العرب بين لحوم الخيول والحمير

عبدالله عبيان

لفت انتباهي بيان لإحدى أكبر الشركات المصنعة للأغذية في العالم، تؤكد من خلاله أنها سحبت وجبات مكرونة باللحوم من المتاجر في دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، بعدما كشفت اختبارات الرقابة الغذائية عن وجود آثار للحمض النووي الخاص بالخيول بنسب فوق واحد في المائة.
فضيحة لحوم الخيول تلك أثارت في داخلي العديد من التساؤلات حول عدم سحب نفس المنتجات من الأسواق العربية، رغم أن العرب من أكبر المستهلكين للمكرونة، ولماذا ركزت الشركة في بيانها على أوروبا وأمريكا وتجاهلت بقية دول العالم، هل أدركت تلك الشركة حاجة العرب تحديدا للحوم الخيول، في محاولة منها لتغيير صوت النهيق الذي طغى على مسامعنا مع تنامي ثورات الربيع العربي، هذه الأيام، وتحويله إلى صهيل يستحضر بطولات وأمجاد العرب، ليس في مجال الفتوحات والحروب فحسب، بل في كافة المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية.
جميع المؤشرات تؤكد بأن أسواقنا ليست في مأمن من تسرب المنتجات التي تم خلط لحوم الأبقار فيها بلحوم الخيل، خصوصا أن بيان الشركة أورد أسماء كثير من المنتجات التي نستهلكها بشكل يومي، ومع ذلك، فإن ضعف نظام الرقابة الغذائية ونقص الكفاءات المدربة لضمان سلامة الغذاء في السوق المحلي يمنحان تلك الشركة مزيدا من الاطمئنان حتى وإن خلطت لحوم الأبقار بلحوم الحمير.
إن تساهل الشركات العالمية بأرواح الناس، والتمييز في التعامل بين دولة ودولة يتطلبان المزيد من الحزم وتعزيز الجهاز الرقابي لحماية المستهلك، ويعيد للأذهان مشهد رئيس شركة كبرى في مجال صناعة السيارات وهو يبكي، مبديا أسفه واعتذاره للشعب الأمريكي عن بعض الأخطاء التصنيعية في سيارات شركته، بعد أن تم سحب ملايين السيارات من السوق الأمريكية، في الوقت الذي لم نسمع عن سحب سيارة واحدة من السوق المحلية، أو اعتذار بسيط لأحد المسؤولين الصغار في تلك الشركة أو الشركات الأخرى التي حصدت أرواح الكثيرين من أبنائنا.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250
موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 406 مسافة ثم الرسالة