أحلام في القطار وتاريخ الأول من نيسان !!
الأحد / 12 / جمادى الأولى / 1434 هـ الاحد 24 مارس 2013 20:07
محمد ناصر الأسمري
استيقظت أحلام الطالبة في كلية المجتمع خارجة من باب «الخلا» في عنيزة إلى محطة القطار المركزية في «الخبيب». استقبلتها هيلة موظفة الحجز والتذاكر، الراكب الذي قبلها. «عصام» صبح عليها فقد كانت بنت الجيران أيام كانوا جيرانا في «الهلالية». رحبت الموظفة بأحلام، قائلة: ما الخدمة التي يمكن أن أسديها لك؟ أحلام طلبت تخطيط رحلة لها إلى المدينة المنورة،. لزيارة المسجد النبوي والسلام على رسول الله، ثم مكة المكرمة للعمرة ثم الطائف بحثا عن ورد والعودة إلى العاصمة الإدارية للوطن للتعقيب على مخالفات سيارة عمتها نورة.
دفعت أحلام مكافأتها الجامعية 990 ريالا قيمة الرحلة، لكنه كان مرضيا لها خصوصا أن موظفة محطة القطار ماهرة في تقديم الخدمة وفق ما تعلمته ودربت عليه في هيئة السياحة ؟
قادت أحلام سيارتها إلى المحطة، رفقة شقيقها «غلاب» ، مودعا وموصيا أن تسلم على رسول الله، وأن تدعو له أن يرق الله قلب والد خطيبته «خضرا» الأبهاوية ويوافق على انتقالها إلى «الضلفعة»، حيث عمل غلاب؟ ودع غلاب أحلام وعاد ليوقف السيارة في مرآب والدهما يتنهد الشيخ «مطاوع» والد أحلام، داعيا الله أن يوفق أحلام في رحلتها، وأن يحفظها من الرقباء المتطوعين في بعض محطات القطار.
مضى القطار، وبدأت أحلام تقلب بحثا عن قناة تلفازية توقفت عند قناة الوجد، تشاهد برنامجا وثائقيا عن الحوار الوطني، ذهلت من طروحات المشاركين والمشاركات، انتقلت إلى قناة الوعي البيئي، شاهدت رجلا يغني: وردك يا زارع الورد، فتح ومال على العود؟ وصلت أحلام طيبة، كانت على وجهها إشراقة فرح وانشراح، دلفت إلى المسجد النبوي، صلت وبكت، سلمت على الرسول وطلبت الله أن يكون شفيعا لها ولوالديها، بكت طويلا فرحة بهذه اللحظات، سلمت على الصديق والفاروق رضي الله عنهما.
في نزل «الصفوة» المطل على الحرم ، قلبت كتابا يصف المدينة المنورة، اشترته من محطة القطار في «العنبرية»، توقفت عند وصف لابتي المدينة، ولأن موظفة القطار في الخبيب لم تضمن المعالم التاريخية في المدينة المنورة في برنامج أحلام؟ طلبت من إدارة نزل الصفوة أن تعد لها رحلة سياحية إلى تلك المعالم؟ استجاب «حمتو» موظف خدمات النزلاء، لكن أحلام، لم تجد لابتي المدينة، ولا جبل الرماة ولا مسجد القبلتين ولا مسجد النفس الزكية، ولا السبعة مساجد، شكلت إلى مدير النزل تقصير الموظف ؟ لكن المدير أبلغها أن كل الأماكن التي طلبت زيارتها قد شملها التخطيط الحضري وباتت ضمن المساكن.
بقي أحد حبيب الرسول شامخا رغم زحف العمران إلى سفحه، ووجدت بيتا من الشعر لشاعر اسمه عمر أبو ريشة، يقول:
أصبح السفح ملعبا للنسور. وبقية البيت شطب وكتب فوقه ذكريات مشبب وعطية الله؟
غادرت أحلام المدينة، إلى مكة الخير. توقفت في «ليتمة»، ووجدت أن اليتم سمة للبلدة، أما «الشلالحة»، فلم يعجبها حالها، وتوقفت في قديد وعسفان، وتذكرت جدها حينما كان يوبخ أحد أبنائه: ما أحلى من قديد إلا عسفان؟؟
في مكة الخير، اعتمرت، وسعت في المسعى الجديد، بكت أمام الكعبة وفوق الصفا، لم تجد من معالم مكة إلا النزر اليسير، مكة أشبه ما تكون بمدن ناطحات السحاب، ولم يعرف الحرم إلا حين توقف القطار في محطة «أجياد». غادرت الحرم وعليها دم، وصلت الطائف، وجدت الورد والعنب والعناب، لكن لم تجد ما كانت تدندن به جدتها «نشمية»: حبيبي في روابي شهار ووادي وج والمثناة. في محطة «ظلم»، لم تعد منجما للذهب، ولا مجمع الثروة الوطنية من البدن؟، وأفاقت أحلام في محطة «خان شليلة» في الرياض العاصمة. ومنها سار القطار لمحطة المجمعة، والزلفي، ثم المذنب، ثم محطة باب الخلا.
