المشاريع الصغيرة تقضي على البطالة

طـارق إسـماعـيـل

شهـدت السنوات الأخيـرة دعـوات ملحة للقضاء على البطالة من خلال المشاريع الصغيرة في ظل تـشبع القـطاع الحكومي بقرابة مليون موظف، والخاص بأكثر من 6 ملايين سعودي ووافـد، ولهـذا السبب تضافرت الجهـود في ظل فـوائض الميزانية الكبيرة لإطلاق الكثير من المؤسسات والمشاريع الحكومية والخاصة لدعم الراغبين فـي افتتاح مشاريع صغيرة ودعمها بالـقـروض اللازمة، مثل صنـدوق تنمية المـوارد الـبشرية والبنك السعودي للتسليف والادخار وصندوق المئـوية وبـرنامج ريادة الأعمال الوطـنى وغيرها من البرامج والصناديق والمشاريع، إلا أن النـتائج لم تكن وفق الطموحات المنشودة لأسباب مختلفة ولعل من أبرزها هو تشتت الجهود وفقدان آلية التنسيق بين هذه الصناديق والمشاريع.
والحقيقة أن نجاح المشاريع الصغيرة لا يرتبط بتوفر المال اللازم فقط، وإنما بوجود المناخ العام الذى يشجع عليها من خلال التوعية بقيمتها الوطنية والاجتماعية والاقتصادية ودورها في ذلك وتشجيع الشباب على أن يقدموا أنفسهم كرجال أعمال واعدين في المستقبل.
كما أن هذه المشاريع تنجح أيضا بتوفير أقصى دعـم لها مـن جانب الجهات الحكومية فيما يتعلق بالتراخيص والتصاريح الـتى قد تستغـرق أكثر من عام، والتي في اعتقادي أنها أكبر عائق أمام نهوض اقتصاديات المنشآت الصغيرة، وكـذلك من خلال ضمان عدم منافسة الشركات الكبرى لمنتجات هذه المشاريع الصغيرة كـما ينبغى أيضا تدريب الشباب على الروح الاستقلالية في أن يكون له مشروعه الخاص الذى خطط له لمدة 3 سنوات في المستقبل على الأقل حتى يقف على أقدامه.
ولعل من أولى الخطوات الواجب اتخاذها باتفاق الكثير من الخبراء إنشاء وكالة للمشاريع الصغيرة في وزارة التجارة والصناعة تتولى تنظيم القطاع وتوحيد ضوابط الاقراض وفتح قنوات تسويق أكثر فعالية لمنتجات هذه المؤسسات الصغيرة حتى تحقق الأهداف المرجوة من إنشائها.
ولن يتحقق ذلك إلا بإعداد دراسات جدوى جيدة للمشاريع الصغيرة تأخذ بعين الاعتبار مشاكل التسويق والإيجارات والعمالة والعوامل المفاجئة خاصة الأزمات المالية والتوقف لأسباب خارجة عن الإرادة، كما ينبغى أن يكون للغرف التجارية دور أكبر في رعاية المشاريع الشبابية من خلال فرقها المختلفة حتى لا نترك الشاب يتعثر ثم نبدأ في التفكير بالتدخل بعد فوات الأوان وقد قرأت خلال الأيام الماضية عن خطوه ومبادرة رائعة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة ممثلة في مركز المسؤولية الاجتماعية بتدريب خمسة آلاف شاب في العام الحالي 2013م على مختلف هذه الجوانب.
ولا شك أن الجهود الفردية لاحتضان منتجات المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة لا ينبغى أن تستمر في العمل بجزر معزولة وإنما يجب أن تعمل تحت مظلة موحدة كحائط صد قوى يحمي هذه المشاريع من مشاكل التسويق والدعاية ونقص التمويل، ويظل النجاح مرهونا بثقة كل شاب مبادر في نفسه وقدراته على الإبداع بعد اختيار المشروع الجيد وفق معايير أبرزها حاجة السوق له، واختيار موقع المشروع بصورة جيدة والتفكير بجدية وصورة مبتكرة في احتياجات السوق التى تمنحهم مشاريع ناجحة، وأدعوهم بكل إصرار في المقابل إلى الابتعاد عن التكرار وتقليد الآخرين.