الأمل في العيد

محمد بن عبدالله المشوح

المشهد المهيب الذي يغطي أجواء المشاعر المقدسة هذه الأيام وخصوصا مشهد يوم عرفة وما يحمله في نفوس الحجاج من زاد للقلوب ونقاء للنفوس وتزكية للأرواح وتطهير من الأدران.
وما يغشى الناس في العيد من سعي لأداء شعيرة الأضحية وتبادلهم التهاني وفرحهم بهذه المناسبة.
جميعها مشاهد حية تبعث الأمل في النفوس بوحدة المسلمين وجمع كلمتهم وهذه أحد أسرار العبادات وخاصة الحج، فكلما تشتت بالمسلمين السبل وتفرقت الكلمة وازدادت هوة النزاع والشقاق والخلاف بينهم جاء الحج يلملم ذلك الشتات ويذكر المسلمين برباطهم الجامع وعرصاتهم التي يقفون عليها تحيط بهم عناية الله وحفظه ورحمته.
النقل المجاني المباشر الذي تنهض به القنوات هو إحدى وسائل الدعوة إلى الله الهامة اليوم والتأثير المتناقل عن الشاهدين ليس أمرا خافيا.
فالمشهد يلفت الأنظار ويثير الأسئلة لدى غير المسلمين ويبعث فيهم همة التفكير بهذا الدين الذي جمع هذه الأمة في هذه الأجواء وبتلك الطريقة وذلكم الانتظام المهيب.
على المسلمين أن يدركوا أن وسائل الدعوة التي يبحثون عن سبل لها ووسائل تطوير لذاتها ها هي في مظهر الحجيج تقدم أسرع وأوفر وأجدى طريقة للدعوة إلى الله.
فلماذا لا يتم الاستفادة من هذه الفرصة الإيجابية الكبرى ليس للمسلمين والحجاج فحسب بل لغير المسلمين وهم يتراءون هذه الأفواج المتزاحمة التي تنشد رضاء ربهم سبحانه وتعالى ويسيرون على خطى وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أجزم أن العيد بكل تفاصيله السابقة واللاحقة يقدم أملا جديدا ويبعث طموحا لكل مسلم ومسلمة بصلاح حال المسلمين وجمع كلمتهم.
والإمكانات المقدمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام هي ذاتها من الدعوة إلى الله حيث تنهض بها هذه البلاد التي شرفها الله بخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم..
على الحجاج أن يتأملوا هذا الدين العظيم ونعمة الانتساب إليه وأن عزتهم في التمسك به ووحدة المسلمين واجتماع كلمتهم على الحق والهدى كي يتخلصوا من هذه الحالة المأساوية التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم.
d-almushaweh@hotmail.com