مناشير المطابخ تقمع غابة القمع

الزراعة تنفي مقولات الأهالي: تهذيب لا احتطاب

علي صمان (الباحة)

مناشير المطابخ في محافظة بلجرشي تشن هجوما كاسحا وغير مسؤول على أشجار الطلح والجفون وغيرها في غابة القمع، التي تعد أشهر وأكبر غابة على مستوى منطقة الباحة.

هذا ما أجمع عليه عدد من أهالي المحافظة الذين قالوا لـ «عكاظ»، إنهم يضعون هذا الهجوم القمعي في خانة الاحتطاب الجائر، وكأن الذين وراءه يهدفون إلى القضاء كليا على الغطاء النباتي في هذه الغابة.
إلا أن مدير عام الزراعة في المنطقة محمد بن مسفر الدماك، نفى ما ذهب إليه الأهالي، حيث أكد لـ «عكاظ» أن ما يجري في الغابة هي عملية تشذيب وتهذيب للأشجار وإزالة الجاف منها واستبدالها بأشجار أخرى وفق اتفاقية وقعتها الوزارة مع إحدى الشركات، ولكنه أشار إلى وجود صعوبة في إيجاد نفس النوعية لكنهم سيعملون على إيجاد أشجار ملائمة ومن نفس بيئة المنطقة.
وقال كل من علي العذلة ومحمد زربان وخضر الغامدي، وهم من أبناء بلجرشي، إنه رغم التحذيرات والتنبيهات التي تطلقها الزراعة من خلال لوحاتها الإرشادية في مختلف الغابات، والمتعلقة بالمحافظة على الغابات وتشجيع زيادة الغطاء النباتي، إلا أن ذلك لم يلق آذانا صاغية عند أصحاب المطابخ الذين يقدمون مصالحهم الخاصة على المصالح العامة، مشيرين إلى أن هؤلاء جعلوا الغابات مقصدا دائما لهم لقطع الأشجار بمناشير كهربائية للاستفادة منها في مطابخ المندي والمظبي والحنيذ، ما يؤدي إلى تشويه المنظر والقضاء على الغطاء النباتي في المحافظة.
وسجل أهالي بلجرشي خصوصا والباحة بشكل عام، عتبا شديدا على مديرية الزراعة في الباحة لعدم مراقبتها الغابات، بدليل أن غابة القمع ورغم كونها متنزها يفد إليه الأهالي بشكل يومي، إلا أنهم لم يلحظوا ولو مراقبا واحدا من الزراعة لمتابعة ما يحدث من عبث واستهتار بقيمة وجمالية الغابة. وأشاروا إلى أن أكثر من 500 شجرة في غابة القمع وحدها قطعت، هذا عدا عن الكثير من الغابات التي تعرضت لذات العبث، في ظل غياب تام من مراقبي الزراعة سواء من خلال فرعها في بلجرشي أو المديرية نفسها.

شركة للتشذيب


أكد مدير عام مديرية الزراعة في منطقة الباحة محمد بن مسفر الدماك، لـ «عكاظ» أن الوزارة وقعت عقدا مع إحدى الشركات لتهذيب وتشذيب الأشجار وإزالة الجاف منها واستبدالها بأخرى في غابتي القمع والهيجاء في بلجرشي إضافة إلى موقعين آخرين في محافظة المندق، نافيا أن تكون هناك عملية احتطاب جائر كما يشير الأهالي.