محسنون يقاومون الانكسارات الصغيرة .. بـ«الاسر البديلة»!
عيد الايتام: حلوى وورود وشوق للغائبين
الأربعاء / 03 / شوال / 1427 هـ الأربعاء 25 أكتوبر 2006 19:50
عدنان الشبراوي (جدة)تصوير: محمد المالكي
تنشط دور الايتام بجدة هذه الايام لتهيئة الجو المناسب للاطفال الايتام في العيد السعيد وتعمل هذه الدور على ادخال الفرحة والبهجة والسرور في نفوسهم، وتم تنسيق برامج زيارة الملاهي والمدن الترفيهية لهم فيما تطالب اسر عديدة لاستضافة الايتام خلال ايام العيد كسباً للاجر والثواب خاصة ان لدى الشئون الاجتماعية برامج الاسر الصديقة التي تعني السماح للاسر باستضافة الايتام مؤقتاً في الاعياد والاجازات.
هؤلاء الصغار تحمل عقولهم الكثير من التساؤلات عن معنى (العيد) بل لا أحد يستطيع ان يقيس فرحة العيد عندهم وعند الآخرين، فهم رغم كل ما يتم توفيره لهم من افخم واجود الملابس والطعام والايواء محرومون من كلمة (بابا) و (ماما) فليس لهم ام ينامون في حضنها ويعايدونها وليس لهم اب يقبلونه ويخرج معهم الى الملاهي .. وليس لهم قريب يتذوقون معه طعم العيد .. ليس لهم الا دار سخر العاملون فيها من مديرات ورئيسات اقسام ومشرفات واخصائيات سخروا انفسهم لخدمة هؤلاء الايتام الصغار ومحاولة تعويضهم طعم الحياة المفقود والعمل على ان يكون لهم جو اسري.
كسوة الايتام
وتقول ايمان راجخان مديرة القسم النسائي بجمعية البر في جدة انه تم كسوة جميع الايتام من الذكور والاناث وشراء مستلزمات العيد لهم وكذلك شراء الحلوى ووضعت الدار برنامج معايدين لهم داخل وخارج الدار، وساهم عدد كبير من اهل الخير في هذه البرامج برعاية الايتام او استضافتهم او تقديم كسوة العيد لهم.
واضافت ان الجهود التي تبذلها الجمعية وكافة الجمعيات التي تحتضن الايتام ننشط ايام العيد وتجد الكثير من العون من اهل المجتمع الذي يعج بالخير والاحسان، ونحن دائماً نسعى ان تكون اعياد الايتام لدى اسر حقيقية بتشجيع برامج الاسر الصديقة في احتضان الايتام خلال ايام العيد السعيد كنوع من المشاركة المحببة لنفوس هؤلاء.
التعويض عن الفقد
وتضيف راجخان انهم يعملون على تربية هذه الفئة ذكوراً واناثاً وتنشئتهم النشأة السليمة لتعويضهم عما فقوده، ويتمتع هؤلاء، بأعلى درجات الرعاية مع الحرص على نزع حاجز الحرمان والانكسار في قلوبهم.
مكعبات امل
في دور الحضانة قصص وحكايات مأساوية تنطق بها الجدران رغم كل الجهود التي يبذلها العاملون بالدور من اجل اسعادهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
نادر كان يلهو ويمرح بروح الشقاوة وجد نفسه في دار الحضانة تحيطه الرعاية والاهتمام يتمتع بالذكاء وحبه للهو لازال ينتظر اسرة كريمة تتولى رعايته واحتضانه وكسب اجره ..
امل جلست ترسم وترتب المكعبات ثم تبتسم بحياء وخجل هي الاخرى من الايتام .. امل وصفت العيد بانه (حاجة حلوة مرة).
اما فهد فهو مقطوع من شجرة يعيش على امل ان يكبر ويترعرع في كنف اسرة تحتضنه فيحقق حلمه بأن يكون طبيباً او طياراً .. والعيد عنده يعني ملابس جديدة وملاهي كما يسمع من الابلات المشرقات.
ابراهيم وهند خرجا للدنيا بطعم اليتم ويتفقان في الهدوء التام الاتزان وعدم الكلام الا اذا طلب منهما ذلك .. سألناهما عن العيد فسكتا قليل ثم قالا (نلبس ونروح الملاهي).
ابراهيم ثلاث سنوات توفي والده قبل ميلاده بفترة وهو لا زال في بطن امه و ما كاد يصرخ صرخته الاولى في الحياة حتى توفيت امه ولم يجد من يحتضنه سوى دار الايتام.
