قلق.. ريبة.. خوف من المجهول واستجــــــــــــواب على سرير الإصابة
تتلمس حالة المبتعث السعودي وقصة المقال «الكاذب».. بعــــــــــــــــــــــــد تفجيري بوسطن
الأربعاء / 21 / جمادى الآخرة / 1434 هـ الأربعاء 01 مايو 2013 20:39
محمد المداح (واشنطن)
أعادت أحداث بوسطن الهواجس الأمنية الأمريكية غير المبررة، سواء كان ذلك على المستوى الحكومي أو الشعبي. ومرة أخرى وقعت أمريكا فريسة «الفوبيا» من الآخر. وبالطبع نال الطالب السعودي نصيبا من هذه الأزمة، ووقع كذلك ضحية الاندفاع الأمريكي في الحكم.. هذه التجربة الجديدة في تبديد الشكل الأمريكي ظهرت مجددا على السطح.
وكان لـ«عكاظ» وقفة مع اثنين من المبتعثين السعوديين في أمريكا، لتستطلع أحوالهم وانعكاس ما جرى عقب تفجيري بوسطن على حياة المبتعثين وكذلك دراستهم، وهل من تحولات اجتماعية وحكومية أمريكية في التعامل معهم.
يقول عبد الله العقيل، وهو طالب سعودي يدرس اللغة الإنجليزية في معهد «نيو إنجلاند سكول أوف إنجليش» في مدينة بوسطن تمهيدا لالتحاقه بجامعة أمريكية «لقد أصبحت بوسطن ثكنة عسكرية عقب الأحداث، فلا يوجد سوى أفراد من قوات الشرطة والجيش في شوارع المدينة، وكذلك تقلصت الحركة بين الأمريكيين ذاتهم، فضلا عن أن الكثير من المحلات التجارية مغلقة».
لا نخرج إلى الشارع
وتابع العقيل: «للأسف، نعم.. هناك مشاعر بالخوف والريبة تنتاب الطلبة السعوديين، لذا تجد الجميع من داخل بيوتهم لا أحد يريد أن يخرج للشارع خوفا من المجهول». ويروي العقيل أحد المواقف التي مر بها زميل له ويقول إن أحد زملائه من الشباب يسكن في مدينة ووترتاون القريبة من بوسطن والتي كانت مركزا مكثفا لعمليات المطاردة، وعقب أيام من التفجيرات داهمت الشرطة منزله وأخرجته من منزله، ليس هذا فحسب، المثير في الأمر أن زميله عبدالرحمن الحربي أصيب في الماراثون وأدخل المستشفى، وتم كذلك تفتيش منزله في منطقة ريفير من قبل الشرطة وتم أخذ أشياء من منزله، رغم علم الشرطة بإصابته ودخوله للمستشفى.
الإعلام يروج الزيف
وتابع العقيل سرد قصة زميله المثيرة للاستغراب، وقال إن الشرطة استجوبت الحربي وهو على سرير المرض وقد أحدث ذلك صدى واسعا في الإعلام الأمريكي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فراح الإعلام الأمريكي «يروج» جزافا ــ على غير عادة الإعلام الموضوعي ــ أن الحربي هو الشخص المحتمل الذي قد يكون نفذ التفجير. وأضاف: «رغم نفي الإعلام لتهمة الحربي إلا أن آثار الموجة الأولى مازالت باقية».
وسألت «عكاظ» العقيل فيما إذا اتصل به أحد من القنصلية العامة في نيويورك أو المكتب الثقافي في واشنطن، فأجاب: «لم أتلق اتصالا مباشرة، ولكني تلقيت اتصالا من إدارة المعهد الذي أدرس فيه، وكذلك اتصلوا بكل زملائي السعوديين. ولكن بعض زملائي في المعهد قالوا إنهم تسلموا بعض الإيميلات من القنصلية في نيويورك».
