وسط حزمة من الفلل والوحدات السكنية في حي الرويس اختارت 11 عائلة مخالفة لأنظمة الإقامة البقاء في حوش لا يتعدى ارتفاع جداره مترين ونصف المتر، جعلت العائلة المتخلفة الحوش موطنا ومستقرا لهم وسط الحي الراقي، أطفالهم يلهون بلا وجل ونساؤهم يجمعن السكراب ويجففن الخبز الوارد من حاويات القمامة، ويشهد الحوش غير النظامي كتلا من المخلفات الكريهة والحشرات والجرذان ما زاد وضعه سوءا على سوء، كما يخفي الحوش الشهير في عمقه بعض المخالفات التي لا تطالها العيون.

رصدت عدسة «عكاظ» من أعلى بناية مجاورة مظاهر العبث والفوضى داخل الحوش، غرف خشبية متناثرة هنا وهناك، كميات كبيرة من الخبز الجاف تملأ الفناء مع وجود لافت للجرذان والحشرات بكافة أشكالها وأصنافها، ويقول السكان إنهم لم يبلغوا عن الحوش مخافة ردة الفعل الانتقامية من السكان المجهولين، ويقول العم ع، الذي احتفظ باسمه، إنه بات يخشى على نفسه وأسرته من ثأر سكان الحوش، ويضيف «ضقنا ذرعا من تواجد هؤلاء وتصرفاتهم الغريبة المخالفة للأمن، هؤلاء بقوا في ذات المكان قرابة 8 سنوات وتقدمنا ببلاغات إلى الجهات المختصة ولا حياة لمن تنادي».
إشعال سعف النخيل
مشهد امرأة أفريقية تحمل جذع نخل وتدخل الحوش أثار انتباه كاميرا «عكاظ»، فقال العم ع معلقا، إنهم يستخدمون جذوع النخيل والأعشاب الجافة في الطبخ ما يهدد محيط الموقع بأي حريق محتمل. ويضيف أحد السكان أن الأدخنة تتصاعد يوميا من المكان وتحدث أضرارا بيئية كبرى كما تحدث ضررا بالغا بصحة وسلامة سكان حي الرويس.
المواطن ف، م علق بالقول، إنه يستغرب وجود الحوش وسط الفلل الراقية في مخالفة واضحة للأنظمة، وطالب بتوفير حماية للحي ومحاسبة المخالفين ومن وفر لهم المأوى، ويضيف آخر أن الحوش يتحول يوم الجمعة إلى مكان للتجمع، حيث يلاحظ دخول أعداد كثيرة إلى المكان وهو ما يشكل خطرا على البيوت وعلى أبناء الحي، كما أن وجود عشرات المخالفين والمجهولين في الموقع يثير عدة أسئلة حول ما يجري في الداخل.
تعامل فوري مع البلاغات
المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق قال لـ «عكاظ» معلقا على حوش الرويس، إن الشرطة تنظم حملات أسبوعية مشتركة مع بعض الجهات، وطالب البوق المواطنين الإبلاغ عن مثل هذه المخالفات على الهاتف 6425550، مؤكدا أن الشرطة ستتعامل مع البلاغ فورا وإجراء التحريات اللازمة.
ومن جانبه أوضح المقدم محمد الحسين المتحدث الرسمي في جوازات مكة المكرمة بأن الجوازات تتعامل مع حالات البلاغ بشكل رسمي، وتقود مداهمات مفاجئة بالتعاون مع أجهزة أمنية أخرى، وأضاف المقدم الحسين أن دور الجوازات ينتهي عند القبض على مخالفي نظام الإقامة والعمل.