أسرتي كوني مستعدة

سحر رجب

دعم الروابط الإيجابية مع المراهقين أمر مهم للغاية عند بدء مرحلة البلوغ المليئة بالتحديات، وينبغي أن نبدأ بحيث نشعرهم أننا مرتبطون معهم لأنهم الأولى بحياتنا، وأننا لن نتركهم يشعرون بالضياع أو الوحدة وهذا ما علينا تحمله معهم. أحيانا، يسلك مراهقونا سلوكيات سيئة تخرجنا من دائرة الرضا إلى الغضب والحنق عليهم وسلوكياتهم، فلديهم عقدة الانتقاد وعدم التقبل لهذا السلوك الذي انتهج، فكثيرا ما يصطدم المراهق بالأب وكل منهما يريد أن يكون رأيه هو الصائب، وهذا ــ مع الأسف ــ ما يجعل الفجوة كبيرة بين المراهق ووالده، ومع شعور المراهق بالتغييرات المفاجئة التي تنتابه وسط الجو الاجتماعي المليء بالخوف وعدم الأمان، كل هذا يجعلهم يقعون في الخطأ وينجرفون بعيدا، وكل هذا بسبب الهرمونات المفاجئة في التغيير، فالمراهق وأسرته تنقصهم هذه الثقافة التي تهز المراهق داخليا وتعربد في كيانه، وهذه الفترة من حياتهم تحتم علينا عدم تجاهلهم مهما كان سلوك الابن سيئا، ومن هنا نبقى على اتصال معهم لنجد الفرصة للإرشاد والتوجيه، وهذه تحتاج إلى سرعة بديهة، فاحتياجاتهم في تغير مستمر لينضجوا، ومع الاستمرار في دعمهم بالحب والعطف والحنان والاهتمام والمرونة كوسيلة للوصول إليهم والتفاهم معهم، إذ أننا عندما نرفض ملابسهم وطريقة تعاملهم فإنهم يعتقدون أننا ننتقد شخصهم ونحطم هويتهم لا سلوكهم، وهنا علينا مناقشتهم وعدم تحديهم؛ لأن الصورة التي ظهروا بها ربما تكون جزءا محوريا من هويتهم التي هي في طور التشكيل، وفي بعض الأحيان علينا أيضا أن نحتفظ بآرائنا لأنفسنا ونتذكر ما كنا عليه أيام مراهقتنا، وأن لا تكون مهمتنا الأولى هي الموضة حتى لو كانت بالنسبة له كذلك؛ لأن شخصيته تتضح من خلال ما يرتديه، وهذا هو الذي يشغل هويتهم الخارجية.
المراهقون ينتظرون ردات فعلهم لبعضهم وليس ردات فعل الآخرين، ولكن في المقابل، علينا أن نكون حازمين وصارمين فيما لو أدمن أحدهم المخدرات أو الكحوليات، أو إذا لاحظنا عليه انفلاتا أخلاقيا، هذا هو ما يهمنا متابعته والحزم بشأنه.
* مستشار نفسي وأسري ومدرب معتمد في إزالة المشاعر السلبية