فيليكس المعجزة
الاثنين / 06 / ذو الحجة / 1433 هـ الاثنين 22 أكتوبر 2012 19:41
مها الشريف
ثارت موجة من الجدل، عندما قفز المغامر النمساوي «فيلكس باومجاتنر» الأسبوع الماضي على ارتفاع نحو 39 كيلو مترا فوق سطح الأرض ليسقط على صحراء نيو مكسيكو كاسرا حاجز الصوت بسرعة بلغت 1342.8 كيلو متر في الساعة ما يعني زيادة بمقدار نحو 265 كيلو مترا في الساعة مقارنة بسرعة الصوت.
تجادلت الناس كثيرا حوله وقاموا بنشر عدة دراسات بين مصدق ومكذب لما قام به المغامر أمام العالم في نقل مباشر، ولكن عندما تجوب الدهشة كنه العقول تصغر القيمة الفعلية للأشياء، ويلجأ الناس للسخرية والتندر في الأقوال والكلمات.
لقد أثبت لنا «فيليكس» قوانين الميكانيكا الكلاسيكية التي لم تنجح في وصف حركة الأجسام عند السرعات البطيئة والصغيرة بالنسبة إلى سرعة الضوء. وتبلغ سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر/ثانية. أما إذا اقتربت سرعة الجسم من سرعة الضوء، فيجب الحساب باستخدام النظرية النسبية حتى لا تحدث فروق بين الحساب والمشاهدة إذا اتبعنا طريقة نيوتن الثانية.
فيليكس لم يكن أسطورة بقدر معجزة رواد الفضاء الذين وطأت أقدامهم أرض القمر، مما أصاب الشعراء بخيبة أمل ــ القمر ــ كان غاية قصائدهم ووسيلة خيالهم البعيد، ولكن العلم لا يقوم بدونه الوعي والإدراك، والأسطورة حولت العالم القديم إلى جديد مختلف ومتناهي الجدل والمنطق.
كلما ازداد الوقت ارتباطا بالعلم والتجربة، اتسعت الفجوة بين العرب والعالم ليس لعرقلة وظائف العلم بل لكمية الاستيعاب الفعلي للأحداث، فقد شكك الكثير في رواد الفضاء وأسهبوا في نقل المستحيلات التي يراها الفرد العربي في تكنولوجيا الفضاء، ونفى الكثير إمكانية الوصول للقمر، كما أنكر البعض جميع البعثات التسع خلال الفترة بين ديسمبر 1968 أبولو 8 وديسمبر 1972 أبولو 17، ثم تناول العرب هذا الحدث العلمي العظيم بنوع من التقليل من شأن التجربة التي أنفقت ناسا على أبحاثها الكثير من الجهد والمال، والأغلبية لم تصدق للأسف، ثم تتابعت ردة الأفعال والأقوال، فمنهم من قال: تصوير على قمة جبل لكي توهمنا وكالة ناسا وعلماؤها أنهم استطاعوا الوصول للفضاء الخارجي وفازوا بالوصول إلى القمر، إن المعرفة تتألف من عنصرين أساسيين مادة وصورة، ونحن غالبا ما نقتنع بالظاهر ونترك الكثير المهم، لذلك لا نستطيع قبول الواقع بعقل محض إذ أن نقائص الرؤى نابعة من اعتقادها.
إن التسارع الطبيعي يؤكد منطق المتغيرات ويجعلها مستلقية تحت الشمس، وقريبة للعقول، لقد اعتقدنا إن العالم هو ما نحدده نحن، ولكن كثيرا من الانفعالات الذاتية لا تدرك المقادير والمسافات ولا تستطيع التمييز بينهما، إن الشك والنفي مرتبطان بالاستدلال العقلي، والأغلب منا يعاني صعوبة في تلقي الحقائق العلمية، علما أن الأغلبية تؤمن وتتباهى بعباس بن فرناس عالم الفيزياء و ول من فكر بالطيران وهم لم يشاهدوه ولم يلمسوا أي إثبات لذلك، إدراكنا يستقر في أقصى المجرة من عقول العالم، وهل كل القصص والاختراعات تحتاج إلى إثبات حسي، أو أن هناك أشياء مذهلة تحتم علينا تصديقها والتفاعل معها كوننا نعيش في العالم ذاته ولسنا خارج محيطه؟.
