الكذب في تويتر والواتساب

ماجد محمد العنزي

أدت زيادة قنوات الاتصال والشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت إلى حرية الفرد في التعبير عن رأيه بالشكل الذي يريده، وأدى غياب مقص الرقيب لحدوث تدفق معلوماتي رهيب من كل حدبٍ وصوب، وهذا ما فتح آفاقا من المعلومات وأبوابا من الحضارات الغائبة عنا، وهذا أيضا ما فتح قنوات عديدة لمرور الإشاعات وسهولة تداولها بين الناس.
بإمكاني أن أعرف الإشاعة على أنها معلومة مغلوطة يتم زرعها داخل المجتمع إما بهدفٍ يرجو من وراءها الفائدة، أو بدون هدفٍ بسبب التسلية وسهولة تداول المعلومة عبر المواقع الاجتماعية وأجهزة البلاك بيري. وما أراه في الآونة الأخيرة أن الإشاعات أصبحت لقضاء وقت الفراغ وإرعاب الناس بقصص نهاية العالم أكثر من كونها وسيلة يتم استخدامها لنشر المفيد بين الناس.
وقد نرى يوميا في هواتفنا أو صندوق بريدنا إشاعات بلا مصدر، كالتحذير من خطورة صنف محدد من الأطعمة مسبب للسرطان، أو حتى أخبار ومقولات وفيديوهات لا تمت للحقيقة بصلة. وما يزيد من المعضلة هو سرعة تداول هذه المعلومات من باب الفضول والرغبة بمعرفة تفاصيلها وذلك من خلال مداورتها فيما بيننا، ونحن لا نعلم بأن هذا الفعل هو سبب انتشارها في الساحة. وكأننا نعيب الإشاعة والعيب فينا.
لقد أصبحت أجهزة الجوال الذكية في متناول أيدي الجميع، وهذا ما سيفتح مجالا لسهولة حصول الأطفال على أي معلومة، ومواجهتهم لكم كبير من المعلومات التي لا تناسب أعمارهم الحالية، ونظرا لقلة إدراكهم وطراوة فكرهم، قد يتداولون فيما بينهم إشاعات أو أفكار مشوشة مما يؤثر على نمط تربيتهم بسبب ذلك الانفتاح السابق لأوانه.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقوم بصد رياح التغير عن المجتمع، ولعل السلوك الأمثل لمواجهة تكنولوجيا العصر وثورة المعلومات هو خلق بيئة توعوية تتمثل بالبحث والتقصي عن مصدر المعلومة والتأكد من صحتها بدلا من البدء بنقلها دون وعي. ولأن بيئتنا التعليمية تمحورت حول التلقين والحفظ، قد نحتاج إلى بعض الوقت لندرك أهمية البحث والاستقصاء حول ما نستقيه من معلومات في شتّى العلوم.
إن من مساوئ الانفتاح سهولة نشر المعلومة على أكبر نطاق وإن كانت غير مثبتة، مما يعني صعوبة نفيها في حال إضرار تلك المعلومة، وقد يحتاج المتضرر إلى منبر إعلاني ضخم لكي يزيل ما أصابه وهذا ما سيكلفه الكثير من المال والجهد للقضاء على الإشاعات من حوله.