جمعية الإعلام والاتصال .. كيف يموت الحب

محمد ناصر الأسمري

كان الفرح طاغيا عندما تم إنشاء الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، تحت مظلة جامعة الملك سعود قبل عقد من الزمان، فرحنا ــ معشر الأكاديميين ــ فرحا يشبه فرح الشجر بالإمطار. كان الأمل أن تكون الجمعية مرجعية مهنية وتخصصية في مجالات البحوث والدراسات وقياسات الرأي والتدريب. لذلك كان الإقبال كبيرا في الانضواء تحت مظلة الجمعية من جل المتخصصين في علوم الاتصال، من صحافة، إذاعة، إعلان، إعلام، وتسويق.
حسب الظن أن أكثر من 1500 رجل وامرأة قد صاروا أعضاء في الجمعية وفق تصنيفات العضوية بين عامل ومنتسب، تكامل الفرح ألوانا وبيانا في تدافع للعمل التطوعي، وشكلت لجان، وتبارى الكل من أجل إنجاز متسارع الخطى، وصار العمل متصلا، وتصاعد الإنجاز حتى عقدت مؤتمرات كبيرة وتصاعد رقي الجمعية في استقطابات لقامات فكرية وطنية في الإدارة العليا ومن الرواد في حقول وتخصصات الإعلام والاتصال، ولعل في القمة من القائمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ الذي منح الجمعية صيتا ومالا ومآلات كبرى، وتبعه في المسار الأمير نايف بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ الذي حضن الجمعية رعاية وحماية بالفكر والمال، وصارت الأمور من رقي إلى رقي.
لكن يبدو أن عثرات واجهت الجياد فتوالت الكبوات، ربما بسبب أو أسباب نكبة الأكاديمية الإدارية التي ليست ذات خبرة تراكمية في الشأن الإداري والتواصل لا الاتصال وما صاحب فترة رئاسات تخلت عن مواصلة الركض لأسباب جلها ثقيل على النفس سرد لها لا خوفا ولا وجلا، لكن مراعاة لاعتبارات فكرية وأخلاقية تجعلني أحفظ ما بات من الماضي في صفحة قلبت، وصار الدرس في صفحات جديدة لها من بياض روح الأمل مسارات لعمل متجدد يطوى عثرات الفشل المميت للجمعية.
لقد كان آخر اجتماع للجمعية العمومية العام الماضي التي لم يزد عدد الحضور لها على 30 عضوا ولا عضوات من أصل سابق كان مجاوزا لـ 1000 وأكثر، وتم انتخاب مجلس جديد كنت من ضمنه.
كان الهدف الأول هو انتشال الجمعية من قاع الفشل الذي وصلت إليه، وباشر المجلس العمل لخطة إنقاذ حققت نجاحا لم يكن هو المبتغى ولا المرتجى، لكن أن يأتي شيء خير من ألا يأتي، وأظن أن من أهم الإنجازات كان الاستعانة ببيت خبرة محلي في التنظيم والإدارة عمل معنا وأرهق كثيرا لعلة عدم الخبرة في الشأن الإداري من أغلبنا في مجلس الإدارة، لكن تحقق لنا كتابة الرؤية التي تنطلق منها الجمعية والرسالة التي تتبناها مسارا لها والأهداف التي تسعى لتحقيقها، فكانت كما يلي:
الرؤية: تحقيق الريادة العلمية في مجالات الإعلام والاتصال محليا وعربيا.
الرسالة: العمل بمستويات متميزة في تخطيط وتنفيذ برامج ومشاريع البحث العلمي والنشر والتدريب وتقديم الاستشارات المتخصصة والتعاون مع المؤسسات الإعلامية في تطوير الممارسات المهنية.
الأهداف:
1 ــ تنمية المعرفة العلمية والفكر في مجال الإعلام والاتصال.
2 ــ دراسة الظواهر الإعلامية والاتصالية وتقديم الاستشارات المتخصصة.
3 ــ تعزيز العمل التنموي الوطني في مجال التخصص.
4 ــ دعم وتطوير العملية التعليمية والبرامج التدريبية في مجالات الإعلام والاتصال.
5 ــ رفع مستوى الوعي الإعلامي في المجتمع.
6 ــ توثيق العلاقات وتبادل الخبرات مع الجمعيات العربية والعالمية.
7 ــ العمل لأن تكون مصدر اعتماد للمؤسسات والكفايات البشرية الإعلامية.
ولعل نشاط الجمعية سيكون في قابل الأيام أفضل حالا، رغم ما نقاسيه من جمود وبطء في الحراك، لقد كان المنتدى الإعلامي السادس الأسبوع الماضي عن الإعلام الجديد بادرة بذر وثمر في حقول معرفية وتطلع أكبر لعودة الروح للجمعية ومواصلة تحقيق الرؤية والرسالة والأهداف.

Info1@alwakad.net