نراهن على حراكنا الثوري وليس على الإدارة الأمريكية الجديدة

القيادي في المجلس الوطني السوري صبرا لـ «عكاظ»:

نراهن على حراكنا الثوري وليس على الإدارة الأمريكية الجديدة

زياد عيتاني، بارعة فارس (بيروت)

أكد القيادي في المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا أن رهانهم يظل على الحراك الثوري داخل سورية، ولا يعولون كثيرا على انتخابات الرئاسة الأمريكية، وإن كانوا يتمنون أن تمثل نتيجتها نقطة تحول في الجهود الدولية لحل الأزمة السورية. وقال صبرا في حوار مع «عكاظ» : إن أي اقتراح بإعادة هيكلة المعارضة أو تشكيل هيئة جديدة لا يهدد مستقبل المجلس الوطني الذي له وجود راسخ في أوساط الشعب. وأشار إلى أن رياض سيف طرح مشروعه على المجلس الوطني وتحركه يحظى بغطاء إقليمي ودولي وليس سريا. وفيما يلي نص الحوار:
• إلى أي مدى ترون أن نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية ستمثل نقطة تحول فاصلة في الجهود الدولية لحل الأزمة السورية؟
• نتمنى ذلك وننتظره بالفعل، لكن المؤشرات التي يطرحها المحللون في هذا الشأن لا تقدم مستندا يثبت أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستكون نقطة فاصلة في الازمة السورية. ونعتقد أن التحول المنشود سيكون عبر السوريين في الداخل وسيغير ميزان القوى على المستويين الاقليمي والدولي. والثورة السورية يجب أن تجد الدعم الاقليمي والدولي الذي تستحقه ونعتقد أن مدة 20 شهرا كانت أكثر من كافية لتجاوز العجز العربي والدولي الذي خذلها.
• لكن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدلا من العمل على تغيير نظام بشار الأسد بدأت الآن تعمل على تغيير المعارضة السورية، فهل ستتفاءلون إذا أعيد انتخابه ؟
• الأمر لا يمكن وضعه في خانة التفاؤل أو التشاؤم. فالكثير من المحللين يرون أن السياسية الخارجية الأمريكية لن تختلف كثيرا سواء أعيد انتخاب أوباما أو فاز خصمه الجمهوري ميت رومني في الانتخابات. ولذلك نحن نعول على حركة الشعب السوري في الداخل وعلى تصاعد واستمرار التظاهرات السلمية الى جانب العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر. ونعتقد ان هذه المعادلة هي التي ستفرض نفسها، لأننا نتحدث عن سورية وعن السوريين.
• ألا تتفقون مع الرأي القائل أن المقترح الأمريكي الأخير يهدد مستقبل المجلس الوطني السوري المعارض؟
• لا أعتقد أن مجرد اقتراح يطرح يمكن أن يهدد مستقبل المجلس الوطني السوري. هناك اقتراح من أجل إنشاء هيئة تجمع أطراف المعارضة السورية. والهيئة العامة للمجلس اتخذت قرارا بهذا الشأن في جلسة حوارية تشاورية لاستكشاف ملامح المرحلة المقبلة واستحقاقاتها. لكن حتى الآن لم يتخذ المجلس قراره النهائي بالمشاركة في الهيئة المقترحة. ولا نعتقد أننا في دائرة الخطر فالمجلس الوطني مازال راسخا في أوساط الشعب الذي رفع له اللافتات.
• يبدو أن رياض سيف يتحرك بغطاء إقليمي ودولي، فكيف تنظرون إلى تحركاته ؟
• لا نعتقد أن تحركات رياض سيف تتم في إطار سري. فقد عرض مشروعه على المجلس الوطني ولا يمكن وصفه بالسرية. ونرى أنه جاد في أن يجمع نقاط جديدة للمعارضة. ولا ننكر أن المشروع الذي طرحه يلقى غطاء إقليميا ودوليا.
• المجلس الوطني موجود والحراك الذي يقوم به رياض سيف موجود، لكن ما هو موقف الحراك الثوري من هذه التحركات؟
• نحن في المجلس الوطني السوري مع إعادة الهيكلية الجديدة. فـ 33% من أعضاء المجلس الـ 400 يشكلون الحراك الثوري. وجميع الهيئات الإدارية التي ستنتخب في لقاء الدوحة ستكون من الحراك الثوري نفسه، إضافة إلى أن جزءا مهما من مكونات المجلس الوطني تنتمي للداخل السوري مثل مجموعة إعلان دمشق والإخوان المسلمين وبعض الجهات السياسية الأخرى.
• ما هو موقف الجيش السوري الحر حيال الحراك الأمريكي الجديد؟
• سيتم اكتشاف ذلك خلال الأيام المقبلة. فنحن لدينا اتصالات وعلاقات مع معظم كتائب الجيش السوري الحر. وليس خافيا على أحد أن ما تقوم به هذه الكتائب ضمن مجالس عسكرية موحدة. ولا بد من توحيد البندقية السورية من أجل المهمة الحالية المتمثلة في إسقاط النظام والمهمات المقبلة بما فيها تنظيم الجيش السوري بشكل يليق بمستقبل سورية الديمقراطية والمتعددة.
• من موقعكم السياسي، ومعرفتكم بالواقع في الميدان، ماذا يعني سقوط سراقب؟
• يعني لنا تحرير شمال البلاد وإغلاقه تماما في وجه المساعدات التي يمكن أن يقدمها نظام الأسد لقواته هناك. فسيطرة الكتائب الثائرة قطعت على النظام طريقا حيويا. وأوضحت أن السوريين الأحرار حرروا شمال البلاد ولم يبق على المجتمع الدولي إلا أن يؤمن الحماية للمدنيين، من طائرات ميغ 29 التي تلاحقهم. فلا بد من فرض حظر جوي هناك وهو الحد الأدني لما يمكن أن يقدمه العالم للسوريين..
• يروج النظام أن بعض الدول العربية تراجعت عن دعمها للثورة السورية، فما حقيقة الأمر؟
• هذه ادعاءات، يريد عبرها النظام أن يطمئن أنصاره الذين يتخلون عنه، لكونه يواجه عزلة على كافة الصعد. فقد تخلى عنه رجال الأعمال الذين ساندوه وطبقات اجتماعية على مستوى كبير اكتشفت أنه لا مستقبل له. وأنه عاجز أن يسجل شيئا لمستقبل سورية. ونحن مازلنا نعتقد على أن الحاضنة الأساسية في دعم الثورة السورية هي الدول العربية .