العلاج باللعب

سحر رجب

يقوم العلاج غير الموجه باللعب على افتراض أن الفرد يوجد بداخله القدرة على حل مشكلاته بطريقة مرضية، لأن لديه دافعا يجعل السلوك الناضج أكثر إضاءة من السلوك غير الناضج، بعبارة أخرى هو إيجابية الفرد وقدرته على ذلك، ويتم العلاج عن طريق المقابلة، ثم يختار الفرد الأشياء التي تبدو له أكثر أهمية عندما يكون فقط مستعدا أن يتعالج، والمنهج العلاجي يتركز حول العميل أو الحالة كما نسميها، فالحالة هي مصدر القوة الحية التي توجه النمو داخل ذاته، ومع الجماعات يمكن استخدام طريقة العلاج الفردي غير الموجه، فالعلاج الجماعي تجربة علاجية غير موجهة أيضا، أضيف إليها عنصر جديد بإقامة نوع من التقييم للسلوك الحاضر، العلاج الجماعي يضيف قيمة واقعية لأن الطفل يعيش في العالم مع غيره من الأطفال، وعليه أن يتفهم ويحترم استجابة الآخرين وأن ينمي احترامه لمشاعرهم.
العلاج باللعب يعتبر فرصة فريدة للطفل كي يختبر النمو داخله في ظل ظروف أفضل، لأن اللعب يخرج مشاعره المتراكمة من التوتر والإحباط وعدم الأمن والعدوان والخوف والحيرة والارتباك لإخراجها للسطح لإنها تنكشف له ويتعرف عليها ويوجهها ويتعلم كيف يضبطها أو يتخلى عنها، وهذا يأتي ضمن الاسترخاء الانفعالي، عندها يبدأ بإدراك القوة التي بداخله، ويبدأ بالاستقلال ليتخذ قراراته بنفسه ليصبح من الناحية النفسية أكثر نضجا وإدراكا، وهذا ما يقوم المعالج بتدريب الطفل عليه، كي يصبح شخصا له هدف واضح، لينعم بعد ذلك بقراراته، ويكون المعالج هو الداعم بالاتفاق مع أسرته، وهذا يحدث في جلسة اللعب بالقبول والتسامح الآمن.
* مدرب ومستشار معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأمم المتحدة.
* مدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية

dr.saharrajab1@hotmail.com