باكستان وربيع الأسد

فهيم الحامد

من المؤكد أن ربيعا سياسيا باكستانيا حقيقيا يلوح في الأفق قريبا، وهذا التأكيد مبني على معطيات سياسية على الأرض، من أبرزها حل البرلمان الباكستاني في 17 مارس المقبل، والإعلان عن انتخابات برلمانية جديدة خلال 90 يوما، وخصوصا أن حكومة حزب الشعب الباكستاني أنهت فترة حكم الخمس سنوات، وهذا يعني ظهور قوى حزبية سياسية منافسة. إلا أنه هذه المرة الربيع سيكون ليس ساخنا فقط، وإنما ناريا لأن الأحزاب السياسية الباكستانية تعد العدة لحملات انتخابية شرسة لخوض الانتخابات القادمة، بهدف الفوز وتشكيل الحكومة الجديدة تأخذ بعين الاعتبار التغييرات على مستوى الداخل الباكستاني وكذلك الدولي، والانطلاق نحو سياسات اقتصادية جديدة تعيد ما فقدته الباكستان خلال الفترة.
وتشير المعلومات إلى أن حزب الرابطة الإسلامية الذي يرأسه نواز شريف يعد العدة لحملة انتخابية كاسحة وكبيرة يستطيع من خلالها حصد أصوات الناخبين في إقليم البنجاب بداية (معقل شريف)، الذي يعتبر أهم الأقاليم وبمثابة البنك الانتخابي الرئيسي الذي سيحسم من سيفوز في الانتخابات ويشكل الحكومة.
في المقابل، سيسعى حزب الشعب الباكستاني لاستعادة سمعته أو على الأقل عدم السماح لحزب شريف الاقتراب من بنكه الانتخابي الخاص، وهو إقليم السند (مسقط رأس أسرة بوتو وزرداري)، الذي يتوقع المراقبون أن حزب شريف سيقتطع كعكة جيدة منه، بعد أن انضم أحد حاملي إرث أسرة بوتو وهو السياسي المخضرم العتيد ممتاز بوتو، الذي يرأس الحزب القومي السندي، وهو من الشخصيات التي انشقت عن أسرة بوتو منذ فترة طويلة وعارض سياسات حزب الشعب الباكستاني.
ويبدو أن مؤشرات الانتخابات بدأت تلوح في الأفق، منذ الآن، إذ أشار استطلاع للرأي أجراه المعهد الجمهوري العالمي في واشنطن (ذو السمعة العالمية) إلى أن حزب نواز شريف سيفوز في الانتخابات البرلمانية الباكستانية المتوقع أن تعقد في شهر مارس أو أبريل المقبل، وسيحص على 32 % من مجمل أصوات الناخبين وعلى 49 % في المائة من أصوات إقليم البنجاب، وهذه أول المؤشرات حول حظوظ شريف القوية للفوز، حيث أشار الاستطلاع الذي شمل عينات عشوائية من 4 آلاف شخص يمثلون قطاعا عريضا من المجتمع الباكستاني لتنفيذ المسح الميداني أن 34 % من الرجال سيصوتون لصالحه شريف، و20 % لصالح عمران خان، و15 % لمصلحة حزب الشعب الباكستاني، فيما سيصوت 31 % من الناخبين لصالح شريف، و16 % لخان، و12 % لحزب الشعب. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سيكون الربيع الباكستاني هو ربيع الأسد وهو شعار حزب شريف، أم ستكون هناك حكومة ائتلافية.. الإجابة ستكون قريبا.. عند حسم نتائج الانتخابات.