لكي نحمي أنفسنا من الأخطاء

ماجد محمد العنزي

«لا يوجد عمل كامل والخطأ وارد»، بهذه الجملة نستفتح تعليلاتنا تجاه أي فشل ونبرره كما لو أنها قاعدة سائدة تسير على كل شيء. والحقيقة أننا نجيد وضع الشماعات أكثر من اعترافنا بالخطأ وهنا تكمن الكارثة المدوية. هنالك فرق بين حدوث الخطأ بعد إعداد العدة له، وبين أن ننتظره دون أي إجراء احترازي وإن كنا ندرك خطورته وهو يهرول إلينا. ولعلنا شعب يحب تقمص دور البطولة دائما ولا يلتفت لأخطائه إلا بعد وقوعها ــ بغض النظر عن مدى الضرر الذي سيصيبنا بعد الحادث ــ، بالإضافة إلى أننا لم نفهم ثقافة الاستقالة ومنحها لمسؤول آخر يرمم أخطاء الأول، كل تلك الأمور تلعب دورها في فشلنا الإداري وتواجد المشاريع المعطلة والأخطاء الطبية القاتلة وما إلى ذلك من مشكلات يصعب سردها.
سأتحدث عن نقطة يغفل عنها المواطن والمسؤول وكلاهما شريك في المشكلة، ألا وهي الأمن والسلامة وكيفية تعاملنا مع الأخطار المحيطة من حولنا. وما أكثر المخاطر التي يمكن تفاديها قبل وقوعها. كم من منزل احترق وخسر صاحبه الكثير من الأموال وربما الأرواح بسبب أخطاء بسيطة، هل شاهدتم في أحد الأيام إعلانا عن جهاز لكشف الحرائق وفوائد تواجده في كل منزل؟ لا أظن ذلك.
هل شاهدتم من قبل إعلانا لطيفا يحذر من خطورة عدم ارتداء حزام الأمان بتجربة عملية مصورة بدلا من أسلوب التهديد بمخالفات ساهر؟ هنالك الكثير من المخاطر التي لا يمكن أن يكون التهديد حلا مثاليا لها، فالسرعة والتدخين والتفحيط تحتاج إلى قناعة ذاتية ليتم الإقلاع بصورة صحيحة..
مما يجدر قوله أننا بحاجة إلى دورات تدريبية مكثفة تؤهل أفرادها في كيفية استخدام طفايات الحريق والإسعافات الأولية، وهذا ما سينتج ــ على الأقل ــ فردا واحدا في كل عائلة يجيد التعامل مع حريق منزلي متوقع أو حالة حرجة نجمت من حادث على أطراف الطريق. هنالك تقصير واضح في التوعية بكل المخاطر المحيطة من حولنا، كم من عائلة راحت ضحية للسيول وكم من طفل لا يجيد التصرف إن تاه عن أهله. هذه الأمور البسيطة قد تخلف أضراراً لا يحمد عقباها.
فاصلة:
هنالك شوارع خطيرة قد تتسبب بحوادث حرجة، ولا أتمنى أن يقع حادث يودي بأرواح الناس ومن ثم نبدأ بمعالجة المشكلة. في حي السامر ــ أمام حوش الأميرة عبطاء ــ شارع رئيسي خطر جدا وتقاطع أكثر خطورة جنوب المدينة الصناعية ببضع كيلومترات حيث تكثر الشاحنات. أرجو إيجاد حل سريع لهما.