الانتخابات.. صيف باكستاني ساخن !!

فهيم الحامد

تدخل باكستان بعد غد (السبت) مرحلة جديدة في تاريخها وتجربتها الديمقراطية المليئة بالانقلابات العسكرية والمفاجآت السياسية، حيث تعقد الانتخابات البرلمانية لاختيار حكومة جديدة لمدة خمس سنوات والتي ستكون مفصلية إزاء أحداث التغيير في فلسفة الحكم القادمة وكيفية التعامل مع المتغيرات الجيوسياسية في منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط، وإنهاء عزلة باكستان الخارجية والتعامل مع ملف الإرهاب وإنعاش الاقتصاد المتهالك.
ومن المؤكد أن صيفا سياسيا حقيقيا وساخنا يطرق أبواب باكستان لعدة اعتبارات منها احتمالات نجاح حزب الرابطة الإسلامية وهو حزب وسطي معتدل يرأسه نواز شريف والذي يحلم أن يصبح رئيسا للوزراء للمرة الثالثة، حيث كشفت أحدث استطلاعات الرأي التي أجريت في دول الخليج العربي ولأول مرة أنه سيفوز بـ40 في المائة من مقاعد البرلمان والتي يبلغ مجموعها 342 مقعد، وإمكانية فشل حزب الشعب الباكستاني من العودة مجددا لرئاسة الحكومة، واحتمالات حدوث مفاجأة فوز أو على الأقل تقدم حزب الانصاف الذي يتزعمه لاعب الكريكيت السابق عمران خان في الانتخابات لكي يصبح الفرس الجديد في رهان الانتخابات وهو الذي ينادي بالتغيير وضرورة ظهور قيادات شبابية جديدة على المسرح السياسي، وتمدد الأحزاب الإسلامية التي من المتوقع أن يكون لها دور في تشكيل التحالفات للحكومة الجديدة في حالة عدم تمكن أي من الأحزاب الرئيسية من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان. وهذا سيعني تشكيل حكومة ائتلافية موسعة والتي من المتوقع أن تلعب الأحزاب الإسلامية دورا فاعلا فيها.
وليس هناك شك أن نجاح حكومة حزب الشعب الباكستاني الذي يرأسه الرئيس الباكستاني زرداري من إنهاء فترة حكم الخمس سنوات بالكامل يعتبر ظاهرة إيجابية في المسيرة الديمقراطية، وهذا لم يتأت إلا عبر حرص المؤسسة العسكرية على تعزيز قيم الديمقراطية وعدم تدخلها في الشؤون السياسية الباكستانية خاصة أنه معروف بأن المؤسسة العسكرية هي التي تدير تاريخيا مفاصل الحركة السياسية في باكستان بمعنى أنها تقود دفة السياسية من الخلف. ومن اللافت في هذ الانتخابات خروج الرئيس السابق مشرف ليس فقط من دائرة الترشح لخوضها، بل ووضعه رهن الإقامة الجبرية تمهيدا لسجنه في قضايا عدة وقرار حزبه بمقاطعة الانتخابات، مما يعني إنهاء مستقبله السياسي.. ربيع الحملات الانتخابية انتهى.. وتبقى صيف صناديق الاقتراع ليقول كلمته النهائية لمصلحة شريف.. أم خان.