حينما تجالس ابراهيم تشعر وكأنه كبير متزن هادئ الطباع حتى في لعبه وحركاته يهرب الى حيث لا يوجد الضجيج ولا يتحدث الا اذا طلب منه الكلام.
اسر بديلة وصديقة
يقول مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة احسان طيب: نسعى الى تنشيط برامج احتضان الايتام ايام العيد خاصة ان موضوع الايتام موضوع حساس لا يخلو منه اي مجتمع انساني بسبب الموت الذي قدره الله على الانسان وبأسباب اخلاقية اخرى وهي قضية تنطوي على الكثير من الابعاد الانسانية والنفسية والتربوية والخلقية التي تمتد مع حياة اليتم وشعور المرء بمراراته ولهذا يمكننا ان نسهم اسهامات كبيرة في علاج هذه القضية من خلال الحد منها ومعالجة الاسباب قبل وقوعها والتعريف بها وبابعادها المختلفة وتوفير الاطوار المناسبة لرعاية هذه الفئة التي كتب عليها الحرمان العاطفي والاسري.
ويأتي الدور في معالجة هذه القضية من خلال معالجة الاسباب الجالبة لها، ولقد اثبتت الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية حاجة الفرد ايا كان للعيش في جماعات اسرية توفر له القبول الاجتماعي والشعور بالانتماء وتمثل له الادوار الاسرية التي يحتاجها لينمو سليما من جميع النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية. وبالتالي فإن فئة الايتام ومن في حكمهم هم الفئة المستهدفة في برامج الرعاية البديلة التي تتضمن برنامج الاسر البديلة وبرنامج الاسر الصديقة وهذان البرنامجان لهما اثارهما الايجابية على تلك الفئة ويهدف برنامج الاسر البديلة الى دمج الاطفال في المجتمع عن طريق العيش لدى اسر وذلك بالبحث عن اسر بديلة قادرة على توفير اوجه الرعاية المختلفة لليتيم ومن في حكمه وفق شروط محددة بحيث تتولى هذه الاسرة المسؤولية الكاملة تجاه تلك الفئة من ايواء ورعاية وتربية تحت اشراف المختصين بالوكالة ليصبح اليتيم عضوا نافعا لنفسه ومجتمه اما برنامج الاسرة الصديقة فيهدف الى تعويض الاطفال الايتام الذين لم تسنح الفرصة لاحتضانهم بأن يسلموا للاسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية وفق نظام تقوم بموجبه احدى الاسر الطبيعية في المجتمع بالارتباط بواحد او اكثر من الاطفال الايتام المقيمين في احدى الدور الاجتماعية الايوائية التابعة للشؤون الاجتماعية بهدف استضافته لديها خلال فترة محددة مثل فترة الاجازات والاعياد او نهاية الاسبوع او الاجازة الصيفية ثم يعاد الطفل بعد انتهاء الاجازة او الفترة المحددة الى الدار او المؤسسة التي يقيم فيها وهذا الامر متاح لغير السعوديين واما الاحتضان الكامل فلا يزال يقتصر على الاسر السعودية ليس تقليلاً من الاسر غير السعودية ولكن لمصلحة الطفل اليتيم اذا احتضنته اسر غير سعودية وتعلق بها فانه سيواجه صعوبات في السفر معها في الاجازات او في حالة مغادرة الاسرة غير السعودية المملكة نهائيا مشيراً الى ان منهج الشؤون الاجتماعية في رعاية الايتام يقوم على قناعتها التامة بأن الاصل في التربية المتوافقة مع الفطرة السليمة ان ينشأ الطفل في كنف اسرة تحوطه بحنان الأم وعطف الاب ومحب الاخوة والاخوات.
ويتم اختيار الاسر الحاضنة (البديلة) والاسر الصديقة وفق معايير اجتماعية خاصة بحيث يتوفر لديهم المناخ الاجتماعي السليم وعناصر التنشئة الاجتماعية المرغوبة ويخضع هؤلاء الاطفال للاشراف والمتابعة المستمرة من قبل الشؤون الاجتماعية، وتصرف اعانة مالية عن كل طفل لقاء رعايته يصل مبلغها (1200) ريال شهريا لمن يتقدم بطلبها من الاسر الحاضنة او البديلة، اضافة الى مكافأة تعادل اعانة شهرين لكل طفل ملتحق بالدراسة، وتصرف في اول العام الدراسي لمواجهة احتياجاته المدرسية، وفي نهاية مدة الحضانة تصرف للاسرة الحاضنة مكافأة قدرها (5000) ريال عن كل طفل او طفلة انتهت فترة حضانته وهناك المئات من الاسر الكريمة التي تتولى احتضان الاطفال من هذه الفئات ابتغاء الاجر والثواب من الله دون مقابل مادي.