وقال «عندما ذهبنا للمعهد بعد التفجيرات، لمسنا رصد المعهد للطلبة الحاضرين وعندها عرفنا بتغيب زميلنا عبدالرحمن الحربي، وبعد قليل من معرفتنا جاء إلى المعهد من فوكس نيوز المحلية من يسألنا مدى معرفتنا بعبدالرحمن الحربي وأخذت الأسئلة تنهال علينا وكأنه هو المشتبه به في هذه التفجيرات خاصة بعد أن داهمت الشرطة شقته، وقد أخبرناهم بأن ما يقال إن عبدالرحمن مشتبه به ليس له أي أساس من الصحة. وحاولنا مجتمعين تصحيح نظرة الإعلام، وقلنا إن زميلنا عبدالرحمن هو مثلنا جميعا يحضر ويواظب على الحضور في المعهد وهو ملتزم بدراسته وأننا هنا جميعا لاستكمال دراستنا ولا نفكر في غير ذلك. وأكدنا لهم أننا نعيش في هذا المجتمع، ونحب الجميع فالكثير منهم جيران وأصدقاء لنا».
متآمرون في أعين الأمريكان
ويصف العقيل حالة الذعر والخوف والإحباط التي خيمت على المبتعثين السعوديين بعد توجيه كاتب أمريكي في صحيفة نيويورك بوست في ولاية نيوجيرسي الاتهام جزافا لعبدالرحمن الحربي بعد استجوابه في المستشفى.
وقال «أصيب الكثير من السعوديين في بوسطن بالذعر، خصوصا وأن الأمريكيين صدقوا ما كتب في الصحيفة، وأصبحنا في عيونهم متآمرين، لكن وفي ذات الوقت هناك أمريكيون رأيناهم بعد هذه الحادثة يتعاطفون معنا إلى أقصى حد، مثل أساتذتنا في المعهد فقد طلبوا منا الاتصال بهم في حالة احتياجنا لأي مساعدة».
أما عبدالرزاق الرويلي الذي يدرس في ذات المعهد، يقول في حديث له مع «عكاظ»: «بصراحة كان الخوف والقلق يسيطران على المبتعثين السعوديين من أن يكون فعلا منفذ التفجير سعودي، لكن ولله الحمد فالسعوديون بريئون من هذا التفجير».
دفعوني عند المترو
وكذلك مر الرويلي بالعديد من المواقف بعد هذا التفجير، إذ قال «ذهبت إلى المحطة بانتظار قطار المترو متوجها إلى المنزل ووقفت على رصيف المحطة، وإذ بالركاب الأمريكيين الذين يقفون على الرصيف يحدقون النظر نحوي، وعندما فتح باب المترو اندفع الناس من خلفي ليركبوا المترو قبل دخولي، وهو مشهد لافت في أمريكا إذ لا يتم التدافع والزحام بهذه الصورة المريبة. وبالطبع هذه النظرة كون ملامحي تشير إلى أنني شرق أوسطي مسلم».
وأشار عبدالرزاق الرويلي في حديثه مع «عكاظ» إلى أنه «يوم الحدث كان صديق لي يعيش معنا في المنزل، وأخذ سيارتي وذهب لمحل (دانكن دونت) لشراء بعض الحلوى، وتصادف أن دخل بعد دخوله المحل شرطي للشراء أيضا.. ويقول صديقي إنه عندما ذهب لدفع ثمن الحلوى فوجئ أن عاملة الكاشير أخذت ترتجف وبدا عليها القلق، خوفا على حياتها أو أن يصيبها بأذى على الرغم من وجود الشرطي في المحل».
وأقر الرويلي أن الكثير من السعوديين عقب التفجير التزموا منازلهم، ولم يذهبوا لمعاهدهم أو جامعاتهم تخوفا من ردود الفعل من قبل الأمريكيين، وقال: «في المعهد على سبيل المثال تغيب ثاني أيام التفجير معظم السعوديين في المعهد ولم يحضر سوى زميلة سعودية وقلة قليلة من السعوديين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة».
رعاية المسؤولين السعوديين
وتوقف الرويلي عند موقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي كان يزور واشنطن آنذاك، ولفت إلى أن سمو الأمير اطمأن على صحة المصابين نورة العجاجي وعبدالرحمن الحربي، وكذلك اتصل بهما السفير عادل الجبير، كما زارتهما زوجة الرئيس الأمريكي ميشيل أوباما.
