العيد في جازان

شعر احمد بن ابراهيم الحربي

يا عيد.. جازان في بستانها العطر
تعانق العيد في دل وفي خفر
وأسرجت روحها الولهى شواطئها
تقبل الارض بين الرمل والحجر
لها المنى والأيادي البيض تنقشها
لألئا حرة أنقى من الدرر
تضاحك الكحل في عيني محدثتي
فأسفرت عن جمال الكحل والحور
تساءلت، والليالي في مفاوزها
تفر من وشوشات الشمس والقمر
ما العيد ان لم تر في الأفق كاذية
فواحة بالشذى العلوي في السحر؟
ما العيد ان لم تر الخفاق يسكبنا
عطرا يفوح مع الريحان في السمر؟
ما العيد يا سيدي الا رؤى نبتت
هنا.. ومن هاهنا تنثال كالمطر
ما العيد يا سيدي الا يد حملت
روحا على كفها في رحلة الظفر
يدّ مضمخة بالطيب ارسلها
«عبدالعزيز» الى الشطآن والجزر
مضت تلملم في اشلائنا فغدت
انشودة العصر بين البدو والحضر
واشعلت هامة الصحراء فاتشحت
بالغيم كالعرس في بيض من الازر
قد زينت كفها الحناء.. فارتسمت
مواطن العز، فوق الوصف والصور
تبسّم الفجر في افيائها فبدت
خودا.. يحج اليها كل ذي سفر
تسامقت في فيافي البيد شامخة
تعانق المجد في ايامه الاخر
لم تثنها عن سمو العيش سارحة
ولم تخف رحلة الأنواء والخطر
نهارها مقمر الاصباح مؤتلق
وليلها مشمس الافلاك والأطر
يصب في كل ركن من مباهجها
شهم، تسنم عاليها بلا ضجر
همُ الولاة بناة المجد في بلدي
سل عنهم المجد في قحطان أو مضر
ترجل «الفهد» عنها حين باكرها
حتف المنايا، وجالت صولة القدر
عزاؤنا في بقايا نسل بجدته
في القادمين، اماني كل ذي بصر
* * *
يا سيدي العيد في جازان اغنية
تجري على كل قلب راعش الوتر
في كل ركن قصي من مشاعرنا
حب يسافر في الانثى وفي الذكر
أهلا «أبا متعب» المغوار يا ملكا
تفديه ارواحنا، بالسمع والبصر
مليكنا في قلوب الشعب اشرعة
تسري بها الروح راحا نشوة السكر
* * *
يا ابن السماكين عيد العيد لحمتنا
ما للمسافات في الارواح من سفر
كف بكف، وقلب واحد ويد
تحنو على الشعب بالآيات، والسور
لن يستطيع جناة الشر تفرقة
من يفسد الود بين الماء والشجر؟
* * *
ومن فؤادي تحايا الحب ارسلها
الى الكريم وضيء الوجه والغرر
«سلطان» سلطان أهل الخير عزوتنا
في النائبات، ومأوى كل منكسر
آل السعود وهام المجد دولتنا
اكرم بحكامنا ذخرا لمدخر