قبل أقل من شهر من الآن، شرعت اللجنة الرئيسية لإزالة التعديات ومراقبة الأراضي، وأمانة منطقة عسير، بإزالة التعديات الواقعة على مجرى وادي المنسك في أبها، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، والمتضمنة إزالة كل التعديات على مجاري الأودية في أبها. وقال وقتها (عكاظ 16/04/1434) أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل «إن الأمانة بالتعاون مع لجنة الإزالة لديها خطة عمل لحماية الأودية ومجاري السيول من التعديات التي يحدثها البعض، تفاديا لأي أخطار مستقبلية وذلك وفق مخطط معتمد من قبل وزارة البلديات».

وبعد هذه الخطوة المهمة كان لا بد من متابعة الموضوع وعلى أعلى المستويات في المنطقة، لضمان عدم تكرار كوارث السيول التي شهدتها بعض المناطق في السنوات الماضية في المنسك، حيث وجه سمو أمير منطقة عسير فيصل بن خالد كلا من وكيل الإمارة المساعد للحقوق وأمين منطقة عسير ومدير عام المياه ومدير إدارة الدفاع المدني في عسير، باعتماد التنسيق فيما بينهم للوقوف على التجاوزات الحاصلة في وداي المنسك والتي يجب إزالتها حفاظا على أرواح المواطنين من مخاطر السيول لمعالجة الوضع، مع تقديم تقرير مفصل بصفة عاجلة.
وأشار الناطق الإعلامي لإمارة عسير عوض آل سعيد إلى أن اللجنة قامت بالفعل بمعاينة الموقع والاطلاع على الوادي، ووجدت عددا من التجاوزات، من خلال التعدي على الوادي. وأوضح أن المواطنين الذين قاموا بهذه التجاوزات والمخالفات كانوا متعاونين جدا مع اللجنة، مشيرا إلى أن هناك إجراءات نظامية ستطبق في حق من لا يتعاون وبحق المراقبين الذين لا يقومون بواجباتهم أو المتجاوزين. كما أوضح أن بعض المواطنين طبقوا صكوكهم على الوادي تاركين أراضيهم في الخلف ولكنهم تعهدوا بالعودة.
وشدد على أن هذه الإجراءات والتوجيهات الصادرة من سمو أمير منطقة عسير تصب في مصلحة المواطن في الأساس لحمايته من أخطار السيول. وقال إن ما بدر من البعض غير نظامي وقد رفع بتقرير كامل ومفصل لسمو أمير المنطقة. وختم بالدعوة إلى عدم إثارة الموضوع لاسيما أن المواطنين متعاونون وكذلك كل الإدارات المعنية.
وكان مدير الدفاع المدني في عسير اللواء محمد الشهري رفع في وقت سابق مرئيات الدفاع المدني حول خطورة بعض التجاوزات على الأودية في حي المنسك في أبها.
وحذر عدد من المسؤولين في المنطقة من بينهم رئيس بلدية أبها السابق أحمد مطاعن من مخاطر السيول والبناء في الأودية الأمر الذي يعيد إلى الذاكرة كوارث السيول التي شهدتها بعض المناطق في السنوات الماضية، مثل كارثة جدة التي قضى فيها العشرات، إضافة إلى احتمالية حدوث كوارث في المستقبل بسبب التجاوزات الخطيرة التي جعلت سمو أمير عسير يوجه بصفة عاجلة برفع تقرير مفصل.


كشف ملابسات التراخيص


يذكر أن عدة أحياء في عسير ومن مدينة أبها تعاني من تجاوزات خطيرة على الأودية، مثل المنسك، حيث بنيت عشرات المنازل وسط الأودية بتصاريح وتراخيص من أمانة عسير، وهو ما يستدعي كشف ملابسات هذه التراخيص والتصاريح وظروف إصدارها، وكيفة اعتماد المخططات التي تقع على الأودية الأمر الذي أدى إلى هذه المشكلة.