بلاغ النبوة بين يدي خطاب التجديد
الأربعاء / 25 / رمضان / 1427 هـ الأربعاء 18 أكتوبر 2006 20:40
خالد الجفري
سياسة النفس الامارة بالسوء، وسوقها الى الله ورحمته الواسعة وكرمه العميم، الى حيث سعادتها الابدية الخالدة، تلك السياسة جهاد عظيم وبرهان حقيقي، بل فرقان بين اهل الايمان حقا واهل الكفران. ان الانسان متى ما ضعف إيمانه - وان لم ينخلع منه - كان الهوى قادرا على جره للهاوية، وقوله تعالى:
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا| شاهد لذلك، قلما يستطيع العقل ان يلجم الهوى، ومتى ما اشتهت النفس فالشهوة غطاء عازل فوق العقل، وحده نور الايمان الوجداني قادر بتوفيق الله على كبح النفس وايلامها لحظة، وتفويت الوهم الذي تحسبه بجهلها لذة وسعادة، نعم فالشهوات المزينة لنا متى ما دخلت حمى الحرمات فهي شقاء وألم عاجل وآجل، لكن التزيين اختبار وحكمة إلهية ماضية: انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا| ووراء هذا التزيين قبح يراه اهل البصائر بأعين القلوب ليكونوا احسن عملا.
لكن الله سبحانه خلقنا لنربح عليه لا ليربح علينا، اقصد انه مع هذه الفتنة، فآيات الدلالة على الله: جماله وجلاله، حلمه وغضبه، رحمته ونقمته، تقريبه وابعاده، رأفته وكبرياؤه، وأنه الإله الواحد المستحق لكمال المحبة مع كمال الخضوع والذل والعبودية، هذه الآيات هي نور السموات والارض: }قل انظروا ماذا في السموات والارض|. واعظم هذه الآيات دلالة هي الانسان نفسه: وفي انفسكم افلا تبصرون.. وكلما انقشعت عنا غيوم الجهل، وبدا لنا شيء من اسرار الانسان، ذلكم المخلوق المكرم ادركنا من عظمة هذا الانسان المخلوق عظمة ذلك الرب الخالق سبحانه.
هذا التجلي الالهي بالتكريم والتعظيم لمخلوقاته، ودلالة هذه المخلوقات على الواحد الاحد سبحانه، كان لمخلوق واحد مصطفى على المخلوقات كلها منه النصيب الاوفى، انه رحمة الله العظمى للعالمين، ومنته الكبرى على المؤمنين، انه أنفَسُنا نحن بني آدم المكرمين، انه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العربي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الرسول النبي الأمي، الذي وجد اهل الكتاب انه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل، ولاتسل عن تكريم الله لهذا المصطفى، حيث لم يذكر في ارض ولا سما الا وذكر معه، انه حبيب الرحمن، عليه افضل الصلاة والسلام.
ما بين الله العظيم ونبيه الكريم ما بينهما! (اذ اوحى الى عبده ما اوحى)، ولنا نحن بني آدم هذه الدلالة الرحمانية السمحة التي جاءتنا به وبما انزل اليه من وحي }يتلو عليهم| آيات الله وكلماته السامية، }ويزكيهم| من دنس الهوى والنفس الامارة بالسوء الى طمأنينة الذكر والحضور مع الله، ويعلمهم كتاب الله واحكامه وسنته الحكيمة واحكامها المفصلة لما في الكتاب، لتشمل هذه الاحكام النورانية كل وجود الانسان في ذاته، وفي الكون من حوله، ليكون كما اراده الله وجعله في الارض خليفة.
هذه الخلافة تمثلت في النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أعظم تمثيل، وقد كانت في الانبياء والصالحين من قبله، وهي باقية لكل من سمت همته فامتزجت بنور النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، تسليما لامره وطاعة واتباعا، وتفانيا ومحبة وهوى، حتى لا يبقى منه الا وصف المحمدية التي هي في حقيقتها كمال العبودية للمولى سبحانه، وهذا الكمال هو عينة الخلافة المشار اليها.. }وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يظل هذا القنوت لله ولرسوله، وقصد المولى من باب حبيبه صلى الله عليه وسلم، والتسليم العقلي والوجداني والسلوكي، سؤالا كبيرا وسط امواج الفتنة المتلاطمة. تلكم الفتنة - التي قدرها الله بحكمته، وقام بها دعاة الفتنة والفساد في كل زمان ومكان - عمت التركة المحمدية السمحة، والمحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك، لكن }يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون|.
لما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيا وسط الصحابة كانت انواره السنية قاهرة لتكذيب الكفار وحملاتهم الشعواء وضربهم له الامثال بالسحر والكهانة والجنون، ولما تكون المجتمع المدني من اعظم إخاء في تاريخ الانسانية بين المهاجرين والانصار، لم يدع هذا التأييد الرباني - بنور النبي عليه الصلاة والسلام واخوة اصحابه المصطفين - مجالا لمرضى النفوس ان يعلنوا الحرب على الاسلام واهله، فاندسوا في سراديب النفاق يكيدون المكائد، والله يبطل لهم كل كيد. وحضور النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الشجاع ينادي: «لن تراعوا، لن تراعوا» هذا الامن والامان في كنف الله ورسوله وصالح المؤمنين ساعات غالية في كتاب الله لن يحنث من حلف انها اسعد واحلى واروع ما اجراه القلم في اللوح المحفوظ من قدر.
يقول عليه الصلاة والسلام: (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، حياتي خير لكم تحدثون وأحدث لكم) فكل حدث - سواء أكان صادرا من اهل النفاق او من قصور اهل الايمان او حتى من جهة النقص البشري العاري عن عصمة النبوة - كان الاحداث النبوي قائما عليه ومهيمنا.
(ومماتي خير لكم تعرض عليَّ اعمالكم فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم) الرحمة والخيرية بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم نصيب باق لامته من بعده، لكنها السنن كما قال عليه الصلاة والسلام.. يوم احدثوا وكان بين اظهرهم، اقتضت سنة الله ان يجري علينا ما جرى على الامم قبلنا، فالانسان هو الانسان، يموت النبي صلى الله عليه وسلم وينتقل الى الرفيق الاعلى فتندهش القلوب والعقول وتوجل وتبكي الدم بدل الدمع، وتغار الفاروقية العمرية فتصيح: والله لا يموت حتى يفني الله المنافقين، لكنها الفتنة يا أمير المؤمنين، سيبقى المنافقون ويضل من يضل من الامة بهم من بعده عليه الصلاة والسلام.
وفي التاريخ الطويل للامة من بعده عليه الصلاة والسلام حوادث واحداثات كانت بعضها مع ايمان وحسن قصد فنرجو من المولى الكريم ان يشملها بواسع رحمته ومغفرته، وكانت بعضها مكائد وامراض وعداوات اشربتها القلوب المريضة لهذا الدين ولنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ولأمته.
يجد المؤمن الحرص على دينه في زماننا الذي يبعد اكثرمن الف واربعمائة سنة عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم انه في دوامة الفتنة العارمة التي اكتسحت القلوب، فأشعلت فيها نيران الغفلة وحب الدنيا وكراهية الموت، واهرقت الدماء وقطعت اواصر المحبة والاخاء بين المؤمنين، وولت عليهم الشرار، اجسادهم اجساد البشر وقلوبهم قلوب الشياطين، كيف السبيل الى النجاة والهداية.
انه الصدق، تلكم السلعة الغالية، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا| شاهد لذلك، قلما يستطيع العقل ان يلجم الهوى، ومتى ما اشتهت النفس فالشهوة غطاء عازل فوق العقل، وحده نور الايمان الوجداني قادر بتوفيق الله على كبح النفس وايلامها لحظة، وتفويت الوهم الذي تحسبه بجهلها لذة وسعادة، نعم فالشهوات المزينة لنا متى ما دخلت حمى الحرمات فهي شقاء وألم عاجل وآجل، لكن التزيين اختبار وحكمة إلهية ماضية: انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا| ووراء هذا التزيين قبح يراه اهل البصائر بأعين القلوب ليكونوا احسن عملا.
لكن الله سبحانه خلقنا لنربح عليه لا ليربح علينا، اقصد انه مع هذه الفتنة، فآيات الدلالة على الله: جماله وجلاله، حلمه وغضبه، رحمته ونقمته، تقريبه وابعاده، رأفته وكبرياؤه، وأنه الإله الواحد المستحق لكمال المحبة مع كمال الخضوع والذل والعبودية، هذه الآيات هي نور السموات والارض: }قل انظروا ماذا في السموات والارض|. واعظم هذه الآيات دلالة هي الانسان نفسه: وفي انفسكم افلا تبصرون.. وكلما انقشعت عنا غيوم الجهل، وبدا لنا شيء من اسرار الانسان، ذلكم المخلوق المكرم ادركنا من عظمة هذا الانسان المخلوق عظمة ذلك الرب الخالق سبحانه.
هذا التجلي الالهي بالتكريم والتعظيم لمخلوقاته، ودلالة هذه المخلوقات على الواحد الاحد سبحانه، كان لمخلوق واحد مصطفى على المخلوقات كلها منه النصيب الاوفى، انه رحمة الله العظمى للعالمين، ومنته الكبرى على المؤمنين، انه أنفَسُنا نحن بني آدم المكرمين، انه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي العربي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، الرسول النبي الأمي، الذي وجد اهل الكتاب انه مكتوب عندهم في التوراة والانجيل، ولاتسل عن تكريم الله لهذا المصطفى، حيث لم يذكر في ارض ولا سما الا وذكر معه، انه حبيب الرحمن، عليه افضل الصلاة والسلام.
