ضربت موجة من الصقيع منطقة حائل والقريات وعرعر ما أدى إلى تدني درجة الحرارة إلى ما دون الصفر وتكون الجليد في البراري والمناطق المرتفعات، وتجمد الحركة المرورية وتثاؤب المحال التجارية والأسواق هربا من البرد القارس، غير أن سطوع شمس خجولة في منطقة القصيم كذبت توقعات هيئة الأرصاد وحماية البيئة، فيما شهدت المستشفيات مراجعة الكثير من الحالات المثابة بالبرد، وفي الوقت نفسه حذرت الجهات المعنية بعدم استخدام الحطب والفحم في التدفئة خوفا من الاختناق.

وفي حائل وطريف والقريات تسيد الطقس البارد الموقف، إذ فاجأت موجة باردة أهالي طريف ما أدى إلى انخفاض الحرارة إلى 3 درجات تحت الصفر غير أن موجة الصقيع لم تمنع الأهالي من الخروج إلى البر لمشاهدة عباء الثلج وهي تكسو الأودية والشعاب.

وفي القريات خفت حركة السير في الشوارع بشكل ملفت للانتباه، فيما هرع عدد من المواطنين إلى الأسواق مباشرة لشراء المزيد من ملابس الشتاء. وشهدت أسواق المحافظة حركة نشطة من المتسوقين الذين حرصوا على شراء ملابس الشتاء، وأجهزة التدفئة التي لاقت إقبالا كبيرا، ومن المتوقع أن تستمر موجة البرد حتى بعد غد، وقد حرمت هذه الموجة الباردة عددا كبيرا من المواطنين من التنزه في البر في المخيمات التي نصبوها مؤخرا في براري المحافظة وذلك خوفا من أمراض البرد.

وفي المدينة المنورة شهدت المستشفيات مراجعة نحو 800 حالة بسبب برودة الطقس، كم شهدت شوارع وأسواق محافظات أحد رفيدة وخميس مشيط خلال اليومين الماضيين حالة ركود وخمول نتيجة موجة البرد وهبوب الرياح والضباب الكثيف الذي غطى عدة مواقع في مختلف أنحاء عسير وتسبب في انخفاض درجة الحرارة وخصوصا في الفترة المسائية مما حدا بآلاف السكان إلى النزوح والهروب إلى سواحل عسير الدافئة بالأجواء الجميلة.

وفي تبوك لم يستطع أهالي منطقة تبوك والمحافظات المجاورة لها مقاومة البياض الذي كسا جبل اللوز منذ يومين، فهب الأهالي إلى قمة الجبل لرؤية المشهد الأكثر برودة عله يخفف قليلا من لهيب الاختبارات.

من جهته طالب عدد من المتنزهين الجهات المسؤولة في المنطقة إعادة دراسة وضع الجبل وتنظيم فترات الزيارة لتخفيف الزحام حول المشهد الذي لم يسبق له أن حدث منذ أمد بعيد.

فيما تحدث عدد من المواطنين القادمين من جبل اللوز أن الطريق المؤدي إلى الجبل بالغ الخطورة حاليا، إذ تصعب السيطرة على السيارة في المنحدرات، كما أن الطريق بالكاد يتسع لسيارتين ونطالب بالاهتمام بهذا الطريق الذي يشهد ازدحاما غير عادي خاصة أثناء تساقط الثلوج على هذا الجبل فهو طريق غير مزدوج وبه منعطفات ومنحدرات تحتاج إلى تركيز من قائد المركبة.

وأكد لـ «عكاظ» مدير مرور منطقة تبوك العميد محمد بن علي النجار أنه تم إقفال الطريق المؤدي إلى الجبل وذلك في ظل الزحام الشديد الذي يشهده من أجل سلامة الجميع.

من جهة أخرى، خالفت الأجواء الدافئة على القصيم أمس كل التوقعات التي كانت تحذر ببرودة كبيرة حيث كانت الأجواء دافئة ومشمسة في أغلب أوقات النهار.

وفي سياق متصل، شهدت منطقة الطائف موجة برد عارمة ما أدى إلى خمول حركة السير في الشوارع وانخفاض رواد الأسواق، فيما حذرت الجهات المختصة في المحافظة من طوارئ البرد وعدم استخدام الحطب في التدفئة.

من جهة أخرى، من المتوقع أن تصل درجة الحرارة في المنطقة الشرقية بعد غد إلى 7 درجات فوق الصفر.

وأوضح الباحث الفلكي خالد الزعاق أن اليوم الخميس هو آخر أيام موسم المربعانية، حيث يبدأ غدا الجمعة أول أيام الشبط وسيستمر لمدة 26 يوما مقسمة على نجمين هما النعايم والبلد وكل نجم 13 يوما، وعلامة دخوله رؤية نجم «المرزم» بعد مغيب الشمس وشدة عصف الرياح الشمالية الباردة، والشبط تسمى في الخليج برد البطين لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد والبطين شدة البرد وبردها قارس وشديد ويتميز بالصقيع.