هؤلاء الصغار تحمل عقولهم الكثير من التساؤلات عن معنى (العيد) بل لا أحد يستطيع ان يقيس فرحة العيد عندهم وعند الآخرين، فهم رغم كل ما يتم توفيره لهم من افخم واجود الملابس والطعام والايواء محرومون من كلمة (بابا) و (ماما) فليس لهم ام ينامون في حضنها ويعايدونها وليس لهم اب يقبلونه ويخرج معهم الى الملاهي .. وليس لهم قريب يتذوقون معه طعم العيد .. ليس لهم الا دار سخر العاملون فيها من مديرات ورئيسات اقسام ومشرفات واخصائيات سخروا انفسهم لخدمة هؤلاء الايتام الصغار ومحاولة تعويضهم طعم الحياة المفقود والعمل على ان يكون لهم جو اسري.
كسوة الايتام
وتقول ايمان راجخان مديرة القسم النسائي بجمعية البر في جدة انه تم كسوة جميع الايتام من الذكور والاناث وشراء مستلزمات العيد لهم وكذلك شراء الحلوى ووضعت الدار برنامج معايدين لهم داخل وخارج الدار، وساهم عدد كبير من اهل الخير في هذه البرامج برعاية الايتام او استضافتهم او تقديم كسوة العيد لهم.
واضافت ان الجهود التي تبذلها الجمعية وكافة الجمعيات التي تحتضن الايتام ننشط ايام العيد وتجد الكثير من العون من اهل المجتمع الذي يعج بالخير والاحسان، ونحن دائماً نسعى ان تكون اعياد الايتام لدى اسر حقيقية بتشجيع برامج الاسر الصديقة في احتضان الايتام خلال ايام العيد السعيد كنوع من المشاركة المحببة لنفوس هؤلاء.
التعويض عن الفقد
وتضيف راجخان انهم يعملون على تربية هذه الفئة ذكوراً واناثاً وتنشئتهم النشأة السليمة لتعويضهم عما فقوده، ويتمتع هؤلاء، بأعلى درجات الرعاية مع الحرص على نزع حاجز الحرمان والانكسار في قلوبهم.
مكعبات امل
في دور الحضانة قصص وحكايات مأساوية تنطق بها الجدران رغم كل الجهود التي يبذلها العاملون بالدور من اجل اسعادهم ورسم الابتسامة على وجوههم.
نادر كان يلهو ويمرح بروح الشقاوة وجد نفسه في دار الحضانة تحيطه الرعاية والاهتمام يتمتع بالذكاء وحبه للهو لازال ينتظر اسرة كريمة تتولى رعايته واحتضانه وكسب اجره ..
امل جلست ترسم وترتب المكعبات ثم تبتسم بحياء وخجل هي الاخرى من الايتام .. امل وصفت العيد بانه (حاجة حلوة مرة).
اما فهد فهو مقطوع من شجرة يعيش على امل ان يكبر ويترعرع في كنف اسرة تحتضنه فيحقق حلمه بأن يكون طبيباً او طياراً .. والعيد عنده يعني ملابس جديدة وملاهي كما يسمع من الابلات المشرقات.
ابراهيم وهند خرجا للدنيا بطعم اليتم ويتفقان في الهدوء التام الاتزان وعدم الكلام الا اذا طلب منهما ذلك .. سألناهما عن العيد فسكتا قليل ثم قالا (نلبس ونروح الملاهي).
ابراهيم ثلاث سنوات توفي والده قبل ميلاده بفترة وهو لا زال في بطن امه و ما كاد يصرخ صرخته الاولى في الحياة حتى توفيت امه ولم يجد من يحتضنه سوى دار الايتام.
حينما تجالس ابراهيم تشعر وكأنه كبير متزن هادئ الطباع حتى في لعبه وحركاته يهرب الى حيث لا يوجد الضجيج ولا يتحدث الا اذا طلب منه الكلام.
