منتظرو «الموت» رحالة وراء جرعة انتظار

مرضى السرطان:3 سنوات يؤلمنا .. وتقرير سري: البديل في 5 جهات

ماجد الصقيري -المدينة المنورة

على الرغم من الحالة المعنوية السيئة التي تجتاح معظم من ابتلوا بمرض السرطان المعروف اصطلاحا بأنه مرض «الموت»، إلا أن رحلة المعاناة لا زالت تجتاح تلك الفئة التي تعيش في المدينة المنورة، فيدفعون من وقتهم وجهدهم الغالي والنفيس من أجل «جرعة انتظار» للتداوي في مراكز متخصصة أخرى لا تتوفر في منطقتهم.
ومع صدور توجيهات العام الماضي بإنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام في المدينة المنورة، بتخصيص جزء من المستشفى التخصصي في مدينة الملك عبدالله الطبية شرقي المدينة المنورة والتي أوشكت على الانتهاء، إلا أن مرضى السرطان يعتبرون عدم توفير مركز متكامل للسرطان وإبقاءهم في حيز مستشفى ربما يفقدهم المزيد من الاهتمام المطلوب، وربما لا يتناسب مع أعدادهم الكبيرة، والتي تحصى حسب تقرير سري (حصلت عليه عكاظ) بأنها 650 حالة جديدة سنويا بمعدل حالتين يوميا، منها من 60 ــ 90 حالة بين الأطفال.


وأشاروا إلى أن انتظارهم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات للبدء في تشغيل المركز المنتظر يضاعف معاناتهم، فهم لا ينكرون أن الهيئة الطبية تحيلهم إلى المراكز المتخصصة في الرياض أو جدة، لكنهم يعتبرون إحالتهم لا تعني لهم إلا مزيدا من المعاناة، الأمر الذي يفتح مجالا للتساؤل حول إمكانية إنشاء مركز خاص للسرطان في المستشفيات القائمة، بما يوفر الوقت والمال، ويفيد الأهالي والمناطق المجاورة.
وفيما تطلب مريضة السرطان أم محمد بتوفير جهاز العلاج الإشعاعي في مستشفيات المدينة المنورة بشكل عاجل لإنهاء معاناتهم مع رحلة العلاج، حيث تكفيهم معاناتهم من رحلة المرض، يرى على الجهني أن خدمات الرعاية لمرضى السرطان بالمنطقة لا تتوافق وحجم المعاناة التي يعيشها المرضى، مما يتطلب سرعة التدخل بتوفير الإمكانيات في مستشفيات المنطقة.
وأشار محمد الحربي ومعتز غبان وبدر سمان ومنصور القرافي ونورة العمري وعلياء المحمدي وسناء الصالحي إلى أن لجوء المرضى للعلاج خارج المنطقة لا يحقق لهم أبسط قواعد المعاملة اللائقة، فالجميع يعتقد أن الموت يلاحقه يوما بعد يوم وكل همه ألا يغترب بعيدا عن أهله وأسرته، والدليل أن الموت خطف الكثيرين سواء الشهر الماضي أو العام الماضي بعدما حرموا من أهلهم بسبب رحلة العلاج التي لم ولن تؤجل الموت.
واقترحوا في حال استصعاب الأمر الاستعانة بالقطاع الخاص لتسهيل المهمة، بدلا من تطور الحالة المرضية للمصابين، بالإضافة إلى تقليص الحالات المحولة للعلاج في المناطق الأخرى والتي حتما تعاني هي الأخرى من معاناة في عدد المرضى.
وفيما يعترف مدير فرع الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان في المدينة المنور أحمد عبيد الحماد بأن مشروع إنشاء مركز متخصص لعلاج الأورام في منطقة المدينة المنورة قد يستغرق نحو ثلاثة أعوام حتى يصبح جاهزا لاستقبال مرضى السرطان، تفاخر بما حققته المنطقة من تقدم ملحوظ في مكافحة انتشار المرض من خلال برامجها في الكشف المبكر والتي تمثلت في وجود مركز طيبة للكشف المبكر وسيارة المامو جرام والتي تجوب مختلف أنحاء المدينة المنورة.
لكن التقرير السري الذي رفع لإمارة المنطقة أشار إلى حقيقة انتشار المرض في المدية المنورة، حيث قدر التكلفة المبدئية لمبنى مركز الأورام بتجهيزاته وإمكانياته بنحو 150 مليون ريال.


وحدة متخصصة

أوصى التقرير الجهات التي في طور إنشاء مستشفيات حديثة في المنطقة على إنشاء وحدة متخصصة ومركز للأورام، مقترحا أكثر من موقع لتنفيذ ذلك مثل مستشفيات الحرس الوطني أو المدينة التخصصي أو جامعة طيبة (الجديد) أو القوات المسلحة أو الجامعة الإسلامية، مع تحفيز القطاع الخاص لإنشاء مراكز للأورام بالمنطقة أو مخاطبة وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخصيص أرض لمركز أورام وأرض وقف لدعم برامج المركز، بالإضافة إلى كرسي بحث «للكشف المبكر».