وحول تلقي أي اتصالات من قبل المسؤولين السعوديين به أو بزملاء له في بوسطن قال عبد الزراق الرويلي: «لا لم يتصل بنا أحد غير المعهد الذي ندرس فيه». مبررا ذلك أن اتصال السفارة أو القنصلية أو الملحقية الثقافية بالمبتعثين السعوديين فردا فردا، من الصعوبة بمكان وذلك نظرا لطبيعة التنسيق وتعقيداته بين السفارة والمعاهد والجامعات في بوسطن، كما أن الجامعات الأمريكية أقدر على التواصل معهم لأنهم يواظبون على الدوام والتواصل، فضلا عن اطلاعهم على أماكن وجودهم ودراستهم.
وكان لـ«عكاظ» وقفة مع اثنين من المبتعثين السعوديين في أمريكا، لتستطلع أحوالهم وانعكاس ما جرى عقب تفجيري بوسطن على حياة المبتعثين وكذلك دراستهم، وهل من تحولات اجتماعية وحكومية أمريكية في التعامل معهم.
يقول عبد الله العقيل، وهو طالب سعودي يدرس اللغة الإنجليزية في معهد «نيو إنجلاند سكول أوف إنجليش» في مدينة بوسطن تمهيدا لالتحاقه بجامعة أمريكية «لقد أصبحت بوسطن ثكنة عسكرية عقب الأحداث، فلا يوجد سوى أفراد من قوات الشرطة والجيش في شوارع المدينة، وكذلك تقلصت الحركة بين الأمريكيين ذاتهم، فضلا عن أن الكثير من المحلات التجارية مغلقة».
لا نخرج إلى الشارع
وتابع العقيل: «للأسف، نعم.. هناك مشاعر بالخوف والريبة تنتاب الطلبة السعوديين، لذا تجد الجميع من داخل بيوتهم لا أحد يريد أن يخرج للشارع خوفا من المجهول». ويروي العقيل أحد المواقف التي مر بها زميل له ويقول إن أحد زملائه من الشباب يسكن في مدينة ووترتاون القريبة من بوسطن والتي كانت مركزا مكثفا لعمليات المطاردة، وعقب أيام من التفجيرات داهمت الشرطة منزله وأخرجته من منزله، ليس هذا فحسب، المثير في الأمر أن زميله عبدالرحمن الحربي أصيب في الماراثون وأدخل المستشفى، وتم كذلك تفتيش منزله في منطقة ريفير من قبل الشرطة وتم أخذ أشياء من منزله، رغم علم الشرطة بإصابته ودخوله للمستشفى.
الإعلام يروج الزيف
وتابع العقيل سرد قصة زميله المثيرة للاستغراب، وقال إن الشرطة استجوبت الحربي وهو على سرير المرض وقد أحدث ذلك صدى واسعا في الإعلام الأمريكي، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فراح الإعلام الأمريكي «يروج» جزافا ــ على غير عادة الإعلام الموضوعي ــ أن الحربي هو الشخص المحتمل الذي قد يكون نفذ التفجير. وأضاف: «رغم نفي الإعلام لتهمة الحربي إلا أن آثار الموجة الأولى مازالت باقية».
وسألت «عكاظ» العقيل فيما إذا اتصل به أحد من القنصلية العامة في نيويورك أو المكتب الثقافي في واشنطن، فأجاب: «لم أتلق اتصالا مباشرة، ولكني تلقيت اتصالا من إدارة المعهد الذي أدرس فيه، وكذلك اتصلوا بكل زملائي السعوديين. ولكن بعض زملائي في المعهد قالوا إنهم تسلموا بعض الإيميلات من القنصلية في نيويورك».
وقال «عندما ذهبنا للمعهد بعد التفجيرات، لمسنا رصد المعهد للطلبة الحاضرين وعندها عرفنا بتغيب زميلنا عبدالرحمن الحربي، وبعد قليل من معرفتنا جاء إلى المعهد من فوكس نيوز المحلية من يسألنا مدى معرفتنا بعبدالرحمن الحربي وأخذت الأسئلة تنهال علينا وكأنه هو المشتبه به في هذه التفجيرات خاصة بعد أن داهمت الشرطة شقته، وقد أخبرناهم بأن ما يقال إن عبدالرحمن مشتبه به ليس له أي أساس من الصحة. وحاولنا مجتمعين تصحيح نظرة الإعلام، وقلنا إن زميلنا عبدالرحمن هو مثلنا جميعا يحضر ويواظب على الحضور في المعهد وهو ملتزم بدراسته وأننا هنا جميعا لاستكمال دراستنا ولا نفكر في غير ذلك. وأكدنا لهم أننا نعيش في هذا المجتمع، ونحب الجميع فالكثير منهم جيران وأصدقاء لنا».
متآمرون في أعين الأمريكان
ويصف العقيل حالة الذعر والخوف والإحباط التي خيمت على المبتعثين السعوديين بعد توجيه كاتب أمريكي في صحيفة نيويورك بوست في ولاية نيوجيرسي الاتهام جزافا لعبدالرحمن الحربي بعد استجوابه في المستشفى.
وقال «أصيب الكثير من السعوديين في بوسطن بالذعر، خصوصا وأن الأمريكيين صدقوا ما كتب في الصحيفة، وأصبحنا في عيونهم متآمرين، لكن وفي ذات الوقت هناك أمريكيون رأيناهم بعد هذه الحادثة يتعاطفون معنا إلى أقصى حد، مثل أساتذتنا في المعهد فقد طلبوا منا الاتصال بهم في حالة احتياجنا لأي مساعدة».
أما عبدالرزاق الرويلي الذي يدرس في ذات المعهد، يقول في حديث له مع «عكاظ»: «بصراحة كان الخوف والقلق يسيطران على المبتعثين السعوديين من أن يكون فعلا منفذ التفجير سعودي، لكن ولله الحمد فالسعوديون بريئون من هذا التفجير».
دفعوني عند المترو
وكذلك مر الرويلي بالعديد من المواقف بعد هذا التفجير، إذ قال «ذهبت إلى المحطة بانتظار قطار المترو متوجها إلى المنزل ووقفت على رصيف المحطة، وإذ بالركاب الأمريكيين الذين يقفون على الرصيف يحدقون النظر نحوي، وعندما فتح باب المترو اندفع الناس من خلفي ليركبوا المترو قبل دخولي، وهو مشهد لافت في أمريكا إذ لا يتم التدافع والزحام بهذه الصورة المريبة. وبالطبع هذه النظرة كون ملامحي تشير إلى أنني شرق أوسطي مسلم».
وأشار عبدالرزاق الرويلي في حديثه مع «عكاظ» إلى أنه «يوم الحدث كان صديق لي يعيش معنا في المنزل، وأخذ سيارتي وذهب لمحل (دانكن دونت) لشراء بعض الحلوى، وتصادف أن دخل بعد دخوله المحل شرطي للشراء أيضا.. ويقول صديقي إنه عندما ذهب لدفع ثمن الحلوى فوجئ أن عاملة الكاشير أخذت ترتجف وبدا عليها القلق، خوفا على حياتها أو أن يصيبها بأذى على الرغم من وجود الشرطي في المحل».
وأقر الرويلي أن الكثير من السعوديين عقب التفجير التزموا منازلهم، ولم يذهبوا لمعاهدهم أو جامعاتهم تخوفا من ردود الفعل من قبل الأمريكيين، وقال: «في المعهد على سبيل المثال تغيب ثاني أيام التفجير معظم السعوديين في المعهد ولم يحضر سوى زميلة سعودية وقلة قليلة من السعوديين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة».
رعاية المسؤولين السعوديين
وتوقف الرويلي عند موقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الذي كان يزور واشنطن آنذاك، ولفت إلى أن سمو الأمير اطمأن على صحة المصابين نورة العجاجي وعبدالرحمن الحربي، وكذلك اتصل بهما السفير عادل الجبير، كما زارتهما زوجة الرئيس الأمريكي ميشيل أوباما.
وحول تلقي أي اتصالات من قبل المسؤولين السعوديين به أو بزملاء له في بوسطن قال عبد الزراق الرويلي: «لا لم يتصل بنا أحد غير المعهد الذي ندرس فيه». مبررا ذلك أن اتصال السفارة أو القنصلية أو الملحقية الثقافية بالمبتعثين السعوديين فردا فردا، من الصعوبة بمكان وذلك نظرا لطبيعة التنسيق وتعقيداته بين السفارة والمعاهد والجامعات في بوسطن، كما أن الجامعات الأمريكية أقدر على التواصل معهم لأنهم يواظبون على الدوام والتواصل، فضلا عن اطلاعهم على أماكن وجودهم ودراستهم.