أفاقت أحلام لتجد أن كل ذلك كان حلما، فقد كان التاريخ هو الأول من أبريل سنة 2040. أقفلت الراديو الذي ختم بأغنية لامرأة يقال لها أم كلثوم. ؟.
وإذا النور نذير طالع .. وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كل في طريق.
وعند هذا الحد استيقظ حفيدي حمودي.
دفعت أحلام مكافأتها الجامعية 990 ريالا قيمة الرحلة، لكنه كان مرضيا لها خصوصا أن موظفة محطة القطار ماهرة في تقديم الخدمة وفق ما تعلمته ودربت عليه في هيئة السياحة ؟
قادت أحلام سيارتها إلى المحطة، رفقة شقيقها «غلاب» ، مودعا وموصيا أن تسلم على رسول الله، وأن تدعو له أن يرق الله قلب والد خطيبته «خضرا» الأبهاوية ويوافق على انتقالها إلى «الضلفعة»، حيث عمل غلاب؟ ودع غلاب أحلام وعاد ليوقف السيارة في مرآب والدهما يتنهد الشيخ «مطاوع» والد أحلام، داعيا الله أن يوفق أحلام في رحلتها، وأن يحفظها من الرقباء المتطوعين في بعض محطات القطار.
مضى القطار، وبدأت أحلام تقلب بحثا عن قناة تلفازية توقفت عند قناة الوجد، تشاهد برنامجا وثائقيا عن الحوار الوطني، ذهلت من طروحات المشاركين والمشاركات، انتقلت إلى قناة الوعي البيئي، شاهدت رجلا يغني: وردك يا زارع الورد، فتح ومال على العود؟ وصلت أحلام طيبة، كانت على وجهها إشراقة فرح وانشراح، دلفت إلى المسجد النبوي، صلت وبكت، سلمت على الرسول وطلبت الله أن يكون شفيعا لها ولوالديها، بكت طويلا فرحة بهذه اللحظات، سلمت على الصديق والفاروق رضي الله عنهما.
في نزل «الصفوة» المطل على الحرم ، قلبت كتابا يصف المدينة المنورة، اشترته من محطة القطار في «العنبرية»، توقفت عند وصف لابتي المدينة، ولأن موظفة القطار في الخبيب لم تضمن المعالم التاريخية في المدينة المنورة في برنامج أحلام؟ طلبت من إدارة نزل الصفوة أن تعد لها رحلة سياحية إلى تلك المعالم؟ استجاب «حمتو» موظف خدمات النزلاء، لكن أحلام، لم تجد لابتي المدينة، ولا جبل الرماة ولا مسجد القبلتين ولا مسجد النفس الزكية، ولا السبعة مساجد، شكلت إلى مدير النزل تقصير الموظف ؟ لكن المدير أبلغها أن كل الأماكن التي طلبت زيارتها قد شملها التخطيط الحضري وباتت ضمن المساكن.
بقي أحد حبيب الرسول شامخا رغم زحف العمران إلى سفحه، ووجدت بيتا من الشعر لشاعر اسمه عمر أبو ريشة، يقول:
أصبح السفح ملعبا للنسور. وبقية البيت شطب وكتب فوقه ذكريات مشبب وعطية الله؟
غادرت أحلام المدينة، إلى مكة الخير. توقفت في «ليتمة»، ووجدت أن اليتم سمة للبلدة، أما «الشلالحة»، فلم يعجبها حالها، وتوقفت في قديد وعسفان، وتذكرت جدها حينما كان يوبخ أحد أبنائه: ما أحلى من قديد إلا عسفان؟؟
في مكة الخير، اعتمرت، وسعت في المسعى الجديد، بكت أمام الكعبة وفوق الصفا، لم تجد من معالم مكة إلا النزر اليسير، مكة أشبه ما تكون بمدن ناطحات السحاب، ولم يعرف الحرم إلا حين توقف القطار في محطة «أجياد». غادرت الحرم وعليها دم، وصلت الطائف، وجدت الورد والعنب والعناب، لكن لم تجد ما كانت تدندن به جدتها «نشمية»: حبيبي في روابي شهار ووادي وج والمثناة. في محطة «ظلم»، لم تعد منجما للذهب، ولا مجمع الثروة الوطنية من البدن؟، وأفاقت أحلام في محطة «خان شليلة» في الرياض العاصمة. ومنها سار القطار لمحطة المجمعة، والزلفي، ثم المذنب، ثم محطة باب الخلا.
أفاقت أحلام لتجد أن كل ذلك كان حلما، فقد كان التاريخ هو الأول من أبريل سنة 2040. أقفلت الراديو الذي ختم بأغنية لامرأة يقال لها أم كلثوم. ؟.
وإذا النور نذير طالع .. وإذا الدنيا كما نعرفها .. وإذا الأحباب كل في طريق.
وعند هذا الحد استيقظ حفيدي حمودي.