مشهد مبالغ فيه

محمد الخزي

جاءت نتيجة اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين السعودي والأرجنتيني مساء الأربعاء لتمثل صخرة خلاص وهمية لأطراف متعددة، فطفقت تلك الأطراف تعبر عن مواقفها المبالغ فيها بشكل لا يفضح إلا حجم ومقدار تأزمها. نستطيع تفهم من يقول إن التعادل كان إيجابيا، أو إن له إيجابيات. وقد نفهم الذي يرى أن اللاعبين قدموا أداء فنيا جيدا. لكن تفهمنا هذا لا يعني تصالحنا مع المشهد العام الذي تلا اللقاء، وهو مشهد إداري وفني وإعلامي وجماهيري مبالغ فيه جدا؛ المسحل مثلا يهدي التعادل إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، ووليد عبدالله يجدها فرصة للرد على المشككين، بينما يذهب كابتن المنتخب أبعد من ذلك متسائلا ماذا يريد النقاد الرياضيون وكأنه ورفاقه حققوا كل شيء !! أما في الإعلام فقد كان التنافس حادا في من يكتب / يقول المانشيت الأقوى ! وبطريقة متزامنة انشغل معظم المتابعين بالإشادة بالحلة الفنية القشيبة التي ارتداها اللاعبون السعوديون في ذلك اللقاء. بعيدا عن الضجيج والضوضاء، وبهدوء، يتسلل تساؤل منطقي ومهم، ماذا استفدنا ؟! بإيجاز أرجو ألا يكون مخلا تبدو الخلاصة ليست إلا تقدما محددا على الصعيد المعنوي، لا أكثر. أمر عجائبي ومثير للدهشة حقا أن تتغير مواقفنا وتتبدل أحكامنا بشكل كامل فقط لأن الفريق الوطني قدم أداء مقنعا في لقاء ودي ! هذا الانقلاب التام يشرع الأبواب على الشك بماذا نريد ؟! وهل نريد شيئا أصلا ؟! هل لدينا أهداف ؟! لا شك أن المشهد المبالغ فيه «رسميا» يبعث على القلق حول مدى جديتنا في إعادة المنتخب إلى مساره الصحيح، فإن أهدى المسحل هذا التعادل لأعلى سلطة سياسية بالبلد فإلى من سوف يهدي العودة إلى تحقيق كأس آسيا والوصول إلى دور الثمانية في كأس العالم ؟!