في البداية أسأل الله الرحمة والمغفرة لكل من قضى نحبه في حادثتي انفجار الرياض وفاجعة بقيق وأسأل الله لهم بأن يكتبوا من الشهداء .. المؤلم دائما في مثل هذه الحوادث أننا نفيق دائما بعد الكوارث ويكون الدرس قاسيا جدا رغم أن الوقاية قد تجنبنا مثل هذه المآسي بأمر الله، ففي حادثة الرياض اتضح للجميع أن هناك خللا ما في آلية نقل المواد الخطرة والدليل واضح وجلي وهو حصول الانفجار في طريق حيوي رغم أن نقل مثل هذه المواد لابد من أن يكون بآلية تضمن تقليل المخاطر من حيث توقيت نقلها وكيفيته بل ومدى جاهزية سائقي الشاحنات التي تنقلها، وفي حادثة بقيق تواردت الأنباء بأن سبب المشكلة هو إطلاق النار في الهواء بعشوائية احتفالا بالمناسبة السعيدة التي تحولت إلى كارثة تعيسة!.
ولعل الجميع يذكرون تحذير وزارة الداخلية أكثر من مرة من هذه الممارسات الخاطئة التي يعتقد البعض أنها مظاهر فرح بينما هي معول هدم وإزهاق لأرواح بريئة كل ذنبها وجودها للاحتفاء والاحتفال !.
سأعود إلى عبارة أذكرها مرار وتكرارا وهي (التخطيط) نحن بحاجة لتوظيف هذه الكلمة عمليا ودمجها بشكل جدي في مختلف ممارساتتنا اليومية وقد يستغرب البعض عن علاقة التخطيط بالكوارث، لكن لو عدنا إلى تفاصيل الحادثتين سنجد سوء التخطيط حاضرا والدليل وجود التجمهر المقيت في حادثة الانفجار، ووجود محاولات بائسة للإنقاذ في الحالة الثانية التي حاول أحد الموجودين مداهمة سور الاستراحة بسيارته ليلقى مصرعه بسبب التماس بينما كان الحل في الحالة الأولى هو تطويق المنطقة وتفريغها من الناس وفي الحالة الثانية كان المفترض قطع الكهرباء فورا !.
خاتمة:
التخطيط للوعي أجدى من ردود الأفعال الارتجالية المتوترة.

bfatiny@gmail.com