a_faqehi@hotmail.com
تجادلت الناس كثيرا حوله وقاموا بنشر عدة دراسات بين مصدق ومكذب لما قام به المغامر أمام العالم في نقل مباشر، ولكن عندما تجوب الدهشة كنه العقول تصغر القيمة الفعلية للأشياء، ويلجأ الناس للسخرية والتندر في الأقوال والكلمات.
لقد أثبت لنا «فيليكس» قوانين الميكانيكا الكلاسيكية التي لم تنجح في وصف حركة الأجسام عند السرعات البطيئة والصغيرة بالنسبة إلى سرعة الضوء. وتبلغ سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر/ثانية. أما إذا اقتربت سرعة الجسم من سرعة الضوء، فيجب الحساب باستخدام النظرية النسبية حتى لا تحدث فروق بين الحساب والمشاهدة إذا اتبعنا طريقة نيوتن الثانية.
فيليكس لم يكن أسطورة بقدر معجزة رواد الفضاء الذين وطأت أقدامهم أرض القمر، مما أصاب الشعراء بخيبة أمل ــ القمر ــ كان غاية قصائدهم ووسيلة خيالهم البعيد، ولكن العلم لا يقوم بدونه الوعي والإدراك، والأسطورة حولت العالم القديم إلى جديد مختلف ومتناهي الجدل والمنطق.
كلما ازداد الوقت ارتباطا بالعلم والتجربة، اتسعت الفجوة بين العرب والعالم ليس لعرقلة وظائف العلم بل لكمية الاستيعاب الفعلي للأحداث، فقد شكك الكثير في رواد الفضاء وأسهبوا في نقل المستحيلات التي يراها الفرد العربي في تكنولوجيا الفضاء، ونفى الكثير إمكانية الوصول للقمر، كما أنكر البعض جميع البعثات التسع خلال الفترة بين ديسمبر 1968 أبولو 8 وديسمبر 1972 أبولو 17، ثم تناول العرب هذا الحدث العلمي العظيم بنوع من التقليل من شأن التجربة التي أنفقت ناسا على أبحاثها الكثير من الجهد والمال، والأغلبية لم تصدق للأسف، ثم تتابعت ردة الأفعال والأقوال، فمنهم من قال: تصوير على قمة جبل لكي توهمنا وكالة ناسا وعلماؤها أنهم استطاعوا الوصول للفضاء الخارجي وفازوا بالوصول إلى القمر، إن المعرفة تتألف من عنصرين أساسيين مادة وصورة، ونحن غالبا ما نقتنع بالظاهر ونترك الكثير المهم، لذلك لا نستطيع قبول الواقع بعقل محض إذ أن نقائص الرؤى نابعة من اعتقادها.
إن التسارع الطبيعي يؤكد منطق المتغيرات ويجعلها مستلقية تحت الشمس، وقريبة للعقول، لقد اعتقدنا إن العالم هو ما نحدده نحن، ولكن كثيرا من الانفعالات الذاتية لا تدرك المقادير والمسافات ولا تستطيع التمييز بينهما، إن الشك والنفي مرتبطان بالاستدلال العقلي، والأغلب منا يعاني صعوبة في تلقي الحقائق العلمية، علما أن الأغلبية تؤمن وتتباهى بعباس بن فرناس عالم الفيزياء و ول من فكر بالطيران وهم لم يشاهدوه ولم يلمسوا أي إثبات لذلك، إدراكنا يستقر في أقصى المجرة من عقول العالم، وهل كل القصص والاختراعات تحتاج إلى إثبات حسي، أو أن هناك أشياء مذهلة تحتم علينا تصديقها والتفاعل معها كوننا نعيش في العالم ذاته ولسنا خارج محيطه؟.
a_faqehi@hotmail.com