الوحدة في وجه التشدد

تدخل إسرائيل الانتخابات البرلمانية اليوم وهي متجهة إلى التشدد بعد التحالف بين حزب «الليكود» بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و«إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الخارجية الأسبق المتطرف اليميني افيجيدور ليبرمان.. وتشير التحليلات والتوقعات إلى ترجيح فوز هذا التحالف المعرض للتفكك بعد فوزه.
تشير استطلاعات صحافية أن 79 % من الإسرائيليين يصفون أنفسهم بأنهم يهود متدينون وأن 15 % فقط يرون أنفسهم علمانيين. وأن أغلبية الإسرائيليين لا يثقون في مشاريع السلام الأمر الذي جعلهم يتجهون نحو اليمين المتشدد الذي يشعرون معه بالأمن
هذه الخريطة الذهنية للإسرائيليين تعبر عن المزاج السياسي القائم وتكشف حقيقة ومصداقية الدعوة إلى السلام التي تدعو لها النخبة الحاكمة وتؤكد أن السياسات المطبقة على الأرض، استقطاع الأراضي وبناء المستعمرات وإقامة الجدران العازلة، هي السياسيات التي تعكس نوايا هذه المجموعة وبالتالي فإن دعواتها للسلام لم تعد مقبولة حتى عند موطنيها.
ويبقى الحديث عن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية ومدى تأثير «عدم الرضا» المتبادل بين الرئيس أوباما ونتنياهو على مستقبل السلام.. والقدر المتفق عليه بين السياسيين هو أن الأوضاع الحالية في المنطقة لا تمهد لتقدم ملموس على صعيد محادثات السلام.. ومن هنا يصبح الموقف هو فحص الموقف الفلسطيني ومدى استعداده لهذه المرحلة وكيف يمكنه أن يوفر الحد المقبول من قوة التعامل مع السياسة الإسرائيلية المتعنتة.. التجربة تؤكد أن وحدة الصف الفلسطيني هي الوسيلة المضمونة للحفاظ على حق الامتناع عن التسليم للمحتل ومنحه شرعية الاستيلاء على الأرض وسلب الحقوق فهل ينجح الفلسطينيون في تحقيق هذا الأمل الذي يتطلع إليه شعبهم وأشقاؤهم؟