التخصص والدراسة العليا والحوافز.. أجمل أمانينا

أصحاب المشارط والرداء الأبيض:

محمد داوود (جدة)

قدم أطباء من الجيل الجديد مقترحات وأمنيات على طاولة أصحاب الخبرة من المسؤولين في الصحة والتعليم العالي، مؤكدين أن هناك الكثير من المطالب التي يتمنون تحقيقها. وأوضحوا في استطلاع واسع لـ«عكاظ» ابرز المطالب وأغلبها تتركز في الاستفادة من خبرات أطباء الجيل القديم، وتمكينهم من مواصلة الدراسات العليا، وتشجيعهم بالترقيات والحوافز والبدلات، وتعزيز التفاعل وتبادل الخبرات بين القطاع الطبي الحكومي والقطاع الطبي الخاص.
الدكتور هاني صالح عبدالله صوان طبيب عام في مستشفى الملك خالد بنجران يقول ان الأطباء وخصوصا العاملين في مجال الأسنان يعانون في اغلب المراكز الحكومية ما يؤدي الى تدني مواهبهم، فبعد ان يتعلم سنوات طويلة ويمارس نشاطه في جميع الأقسام المتخصصة ليكسب الخبرة الكافية لتخرجه يفاجأ ببيئة عملية متواضعة بعد تخرجه وكأنه يمارس ما تدرب عليه في ثاني سنوات دراسته، وتستمر حياته الوظيفية على هذا النسق وقد يفقده ذلك اغلب ما استفاده وحصله من تعليمه، ويضيف: لكي لا يستمر هذا التدني الملحوظ في اغلب الأطباء يجب تبني تلك الكفاءات المتميزة في مراكز تخصصية وتطويرها باستقطاب كفاءات أعلى ليتحقق المرجو من هدفهم كأطباء للمجتمع.
تفاعل وتبادل خبرات
استشاري مكافحة العدوى في صحة جدة، الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني يقول: رؤيتي للعام الجديد كمتخصص في المجال الطبي أن أرى تفاعلا اكبر وتبادلا للخبرات بين القطاع الطبي الحكومي والقطاع الطبي الخاص، وكسر الحاجز الذي يمنع الاستفادة من الخبرات فاستخدام المضادات الحيوية على سبيل المثال لا يقنن باستخدام آليات موحدة في القطاع الخاص بسبب عدم التداخل بين الجهتين ووجود خبرات متفاوتة خاصة في المستشفيات الصغرى.
ويمضي الدكتور حلواني: تبقى تلك المستشفيات شبه معزولة عن القطاع الحكومي من حيث التطبيق في ما يتعلق باختيار المضاد الحيوي المناسب ووقت بدء الصرف ووقت إيقافه ما يساعد على صرف بعض المضادات الحيوية بشكل غير مقنن ومدروس، والعكس صحيح بحيث قد يصل بعض الأطباء الزائرين العالميين إلى بعض المستشفيات الخاصة ليقدموا بعض المحاضرات وورش العمل فى تلك المستشفيات ويحرم منها العاملون فى القطاع الطبي الحكومي بسبب الحاجز الذي أشرت اليه.
تسهيلات وامتيازات
ويرى الدكتور سمير الثميري أن سوق العمل للأطباء ولا سيما أطباء الأسنان كبير، وهناك منافسة شديدة بسبب تزايد أعداد أطباء الأسنان، وفي الوقت نفسه يلاحظ قلة أماكن العمل مع قلة التعيين في الوظائف الحكومية، فكل طبيب أسنان يطمح إلى المكان المناسب وبيئة تساعد على الإنتاج وهذا ما يجعل الخريج في حيرة، والأمر الآخر هو التكلفة الباهظة فعندما يطمح طبيب الأسنان بفتح عيادة خاصة تقدر بمئات الآلاف وهذه التكاليف فوق طاقة الطبيب المتخرج حديثا، ومن هذا المنطلق أتمنى أن تكون هناك تسهيلات وامتيازات أكثر للأطباء حديثي التخرج.
تحسين الأوضاع
