صافرة الليل.. تنقذ الأرواح

قرار استثنائي من غرفة العمليات

عبدالرحمن العكيمي (تبوك)

وأنت في الأحياء الجنوبية من مدينة تبوك الورد تلمح مدى الأضرار التي خلفتها السيول العارمة التي دهمت المدينة مؤخرا، إذ يستعيد أهالي هذه الأحياء القرار الشجاع الذي اتخذته إدارة الدفاع المدني لإجلائهم من مساكنهم وإلا لكانت الآن المدينة تنام وتستيقظ على صدى الفاجعة، فضلا عن جهود الجهات الأخرى ذات العلاقة التي دوات جراح المتضررين من تداعيات المطر.
جهود الدفاع المدني
في نفس السياق أوضح مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك اللواء مستور عايض الحارثي أن الدوريات التي كانت ترابط وتتابع خارج مدينة تبوك على كافة مداخل المدينة الجنوبية والغربية والشرقية حيث انطلاقة حركة السيول كان لها أبرز الأثر وأكد أن جهود الزملاء في الدفاع المدني كانت مخلصة وحالفها الصواب بتوفيق الله عز وجل وقال كل بلدان العالم معرضة لحدوث الفيضانات والكوارث والسيول وغيرها من الكوارث لكن الأهم لدينا هو الإنسان قبل كل شيء.

وأجمع عدد من مواطني وإعلاميي منطقة تبوك أن إطلاق صافرة الليل كان بمثابة قرار شجاع اتخذه مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء مستور عايض الحارثي عندما أصدر تعليماته بإطلاق صافرات الإنذار وطلب إخلاء ستة أحياء سكنية مكتظة بالسكان جنوب مدينة تبوك كان له الأثر البارز في تفادي وقوع كارثة كبيرة ربما تذهب بمئات الضحايا.
وتشير مصادر خاصة أن اللواء الحارثي كان يتابع ميدانيا واقع الأمطار والسيول داخل الأحياء معلنا أقصى درجات الاستعداد ولم يكتف بذلك بل أرسل دوريات للدفاع المدني خارج المدينة تراقب السيول القادمة من الحرة جنوب شرق تبوك وتواجدت عند أعالي الأودية تراقب حركة السيول واتجاهاتها وعندما شاهدت الدوريات تدفق سيول وادي الأثيلي ووادي البقار ووادي ضبعان باتجاه مدينة تبوك كانت اللحظات عصيبة جدا، وكان أهالي الأحياء الجنوبية ينامون ليلتهم على أصوات الرعد ورائحة المطر لكن السيول كانت في طريقها إليهم عندها كان القرار صائبا قبل مداهمة السيول بضرورة الإخلاء قرارا شجاعا وعدم انتظار التوجيهات في ساعة متأخرة فاتجهت آليات وعربات وسيارات الدفاع إلى جنوب تبوك وطلبت الإخلاء فورا ودون جدال لأن حياتهم غالية على الجميع ليخرج أكثر من أربعمئة وثلاثة أشخاص معظمهم من النساء والأطفال ويغادرون منازلهم إلى غير رجعة فكان السيل عارما حيث اقتحم دفء البيوت.. وأحال واقعها إلى خراب وغرق.
من جهته أوضح كل من عبدالعزيز العنزي وعودة البلوي وخالد العطوي أن عمليات الإخلاء ومراقبة حركة السيول قبل أن تداهم الأحياء الجنوبية يحسب لمدير الدفاع المدني ونحن نشكره باسم أهلنا المتضررين.. وقال علي اللافي وسعود الصالح ونشمي محمد إن هذه التدابير الوقائية الإجرائية خففت من حجم الكارثة والذي شاهد واقع الأحياء الجنوبية في أسبوع الكارثة يدرك حجم الكارثة.