قف .. «الروتين»يجبر مسنا على بيع الماء عند الإشارات

قف .. «الروتين»يجبر مسنا على بيع الماء عند الإشارات

عمر سلام (جدة)

يسابق الشمس قبل شروقها ليبدأ يومه ببيع الماء على الظمآنين عند إشارات المرور حتى تسبقه الشمس معلنة انتهاء يوم يملؤه التعب ونظرات الشفقة، ولا يكاد ينتهي يوم العم (م . م) حتى يبلغ التعب منه مبلغه فيمسح عن شيب لحيته وجبينه عرق يوم حرص فيه على تأمين قوت أسرته.
يقول العم (م . م): «أجاهد مرض العظام الذي أصابني فأكدح 12 ساعة يوميا أبيع الماء على عابري الطريق وما أن تعلن الشمس انتهاء الرحلة حتى أشعر بتعب يرهق عظامي، كذلك تكسو كل جسدي انتفاخات سببها أشعة الشمس الحارقة ولهيب الطقس إلا أن تأمين اللقمة لي ولزوجتي في ظل هذا الإعياء أرحم من التسول ومد يدي طلبا للصدقات».
ويضيف العم (م . م) والذي رفض ذكر اسمه أو حتى إظهار صورته بسبب التقاليد والأعراف التي تربى عليها: «كنت موظفا حكوميا ميسور الحال ولي ولد وبنت وأعيش حياة هانئة يملؤها الطموح والأمل، بعد ذلك تم اتهامي بقضية إدارية ودفعت الثمن علما أني بريء مما اتهمت وفصلت من الوظيفة». واستطرد قائلا: «توفيت ابنتي بعد طي قيدي مباشرة وقد قدمت أوراقي إلى الجهات المختصة كي آخذ حقي ولكن وبسبب الروتين الإداري وتعقيد الإجراءات لم أعد أحتمل الجلوس في البيت دون عمل فلم أجد سوى الوقوف عند إحدى إشارات المرور لبيع المياه لحين الانتهاء من أوراق عودتي لعملي».