تدريس العبريّة... والعار على العرب!
الأربعاء / 17 / ربيع الثاني / 1434 هـ الأربعاء 27 فبراير 2013 20:59
عبدالملك مرتاض
ليس تدريس اللغات الأجنبية، الحية والقديمة معا، سوى فتح نوافذ، بل أبواب على الثقافات والحضارات، ومن ثم الاقتراب من الآخرين والتفتح على هوياتهم، أي من الإنسان في كل مكان.
وقد كنا درسنا ــ أيام الطلب ــ اللغة العبرية في جامعة الرباط على العلامة المرحوم الدكتور تقي الدين الهلالي، ضمن مواد فقه اللغة، ولكن أحدا لم يشرح لنا يومئذ: لماذا كنا ندرس تلك اللغة؟ وما كانت الفائدة من وراء دراستها؟
وكنت اليوم أقرأ في قراءاتي الصباحية، بعض الصحف المشرقية، فلفت انتباهي خبر مفاده أن حركة حماس، أو حكومة حماس في غزة، قررت تدريس اللغة العبرية في ست عشرة مدرسة من مدارسها، في انتظار تعميم تدريسها خلال السنوات المقبلة...
وذكرني هذا الخبر اللافت بمعلومة كنت تلقيتها من أستاذ يهودي، أصله من مدينة مكناس المغربية، التقيت به في الندوة العالمية التي كانت انعقدت بجامعة ستراسبورغ الفرنسية، سنة 1992، بعنوان: «الميراث الثقافي العربي في أوروبا»؛ والمعلومة التي أفادنيها ذلك الأستاذ أن اليهود حين جمعوا أمرهم في فلسطين، وأرادوا تأسيس كيانهم الحضاري، لاحظوا أن لغتهم (هاعـفريت) لا يوجد لها نحو ولا صرف يقننانها، ففكروا وقدروا، فهداهم تفكيرهم إلى أن أقرب لغة إليها هي أمها، أو أختها: العربية، فعمدوا إلى نحوها فأخذوا قواعده بحذافيرها وجعلوها قانونا يحفظ نظام لغتهم. ولولا النحو العربي لظلت «هاعـفـريت» لغة المقابر والبيع المنقطعة عن الحياة. ولكانت ربما، اليوم، كما كانت، في العهود المظلمة، لغة مقابر ليس إلا.
وكذلك أمست العبرية لغة حية تستعمل في التدريس وفي السياسة وفي المجتمع وفي المخابر العلمية لديهم.
وقد كان زعم لنا، أستاذنا، تقي الدين الهلالي، بالمناسبة، أن الطلاب المسجلين في كليات الطب والعلوم في فلسطين المحتلة رفضوا أن تدرس لهم تلك المواد باللغات الغربية، وذلك سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وألف، ما لم تقدم لهم الدروس في مستوياتها العلمية العليا باللغة العبرية... فأي وعي لشباب أولئك القوم!
في حين أننا، نحن العرب، في المشرق وفي المغرب، لا نزال نتناقش تناقشا بزنطينيا وعقيما عن صلاحية، أو عدم صلاحية، اللغة العربية لأن ندرس بها، أو لا ندرس، العلوم والطب، الذي هو في أصله اختصاص عربي!
عربيتنا يستنجد بها الآخرون لتعصير لغتهم وتحديثها بالإحياء بعد الموات، لكننا نحن نصر على أنها غير صالحة للحياة، ولا تصلح إلا لتأبين الأموات، بعد أن يواروا في الأرض الكفات!.
وقد كنا درسنا ــ أيام الطلب ــ اللغة العبرية في جامعة الرباط على العلامة المرحوم الدكتور تقي الدين الهلالي، ضمن مواد فقه اللغة، ولكن أحدا لم يشرح لنا يومئذ: لماذا كنا ندرس تلك اللغة؟ وما كانت الفائدة من وراء دراستها؟
وكنت اليوم أقرأ في قراءاتي الصباحية، بعض الصحف المشرقية، فلفت انتباهي خبر مفاده أن حركة حماس، أو حكومة حماس في غزة، قررت تدريس اللغة العبرية في ست عشرة مدرسة من مدارسها، في انتظار تعميم تدريسها خلال السنوات المقبلة...
وذكرني هذا الخبر اللافت بمعلومة كنت تلقيتها من أستاذ يهودي، أصله من مدينة مكناس المغربية، التقيت به في الندوة العالمية التي كانت انعقدت بجامعة ستراسبورغ الفرنسية، سنة 1992، بعنوان: «الميراث الثقافي العربي في أوروبا»؛ والمعلومة التي أفادنيها ذلك الأستاذ أن اليهود حين جمعوا أمرهم في فلسطين، وأرادوا تأسيس كيانهم الحضاري، لاحظوا أن لغتهم (هاعـفريت) لا يوجد لها نحو ولا صرف يقننانها، ففكروا وقدروا، فهداهم تفكيرهم إلى أن أقرب لغة إليها هي أمها، أو أختها: العربية، فعمدوا إلى نحوها فأخذوا قواعده بحذافيرها وجعلوها قانونا يحفظ نظام لغتهم. ولولا النحو العربي لظلت «هاعـفـريت» لغة المقابر والبيع المنقطعة عن الحياة. ولكانت ربما، اليوم، كما كانت، في العهود المظلمة، لغة مقابر ليس إلا.
وكذلك أمست العبرية لغة حية تستعمل في التدريس وفي السياسة وفي المجتمع وفي المخابر العلمية لديهم.
وقد كان زعم لنا، أستاذنا، تقي الدين الهلالي، بالمناسبة، أن الطلاب المسجلين في كليات الطب والعلوم في فلسطين المحتلة رفضوا أن تدرس لهم تلك المواد باللغات الغربية، وذلك سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وألف، ما لم تقدم لهم الدروس في مستوياتها العلمية العليا باللغة العبرية... فأي وعي لشباب أولئك القوم!
في حين أننا، نحن العرب، في المشرق وفي المغرب، لا نزال نتناقش تناقشا بزنطينيا وعقيما عن صلاحية، أو عدم صلاحية، اللغة العربية لأن ندرس بها، أو لا ندرس، العلوم والطب، الذي هو في أصله اختصاص عربي!
عربيتنا يستنجد بها الآخرون لتعصير لغتهم وتحديثها بالإحياء بعد الموات، لكننا نحن نصر على أنها غير صالحة للحياة، ولا تصلح إلا لتأبين الأموات، بعد أن يواروا في الأرض الكفات!.