نحذر من الطائفية في العراق وندعم المحاصصة

أكد دعمه للمعارضة السورية.. وزير الخارجية السلوفيني لـ «عكاظ» :

عهود مكرم (بون)

حذر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السلوفيني كارل فيكتور ايرجافيش من انعكاسات توسع دائرة العنف الطائفي في العراق على المنطقة، مؤكدا أن المحاصصة تعتبر الحل الأمثل لتقاسم السلطة.
وقال ايرجافيش في حوار أجرته «عكاظ» إن بلاده اعترفت بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري باعتبار أن بشار فقد شرعيته في الاستمرار في حكم سورية، وطالب المعارضة بتوحيد صفوفها وعدم الانقسام حتى تتمكن من تحقيق طموحات ومطالب الشعب السوري الشرعية ولكي تكون شريكا يعتمد عليه في المجتمع الدولي. واعتبر المملكة شريكا استراتيجيا بلاده.. وإلى نص الحوار:



• كيف تقيمون الوضع في العراق على ضوء ما يجري على الأرض؟.
لقد شهدت الفترة الأخيرة زيارات متتابعة إلى العراق بعد اتفاق التبادل الدبلوماسي وتعيين سفير غير مقيم من النمسا. وأعتقد أن تقوية العلاقات وزيادة النشاط الاقتصادي في العراق يتطلب وضعا سياسيا وأمنيا مستتبا.
ونحن نحذر من ارتفاع العنف الطائفي ونتابع باهتمام التقرير الذي نقله مفوض الأمم المتحدة المسؤول عن ملف العراق مارتن كوبلر لاسيما ما يخص الأوضاع الإنسانية، وطلبنا من جميع الأحزاب في العراق التراجع عن العنف والتعاون وبشكل إيجابي في تنظيم حوار بناء يتعامل بمصداقية مع مشاكل العراق انطلاقا من مبدأ تقاسم السلطات (المحاصصة) باعتبارها الحل الأمثل لمشكلة العراق.
• ذكرتم أن العراق له دور في المشاركة الفعالة للسلام في الشرق الأوسط.. ما هو المقصود؟.
أكدت على هذا الموقف خلال اجتماع وزراء خارجية الأوروبي في بروكسل وأرى أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه الأحداث في سورية هناك مساعي دولية لإنعاش عملية السلام، ومن غير المعقول أن يبقى العراق بدون دور إيجابي ولذلك نقول للمسؤولين في العراق أن يوقفوا تصدير السلاح إلى النظام السوري وأعوانه وأن يتعاون العراق مع المجتمع الدولي لتحقيق خطوات بناءة في عملية السلام في الشرق الأوسط.
• كيف تقيمون علاقات بلادكم مع المملكة؟.
في ظل مجريات الأحداث في المنطقة العربية نجد أن العلاقات مع المملكة تشكل محورا مهما وجسر تواصل مع أوروبا. ونحن حريصون على تفعيل العلاقات مع الرياض في جميع الميادين والاستفادة من الدور الريادي الذي تقوم به حكومة المملكة إزاء إرساء الأمن في المنطقة حيث نعتبر أن للمملكة دورا سياسيا مؤثرا جدا في المنطقتين العربية والخليجية.
• ما هي الملفات التي ترونها ضرورية لدعم العلاقات مع المملكة؟.
من خلال موقعنا الجغرافي الذي يطل على بحر الأدرياتيك ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، نرى أن منطقة الخليج تشكل لنا عمقا أمنيا واستراتيجيا مهما ومن هذا المنطلق يبقى استقرار الخليج واستتباب الأمن يشكلان أولوية لدى المملكة ويجعلاننا نعتبر الرياض جسرا للعلاقات السلوفينية ــ السعودية من جانب، والعلاقات السلوفينية ــ الخليجية من جانب آخر. وهناك ملفات عديدة يهمنا التواصل مع المملكة بشأنها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو حظر أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب.
