حوار هادي.. أعداء الأمس أصدقاء اليوم

فهيم الحامد

لم يكن من السهل على أعداء الأمس والفرقاء اليمنيين الجلوس على طاولة واحدة وجها لوجه، لوضع ملامح اليمن الجديد وطرح قضاياهم بشفافية وأن يصبحوا حتى إشعار آخر أصدقاء اليوم. وسيكون من الإجحاف عدم نسب هذا الاختراق الإيجابي لشخص آخر غير شخص الرئيس اليمني هادي والذي نجح بامتياز في إقناع جميع التيارات اليمنية بالمشاركة في الحوار، وعمل بصمت وهدوء ومن وراء الكواليس طوال الأشهر الماضية في التحضير لعقد مؤتمر الحوار في موعده رغم التحديات والصعوبات التي صاحبت عملية التحضير له.
وكان واضحا منذ البداية أن طريق الحوار لن يكون مفروشا بالورود وسيكون هناك الكثير من الأشواك والعقبات التي ستواجهه خاصة ما حدث مؤخرا من الانسحابات التي شهدها المؤتمر من قبل بعض قيادات الحراك الجنوبي والتي نأمل أن تعيد النظر في قرارها لأنه ليس هناك مستحيل مادام هناك حوار مفتوح.
ولقد سنحت لي فرصة المشاركة في الحوار وتابعت أطروحاته المختلفة خاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وردود الفعل المؤيدة والمعارضة والمتحفظة حول قضية فك الارتباط وحق تقرير المصير. ونحن على يقين أنه بحكمة وهدوء الرئيس هادي وفريقه من المستشارين المخلصين الذين يعملون أيضا بصمت وهدوء، ستتمكن اليمن من تجاوز كل المعوقات خاصة أن الرئيس أرسى قاعدة أساسية في الحوار من خلال ما قاله في جلسة الافتتاح «تدركون أن فرقاء كثيرين كانوا إلى عام واحد فقط مضى يقفون خلف متاريسهم ويترصدون لبعضهم البعض، هم اليوم يجتمعون في هذه القاعة تحت سقف واحد هو مصلحة اليمن».
إن شخصية الرئيس هادي الهادئة ساهمت في اتخاذ قرارات جريئة متتالية في إطار إعادة هيكلة الجيش الذي كان في الماضي رهين الحزبية والشخصانية وفتح أبواب جهنم على تنظيم القاعدة حيث كنت شاهد عيان على الحرب التي شنها الجيش على معاقل التنظيم في أبين ومأرب، وتبديد أحلام تنظيم القاعدة في تحويل اليمن إلى بؤرة صراعات، وبفضل شجاعته تمكن من فضح المخططات الإيرانية في اليمن لينال لقب أول رئيس يمني يتقدم لمجلس الأمن بأدلة دامغة تدين إيران بالضلوع في تدمير اليمن.
وهذا لا يعني أن الرئيس هادي حقق كل شيء، بل هذه بداية وأمامه طريق شاق وطويل مليء بالمعوقات ولكن بتوفر الإرادة السياسية سيصل اليمن لبر الأمان.