إعادة الحياة لمسجد الهلالية التاريخي

مشيد من الطين بطريقة العروق

سلمان الضباح (بريدة)

أعاد مركز الهلالية التابع لمنطقة القصيم والذي يقع على طريق القصيم ــ المدينة المنورة السريع الحياة لمسجد الهلالية التاريخي الذي ارتبط بالدولة السعودية الأولى، وبحسب التقرير الفني للهيئة العامة للسياحة والآثار أن مسجد الهلالية القديمة يعتقد أنه بني مع تأسيس الهلالية في عام 950هـ.
وتشير مدونات التاريخ إلى أن الهلالية كانت معمورة قبل هذا التاريخ بسبب وجود بئر مدفونة تعود لما قبل هذا التاريخ، وكانت الهلالية روضة ومرعى خصيب جعل البعض يسكنها وكانت المدينة محاطة بسور فيه ثلاثة أبراج للمراقبة وكذلك برج خارج السور وما زالت بعض الأبراج موجودة حتى الآن.
ومسجد الهلالية مبني من الطين بطريقة العروق وهي الطريقة السائدة في البناء الطيني بالهلالية وهو عبارة عن مصباح محمول على أعمدة مقام عليها أقواس مثلثة أسفله خلوة للمسجد بمساحة المصباح، وخلف المصباح سرحة صغيرة خلفها بئر على شكل نصف دائرة تستخرج منها المياه للوضوء.
وقال الشيخ صالح الحميدان إمام المسجد منذ العام 1379 هـ في الهلالية إن الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب زار الهلالية بعد عودته من الحج وزيارة المدينة المنورة عائدا إلى العيينة، وتوقف في الهلالية وأقام فيها قرابة الشهر وصلى إماما في هذا المسجد ودرس فيه بعض أهالي الهلالية، وذلك إبان اتفاقية الدولة السعودية الأولى، وكذلك زارها مرة أخرى مع الإمام محمد بن سعود أثناء تأسيس الدولة السعودية الأولى، مشيرا إلى أنه يحيط بالمسجد العديد من المباني الطينية المتهدمة وبعضها يمكن ترميمه والحفاظ عليه ومنها مجلس مبني من الطين كان مخصصا لاجتماع الأهالي والضيوف وما زال بحالة جيدة، حيث تم ترميمه من قبل الأهالي ويستمر باستقبال الضيوف والزوار حتى الآن، وأن المسجد والبيوت الطينية والآبار (القلبان) المحيطة به تعتبر وجهة أثرية سياحية وتحتاج إلى دعم شركاء الهيئة من المحافظة والبلدية بالإضافة إلى القطاع الخاص لتطوير المنطقة وتأهيلها.
من جهته، أوضح الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار أن هناك مواقع متعددة في القصيم تجري صيانتها وإعادة تأهيلها مع الشركاء، وأنه خلال زيارة الهلالية والالتقاء ببعض كبار السن وسماع الرواية حول الموقع وهي الخطوة الأولى دائما التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار قبل أن يتم تفعيل الشركاء في إعادة الحياة لمثل هذه المواقع، وأن المحافظة على هذه المواقع وتشغيلها يتم بشراكة وتناغم مع الشريك الرئيس وهو أمانة المنطقة وشركاء آخرين، مشيرا إلى أنه سيتم وضع مثل هذه المواقع ضمن المسارات السياحية التي يتم تسويقها عن المنطقة، مشيدا بدور المجتمع المحلي بالهلالية وحماسهم تجاه هذا الموقع والمحافظة عليه.