مؤتمر هرتسليا.. وتمزيق الصف الإسلامي

أنور ماجد عشقي

إلى الشمال من تل أبيب يعقد في إسرائيل سنويا مؤتمر هرتسليا، الذي يعتبر من أهم المنابر التي تتولى رسم وتوجيه السياسات المستقبلية لإسرائيل، حيث يشارك فيه خبراء إسرائيليون ومتخصصون في الصراع بالشرق الأوسط من جميع أصقاع العالم. وأصدر المؤتمر في نهاية اجتماعاته تقريرا يشمل خلاصة ما توصل إليه، ومن أهم التوصيات التي صدرت منه تكريس الصراع السني الشيعي الذي تقوده إيران، والذي أخذ يشكل محورا سياسيا في الشرق الأوسط يضم إيران، والعراق، وسوريا، وحزب الله.
لقد بدأ الصراع السياسي بين السنة والشيعة عندما تأسست الدولة الصفوية خلال القرن السادس عشر للميلاد، بعدها قتل الصفويون حوالي مائة ألف سني داخل إيران فسيسوا بذلك المذهب الشيعي بعد أن كان مذهبا خامسا، وحول إسماعيل الصفوي الطريقة الصفوية الشيعية التي أسسها صفي الدين الأردبيلي إلى حركة سياسية، عندها بدأ في شتم الصحابة والنيل من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ الصفوي في التوسع لكنه اصطدم بالقوات العثمانية التي لم تتمكن من إمداد المسلمين في الأندلس فسقطت الأندلس.
ومع بداية الثورة الإيرانية، تباشر المسلمون واعتقدوا أن الصف الإسلامي سيتوحد من جديد لكن الأمل سرعان ما تبدد وأخذت إيران تجند العملاء في اليمن وغيرها من الدول الإسلامية، كما أنشأت لها ميليشيات داخل لبنان والعراق، تأتمر بأمرها، وأخيرا دعمت النظام السوري في قتاله ضد شعبه، ودفعت بعملائها إلى سورية مقابل ما دفعته لهم من أموال وأسلحة.
فإذا كان خادم الحرمين الشريفين قد نادى وساهم في الحوار بين المذاهب، فإن هناك من يحيك مؤامرة لتمزيق الصف الإسلامي والتعاون مع بعض الدول ضد الإسلام لهدمه وتدميره، «فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».