متفائلون بوثيقة مكة المكرمة و التنفيذ هو المعيار الحقيقي للنجاح

قياديان عراقيان لـ«عكاظ» :

سيد عبدالعال (القاهرة)

اعرب الوزير العراقي السابق وعضو لجنة المصالحة العراقية الدكتور احمد الحبوبي عن امله ان تؤدي وثيقة مكة إلى وقف اعمال العنف في العراق وقال ان تجميع هذه النخبة من القيادات العراقية الشيعية والسنية تحت هدف واحد لوقف العنف في العراق هو جهد مشكور ونعتبره استمرارا للجهود المبذولة لمساعدة الشعب العراقي على الوصول للاستقرار المنشود. واضاف انا متفائل للغاية بشأن قدرة الموقعين على وثيقة مكة على وقف العنف في العراق لان الدم العراقي حرام و لاتجوز المتاجرة به وشدد على ان وثيقة مكة تتحدث عن موضوع في غاية الاهمية وهو تحريم الدم العراقي وان أي تبرير لذلك غير مقبول لان الاسلام حرم قتل المسلم لاخيه المسلم .
واضاف الحبوبي ان وثيقة مكة اجمع عليها السنة او الشيعة وان الرموز السنية وافقت على الوثيقة كما ان المراجع الشيعية المختلفة تدعم الوثيقة وعلى راسهم المرجع الديني علي السيستاني وان هذا الدعم من قبل الجميع و الذي سيوفر ارضية جديدة للتعاون حتى يتم تنفيذ ما جاء في بنود الوثيقة , واشار الحبوبي إلى ان التوقيع على الوثيقة في مكة له دلالة خاصة و ان تنفيذ ما جاء في الوثيقة سيكون هو المعيار الحقيقي لنجاح الوثيقة في وقف العنف في العراق , ولفت إلى ضرورة وجود آلية لمتابعة تنفيذ ما جاء في الوثيقة داعيا إلى تشكيل لجنة متابعة لمتابعة التنفيذ وضرورة تحديد مواعيد دورية لاجتماع من وقعوا على الوثيقة ومن يريد الانضمام لهم من الذين لم تسمح لهم الظروف حضور التوقيع .وقال ان وثيقة مكة جاءت في وقتها بعد ان تعالت اصوات البعض بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات مؤكدا ان العراق في وضع صعب للغاية وان الفتنة الطائفية وصلت إلى اعلى درجاتها معتبرا وثيقة مكة الرمق الاخير الذي يمكن ان ينقذ الدولة العراقية الواحدة بعد فشل خطة المصالحة التي تم الاتفاق عليها في الجامعة العربية وعدم قدرة القيادات العراقية المختلفة على الاتفاق لتحديد موعد لعقد مؤتمر المصالحة في العراق بالاضافة الى ان خطة المصالحة التي اقترحها رئيس الوزراء نور المالكي لم تؤت ثمارها حتى الان وشدد الحبوبي على ضرورة استثمار العراقيين لهذه الفرصة التي وصفها بالاخيرة حتى لايتم تقسيم العراق .
من جانبه قال الدكتور عبد الحميد صالح عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري والذي يزور القاهرة حاليا ان وثيقة مكة تتحدث عن مبدأ هام بضرورة وقف العنف بين جميع العراقيين والتأكيد على وحدة الشعب العراقي وعدم الانزلاق إلى مستنقع الحرب الاهلية التي تقود حتما إلى تفتيت الدولة العراقية وقال ان التيار الصدري اكد على دعمه لوثيقة مكة و ان الشعب العراقي يأمل في وقف العنف مشيرا إلى ان المبادئ التي تدعو لها الوثيقة وجمعها لعدد من القيادات السنية والشيعية والحرص على الحصول على دعم الجميع حتى لو لم يتمكنوا من الحضور يشكل بداية طيبة لهذه الوثيقة يمكن ان تقود إلى وضع الاسس العملية لوقف العنف في العراق. واضاف الدكتور صالح ان المجتمعين في مكة ومن دعموا الوثيقة من العراق دون الحضور يشكلون قيمة سياسية كبيرة . واعرب عن امله ان تكون الوثيقة بداية النهاية لعمليات القتل المروعة في العراق نافيا بشكل قاطع ان يكون التيار الصدري متورطا في أية عمليات للعنف في العراق وان تعليمات مقتدى الصدر لانصاره واضحة تماما بعدم التورط في أي اعمال عنف لكنه اشار إلى ان التابعيين للتيار الصدري غير مدونين في سجلات مكتوبة يمكن الرجوع اليها لاثبات ان هذا الشخص او ذاك ينتمي للتيار الصدري وان بعض من يتورطون في اعمال عنف يقولون انهم تابعون للتيار الصدري دون ان يكونوا في الحقيقة كذلك واصفا من يقومون بهذه الاعمال بانهم لا ينتمون من قريب او بعيد إلى التيار الصدري واعترف بان الوضع في العراق خطير للغاية وان الطائفية اصبحت تتحكم في كل شيء مشيرا إلى ان هناك خطة من التيار الصدري لتوحيد الصفوف والحفاظ على وحدة العراق وعدم الانزلاق إلى الحرب الاهلية وتقسيم الدولة العراقية وان وثيقة مكة لو حالفها النجاح ستكون مقدمة جيدة لانقاذ العراق من الانزلاق إلى ما لا يريدهالعراقيون وهو التقسيم. .