ما بين الله العظيم ونبيه الكريم ما بينهما! (اذ اوحى الى عبده ما اوحى)، ولنا نحن بني آدم هذه الدلالة الرحمانية السمحة التي جاءتنا به وبما انزل اليه من وحي }يتلو عليهم| آيات الله وكلماته السامية، }ويزكيهم| من دنس الهوى والنفس الامارة بالسوء الى طمأنينة الذكر والحضور مع الله، ويعلمهم كتاب الله واحكامه وسنته الحكيمة واحكامها المفصلة لما في الكتاب، لتشمل هذه الاحكام النورانية كل وجود الانسان في ذاته، وفي الكون من حوله، ليكون كما اراده الله وجعله في الارض خليفة.
هذه الخلافة تمثلت في النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أعظم تمثيل، وقد كانت في الانبياء والصالحين من قبله، وهي باقية لكل من سمت همته فامتزجت بنور النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، تسليما لامره وطاعة واتباعا، وتفانيا ومحبة وهوى، حتى لا يبقى منه الا وصف المحمدية التي هي في حقيقتها كمال العبودية للمولى سبحانه، وهذا الكمال هو عينة الخلافة المشار اليها.. }وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون يظل هذا القنوت لله ولرسوله، وقصد المولى من باب حبيبه صلى الله عليه وسلم، والتسليم العقلي والوجداني والسلوكي، سؤالا كبيرا وسط امواج الفتنة المتلاطمة. تلكم الفتنة - التي قدرها الله بحكمته، وقام بها دعاة الفتنة والفساد في كل زمان ومكان - عمت التركة المحمدية السمحة، والمحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك، لكن }يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون|.
لما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيا وسط الصحابة كانت انواره السنية قاهرة لتكذيب الكفار وحملاتهم الشعواء وضربهم له الامثال بالسحر والكهانة والجنون، ولما تكون المجتمع المدني من اعظم إخاء في تاريخ الانسانية بين المهاجرين والانصار، لم يدع هذا التأييد الرباني - بنور النبي عليه الصلاة والسلام واخوة اصحابه المصطفين - مجالا لمرضى النفوس ان يعلنوا الحرب على الاسلام واهله، فاندسوا في سراديب النفاق يكيدون المكائد، والله يبطل لهم كل كيد. وحضور النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الشجاع ينادي: «لن تراعوا، لن تراعوا» هذا الامن والامان في كنف الله ورسوله وصالح المؤمنين ساعات غالية في كتاب الله لن يحنث من حلف انها اسعد واحلى واروع ما اجراه القلم في اللوح المحفوظ من قدر.
يقول عليه الصلاة والسلام: (حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، حياتي خير لكم تحدثون وأحدث لكم) فكل حدث - سواء أكان صادرا من اهل النفاق او من قصور اهل الايمان او حتى من جهة النقص البشري العاري عن عصمة النبوة - كان الاحداث النبوي قائما عليه ومهيمنا.
(ومماتي خير لكم تعرض عليَّ اعمالكم فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت غير ذلك استغفرت لكم) الرحمة والخيرية بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم نصيب باق لامته من بعده، لكنها السنن كما قال عليه الصلاة والسلام.. يوم احدثوا وكان بين اظهرهم، اقتضت سنة الله ان يجري علينا ما جرى على الامم قبلنا، فالانسان هو الانسان، يموت النبي صلى الله عليه وسلم وينتقل الى الرفيق الاعلى فتندهش القلوب والعقول وتوجل وتبكي الدم بدل الدمع، وتغار الفاروقية العمرية فتصيح: والله لا يموت حتى يفني الله المنافقين، لكنها الفتنة يا أمير المؤمنين، سيبقى المنافقون ويضل من يضل من الامة بهم من بعده عليه الصلاة والسلام.
وفي التاريخ الطويل للامة من بعده عليه الصلاة والسلام حوادث واحداثات كانت بعضها مع ايمان وحسن قصد فنرجو من المولى الكريم ان يشملها بواسع رحمته ومغفرته، وكانت بعضها مكائد وامراض وعداوات اشربتها القلوب المريضة لهذا الدين ولنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ولأمته.
يجد المؤمن الحرص على دينه في زماننا الذي يبعد اكثرمن الف واربعمائة سنة عن زمن النبي صلى الله عليه وسلم انه في دوامة الفتنة العارمة التي اكتسحت القلوب، فأشعلت فيها نيران الغفلة وحب الدنيا وكراهية الموت، واهرقت الدماء وقطعت اواصر المحبة والاخاء بين المؤمنين، وولت عليهم الشرار، اجسادهم اجساد البشر وقلوبهم قلوب الشياطين، كيف السبيل الى النجاة والهداية.
انه الصدق، تلكم السلعة الغالية، وحسبنا الله ونعم الوكيل، والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.