اسر بديلة وصديقة
يقول مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة احسان طيب: نسعى الى تنشيط برامج احتضان الايتام ايام العيد خاصة ان موضوع الايتام موضوع حساس لا يخلو منه اي مجتمع انساني بسبب الموت الذي قدره الله على الانسان وبأسباب اخلاقية اخرى وهي قضية تنطوي على الكثير من الابعاد الانسانية والنفسية والتربوية والخلقية التي تمتد مع حياة اليتم وشعور المرء بمراراته ولهذا يمكننا ان نسهم اسهامات كبيرة في علاج هذه القضية من خلال الحد منها ومعالجة الاسباب قبل وقوعها والتعريف بها وبابعادها المختلفة وتوفير الاطوار المناسبة لرعاية هذه الفئة التي كتب عليها الحرمان العاطفي والاسري.
ويأتي الدور في معالجة هذه القضية من خلال معالجة الاسباب الجالبة لها، ولقد اثبتت الدراسات والبحوث النفسية والاجتماعية حاجة الفرد ايا كان للعيش في جماعات اسرية توفر له القبول الاجتماعي والشعور بالانتماء وتمثل له الادوار الاسرية التي يحتاجها لينمو سليما من جميع النواحي الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية. وبالتالي فإن فئة الايتام ومن في حكمهم هم الفئة المستهدفة في برامج الرعاية البديلة التي تتضمن برنامج الاسر البديلة وبرنامج الاسر الصديقة وهذان البرنامجان لهما اثارهما الايجابية على تلك الفئة ويهدف برنامج الاسر البديلة الى دمج الاطفال في المجتمع عن طريق العيش لدى اسر وذلك بالبحث عن اسر بديلة قادرة على توفير اوجه الرعاية المختلفة لليتيم ومن في حكمه وفق شروط محددة بحيث تتولى هذه الاسرة المسؤولية الكاملة تجاه تلك الفئة من ايواء ورعاية وتربية تحت اشراف المختصين بالوكالة ليصبح اليتيم عضوا نافعا لنفسه ومجتمه اما برنامج الاسرة الصديقة فيهدف الى تعويض الاطفال الايتام الذين لم تسنح الفرصة لاحتضانهم بأن يسلموا للاسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية وفق نظام تقوم بموجبه احدى الاسر الطبيعية في المجتمع بالارتباط بواحد او اكثر من الاطفال الايتام المقيمين في احدى الدور الاجتماعية الايوائية التابعة للشؤون الاجتماعية بهدف استضافته لديها خلال فترة محددة مثل فترة الاجازات والاعياد او نهاية الاسبوع او الاجازة الصيفية ثم يعاد الطفل بعد انتهاء الاجازة او الفترة المحددة الى الدار او المؤسسة التي يقيم فيها وهذا الامر متاح لغير السعوديين واما الاحتضان الكامل فلا يزال يقتصر على الاسر السعودية ليس تقليلاً من الاسر غير السعودية ولكن لمصلحة الطفل اليتيم اذا احتضنته اسر غير سعودية وتعلق بها فانه سيواجه صعوبات في السفر معها في الاجازات او في حالة مغادرة الاسرة غير السعودية المملكة نهائيا مشيراً الى ان منهج الشؤون الاجتماعية في رعاية الايتام يقوم على قناعتها التامة بأن الاصل في التربية المتوافقة مع الفطرة السليمة ان ينشأ الطفل في كنف اسرة تحوطه بحنان الأم وعطف الاب ومحب الاخوة والاخوات.
ويتم اختيار الاسر الحاضنة (البديلة) والاسر الصديقة وفق معايير اجتماعية خاصة بحيث يتوفر لديهم المناخ الاجتماعي السليم وعناصر التنشئة الاجتماعية المرغوبة ويخضع هؤلاء الاطفال للاشراف والمتابعة المستمرة من قبل الشؤون الاجتماعية، وتصرف اعانة مالية عن كل طفل لقاء رعايته يصل مبلغها (1200) ريال شهريا لمن يتقدم بطلبها من الاسر الحاضنة او البديلة، اضافة الى مكافأة تعادل اعانة شهرين لكل طفل ملتحق بالدراسة، وتصرف في اول العام الدراسي لمواجهة احتياجاته المدرسية، وفي نهاية مدة الحضانة تصرف للاسرة الحاضنة مكافأة قدرها (5000) ريال عن كل طفل او طفلة انتهت فترة حضانته وهناك المئات من الاسر الكريمة التي تتولى احتضان الاطفال من هذه الفئات ابتغاء الاجر والثواب من الله دون مقابل مادي.