يقول الدكتور عمر أحمد باجحزر الطبيب في مستشفى الملك خالد في الخرج: يستغرب الكثير من الموظفين الموفدين داخليا الذين تجاوز عددهم 500 موظف بالصحة من البطء الشديد في تحسين أوضاعهم الوظيفية، وقال ان الأخطاء الإدارية بين الوزارات لا يتحمل نتيجتها الإداري مطلقا، ولكن يتحمل خطأه مئات وأحيانا آلاف من الموظفين الميدانيين (أي من يواجه المرضى مباشرة)، ويعلق لشهور طوال وسنين دون مبرر مطلقا وهذا يعد هدرا كبيرا للمال العام ولحقوق الموظفين، لأن الموظف يحق له الاستفادة والتمكين نظاما من العمل في المجال الذي تم ايفاده وابتعاثه من الوزارة المعنية، وليس فقط صوريا.
برامج الدراسات العليا
الدكتور محمد سعيد محروس اوضح أن أطباء الأسنان أصبحوا في ازدياد ملحوظ الا انهم ما زالوا لم يغطوا المعدل المتوسط الذي يكفي حاجة المجتمع من عدد أطباء الأسنان لكل فرد. ويواصل: نحن بحاجة لرفع اعداد المقبولين في برامج الدراسات العليا في التخصصات الدقيقة في طب الأسنان الذي يقبل منهم سنويا ما يقارب ما بين 5-7 أطباء تقريبا في برنامج الدراسات في كل سنة وهذا العدد يجعل من جدول انتظار الأطباء الراغبين في إكمال الدراسات طويلا، مع العلم ان التخصصات الدقيقة ترفع جودة العمل لديهم.
برامج أكاديمية ومهنية
الدكتور احمد مفضي الرويلي من مستشفى الملك خالد في الخرج يضيف ان أهم ما يهتم به طبيب الاسنان حديث التخرج هو الالتحاق ببرامج الدراسات العليا المتنوعة وان المدرك لبرامج الدراسات العليا المتنوعة في طب الأسنان يجد انها تنقسم لقسمين برامج أكاديمية وبرامج مهنية، فالبرامج الأكاديمية يكون روادها أطباء الأسنان المهتمون بشكل عام ببرامج البحث العلمي الأكاديمي، والتدريس الأكاديمي ومتابعة أمورهم الأكاديمية وتطوير مهاراتهم الأكاديمية.
ويلفت الى ان البرامج المهنية يكون توجيهها للأطباء الذين يرغبون في العمل مع المرضى بشكل دائم ويرغبون أيضا بتطوير مهاراتهم السريرية والعمل بالقطاع الخاص، فهنا يجد طبيب الأسنان التنوع بين تلك البرامج وتنوعها بحيث يستطيع الاستفادة من بين تلك البرامج واختيار المفيد منها، ومن المهم أيضا لطبيب الأسنان حديث التخرج اختيار البرنامج المناسب له وفقا لمهارته وقدراته وطموحاته.
حاجز معوقات الروتين
في سياق متصل، قال المعيد في كليات الرياض لطب الأسنان الدكتور محمد سليمان العنزي: كانت لحديثي التخرج من كليات طب الأسنان الحكومية أو الأهلية طموحات متنوعة وكثيرة، فمنهم من يرغب في الالتحاق بوظيفة وهناك من يرغب في الالتحاق ببرنامج دراسات عليا او برنامج تدريبي سريري للحصول على شهادة اختصاص في احد فروع الأسنان الكثيرة التي تشهد نقصا حادا في الكوادر، وبين هذا وذاك تبدأ الحيرة والتخبط وتكسر جسور الآمال على معوقات الروتين والأنظمة غير المشجعة، ومن تلك الصخور معوقات قلة البرامج أو قلة المقاعد المتاحة، وفي التعليم العالي الأهلي فإن اهم المعوقات قلة الموارد والدعم من قبل الخريج نفسه.
ويواصل الدكتور العنزي: في حال إذا قرر الشخص أو فكر في ان يبتعث من اية جهة حكومية فإنه يجب عليه الخدمة لمدة سنة رغم وجود استثناء للطبيب بشكل عام من هذا الشرط، إلا أن الإصرار الإداري غير المبرر على هذا الشرط يعيق الطموحات وكأن المبتعث سيتسرب الى مكان ما بمجرد ما يبتعث او يتخرج من البرنامج. وخلص الدكتور العنزي الى القول: المستفيد الأول من هذه الفرص التي لا تعوض ولا تأتي مرة أخرى هو المواطن، وباستفادته تلك ينعكس ذلك على جهة عمله ومجتمعه ومن هذا المنطلق اتمنى تحديث وتنقيح الأنظمة القديمة التي لا تواكب عجلة التنمية.