النمو الطبيعي لدى الأطفال

د. عبدالمعين عيد الأغا

تختلف أطوال وأوزان الأطفال حسب الظروف، كما تختلف هذه المقاييس بين الشعوب، ولذلك لكل دولة أو مجموعة دول معدلات أطوال وأوزان خاصة بها، كما أن هناك فرقاً بسيطاً بين معدلات نمو الذكور والإناث لذلك تستخدم مقاييس خاصة بكل جنس، وبما أن الأوزان والأطوال تتغير بشكل مطرد خلال الأعوام الأولى من العمر لذا يعمد الأطباء إلى استخدام الرسومات البيانية، وهي عبارة عن رسم بياني يعطي الطول أو الوزن حسب العمر أو الجنس.
ويعد قصر القامة مشكلة شائعة عالمياً ويقدر حدوثها بنسبة خمسة أطفال لكل 100 طفل، وهناك أسباب عديدة لذلك منها بسبب التأخر الفسيولوجي للنمو وللبلوغ، اعتلال في الكروموسومات (الأمشاج) أو بسبب وجود متلازمات مرضية، مثل متلازمة «داون»، متلازمة «نونان» «متلازمة «روسب سلفر» متلازمة «برادر ويلي» متلازمة «سانجد سقطي»، أو بسبب قلة وزن الطفل عند الولادة ، ضعف إفراز هرمون النمو، نقص هرمون الغدة الدرقية، زيادة إفراز الغدة الكظرية الفوق كلوية، إضافة إلى قصر القامة الناتج عن العامل النفسي أو نقص التغذية.
ويتم تشخيص نقص هرمون النمو عند الأطفال بعدة تحاليل تسمى بتحليل هرمون النمو بالاستحثاث أقل من نسبة 10 نانو جرام/ مللتر، وفي الغالب يكون من الناحية الإكلينيكية حيث يكون طول الطفل أقل من المعدل الطبيعي أو أقل من متوسط طول الأب والأم،وتكون تقاطيع وجههم أقل من عمرهم الحقيقي، فلربما يكون عمر الطفل الحقيقي 10 سنوات وتقاطيع وجهه تبدو وكأنه في السادسة أو السابعة من عمره.
والهرمون المستخدم هذه الأيام هو هرمون مصنع عبر طريق الهندسة الوراثية وبالتالي هو تقريبا مثل الهرمون الطبيعي الذي يفرز من جسم الإنسان ويعمل هذا الهرمون على بناء الغضاريف الموجودة في نهاية العظام، وبالتالي يزداد طول الطفل بمعدل مثلما لم يكن لديه أو لديها نقص في هرمون النمو، ويجب طمأنة الأهل إذا كان الهرمون ناقصا، فإن استخدام هرمون النمو ضروري جداً، وليست له مضاعفات خطيرة ولكنه ضروري لتكملة نمو الطفل.
وبدون علاج هرمون النمو يعجز الطفل أو الطفلة لبلوغ الهدف المتوقع من الطول لديهم، لذلك يجب عدم التردد في استخدام علاج هرمون النمو في حالات نقص الهرمون المفرز من الغدة النخامية، وكلما كان علاج الهرمون في وقت مبكر كلما كانت النتائج أفضل بكثير من استخدامه في فترة ما بعد البلوغ أو بعد حدوث الدورة الشهرية للفتيات، لذلك ننصح جميع الأهالي عندما يلاحظون ضعفاً في نمو طفلهم أو طفلتهم يبادرون سريعا إلى الطبيب المتخصص لفحص هرمون النمو لديهم وعمل التحليل المطلوب لتفادي التأخر في أخذ العلاج ، مع التنويه أن علاج هرمون النمو لا يوجد منه حبوب أو شراب في جميع أنحاء العالم ولكنه متوفر عن طريق إبر، وهذه الإبر تعطى تحت الجلد وتكون بشكل يومي خلال الأسبوع وأحياناً يعطى يوم واحد راحة كيوم الجمعة مثلاً ، فقد أثبتت جميع الدراسات أن استخدام علاج هرمون النمو يومياً قبل النوم يُعطي نتائج أفضل كثيراً من أن يستخدم يوماً بعد يوم أو أن يُستخدم في فترات متقطعة.
* استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز.