أيها الغربي.. هل تسمعني؟

فهيم الحامد

عقدت الاجتماعات الواحد تلو الآخر، لإنقاذ الشعب السوري واتخذ أصدقاء سورية قرارات بالجملة، واستنكر المجتمع الدولي، ونددت الإدارة الأمريكية، وذهب الإبراهيمي وعاد من دمشق خالي الوفاض ودخل في سبات، وشجبت بريطانيا وأوروبا استخدام بشار للأسلحة الكيماوية، وخمدت التصريحات النارية للعالم الداعية لضرورة وقف اضطهاد الشعب السوري، وعربدت روسيا والصين في سورية وتفنن الباسيج الإيراني وحزب الله، وتباروا مع شبيحة النظام القمعي لقتل الأبرياء واستحياء النساء وحرق الأرض والنسل. والنتيجة لمباراة معركة سورية وبعد سنتين من بداية ثورة الكرامة المجيدة كانت استمرار القتل والتنكيل من الشعب السوري المناضل.

ويبدو أن العالم الذي أجمع على قمعية وهمجية وبربرية الأسد لم يستطع للأسف الإجماع على التدخل العسكري لإنهاء مأساة الشعب السوري ووقف دوامة القتل المستمرة منذ سنتين.

لقد أصبح لدى الجميع قناعة بأن المجتمع لم يعد مباليا بما يحدث في سورية والغرب أصبح يتذرع بذارئع واهية تتمحور في أن مرحلة ما بعد بشار ستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة والغرب، والتخوف من أن يؤدي تغيير نظام بشار لتسلم جماعات متشددة، وخطورة انزلاق سورية في أتون حرب طائفية قد تمتد لكامل المنطقة. قد تكون بعض هذه التخوفات صحيحة، ولكن الأكثر صحة هو أن ما يجري حاليا هي حرب طائفية بمعنى الكلمة وتحديدا إبادة السنة بدعم إيراني فاضح وعبر دعم لوجستي علني من حزب الله، الذي أصبح شريكا ومتواجدا وبقوة في مسرح عمليات الحرب في سورية.

صحيح أن النظام يتهاوى والأكثر صحة أن الجيش الحر الباسل يحقق انتصارات مذهلة على الأرض ولكن الحقيقة المرةّ، أنه بعد كل هذا الجهد فإن المشهد السوري لم يتغير جذريا.. فنظام بشار موجود في الحكم قويا كان أو ضعيفا، والمجازر ليس فقط مستمرة بل تتكرر والبيوت تهدم والمآذن تتحطم، وجثث الأرامل والشيوخ والأطفال ترمى في الشوراع في تحد واضح لكل الأعراف والقيم الإنسانية.

إذن هل يراهن المجتمع الغربي على إضعاف نظام بشار والجيش الحر وإدخالهما في حرب طويلة وإيجاد أفغانستان أخرى في قلب المنطقة أكثر دموية من العراق وأكثر عرقية من أفغانستان؟.

وهل سيترك الغرب الملعب السوري لحزب الله والباسيج الإيراني ولروسيا ويتفرج على عربدة شبيحة الأسد وعمليات القتل وسفك الدماء والدفع بسورية إلى التهلكة وجلب ويلات الحرب والدمار للمنطقة؟.

هل الذارئع والهواجس الغربية تعني استمرار قتل الشعب السوري؟.

وهل يعني التردد الغربي حيال التدخل العسكري هو ترك الشعب السوري مختطفا من قبل إيران؟.

النصر قادم أيها المناضلون السوريون.. وصوتكم سيصل للغرب ولو بعد حين.