• أشرتم إلى أهمية منطقة الخليج. كيف تنظرون للموقف الإيراني غير المتعاون مع المجتمع الدولي وتدخلات طهران المستمرة في الشان الخليجي؟.
رغم أننا دولة صغيرة إلا أننا كعضو في الاتحاد الأوروبي نؤيد القرارات الصادرة من المجلس الأوروبي حيال تعزيز الاستقرار في المنطقة ونرى ضرورة في الالتزام بسياسية العقوبات المفروضة على إيران ومواصلة المفاوضات فيما يخص الملف النووي الإيراني، ونحن نرغب في التعرف عن حقيقة البرنامج النووي الإيراني، وهناك اهتمام دولي بأن لا يكون الزلزال الأخير الذي تعرضت له إيران قد أثر على مفاعلاتها النووية في بوشهر وأن لا يترتب عنه تهديد للبيئة في المنطقة.
• أنتم تشاركون مع دول الجوار لحظر توريد المواد النووية لخارج البلاد.. ما هي الإجراءات التي قمتم بها لتأمين المفاعلات النووية القديمة؟.
في الواقع، إنه بعد حادثة فوكوشيما بات من الضروري ليس فقط على دول أوروبا الوسطى ولكن على جميع الدول التي تتعامل بالطاقة النووية أن تراجع الحالة الفنية لمفاعلاتها وأن تتعاون مع وكالة الطاقة النووية لوقف عمل المفاعلات القديمة والسعي لمنع سرقة وتوريد الذرة إلى الخارج ووصولها إلى أياد إرهابية وهو أمر مهم جدا وينبغي الانتباه إليه. ونحن نتعاون في هذا الصدد مع المفوضية الأوروبية ضمن مفهوم «الوقاية خير من العلاج».
• استضافت اسطنبول مؤخرا مؤتمر أصدقاء سورية.. كيف ترون إمكانية إيجاد حل للأزمة السورية؟.
# نحن اعترفنا بالائتلاف الوطني كممثل شرعي للشعب السوري. كما أننا نشارك في برنامج الأمم المتحدة ومجموعة أصدقاء سورية لتقديم سبل الدعم المطلوب لتخفيف الحالة الإنسانية الخطيرة التي يمر بها السوريين فضلا عن دعم الدول التي تستقبل لاجئين من سورية والحقيقة أن اعترافنا بالائتلاف الوطني وقوى الثورة يأتي انطلاقا من تقييم دولي ينطوي على أن بشار فقد شرعيته في الاستمرار في حكم سورية. كما أننا ندعم الحكومة المؤقتة التي يرأسها غسان هيتو ونطالب فيه المعارضة بوحدة صفوفها وعدم الانقسام حتى يمكنها تحقيق طموحات ومطالب الشعب السوري الشرعية وحتى تكون شريكا يعتمد عليه في المجتمع الدولي.
• بدأ الأتحاد الأوروبي في تخفيف العقوبات على سورية.. كيف ترون هذه الخطوة؟.
لقد شاركت مؤخرا في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي واتفقنا فيه على تخفيف حظر استيراد النفط السوري وسوف تسمح هذه الخطوة لائتلاف المعارضة ببيع النفط من المناطق المحررة على ألا يستخدم العائد في شراء السلاح وإنما يتم الاستفادة منه لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب السوري. وأعتقد أن الأسابيع القادمة وبالأقصى في موعد يونيو القادم حيث تنتهي مدة العقوبات المفروضة على سورية ستكون هناك خطوات متتالية لا يمكن تحديدها بعد.
• كان لكم موقف واضح من عملية السلام في الشرق الأوسط.. ما هي رؤيتكم للسلام؟.
نحن دولة مرتبطة بمنطقة الاتحاد من أجل المتوسط، ومن هذا المنطلق نؤيد عملية السلام وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وكنا نتوقع موقفا أوروبيا موحدا حول مطلب فلسطين للحصول على وضع مراقب بالأمم المتحدة إلا أن هذا لم يحدث، وبرأيي أن الوضع الأمني العام للمنطقة يتطلب تحركا سريعا لتحقيق هذا الهدف في إطار عملية سلام شاملة للمنطقة تحقق خيار الدولتين ومبدأ السلام والاستقرار، وهذا لن يتم دون استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.