التيارالحريري خارج لبنان لمدة ثمانية أشهر وهو ما يرجح أن يزداد تأثيرها في عملية صنع القرار حتى لا تترك الساحة أمام حزب الله الذي يسعى إلى خلط الأوراق ليس في لبنان ولكن في المنطقة ولعل الطائرة الإيرانية التي أطلقها على إسرائيل خير دليل على ذلك.