زعيط ومعيط و«نطاط الحيط»

خالد الجار الله

* «زعيط ومعيط» يشكلان في عرفنا الاجتماعي أنموذجين للفوضوية واللامنطق، قدر لهما أن يصبحا مضرب سخرية من صراع كوميدي فقير المضمون وخالي الدسم، فعلى أنهما كانا إلى وقت قريب نسجا من الأساطير الشعبية و«حكاوى» زمان، إلا أن واقعنا المكتظ بقراصنة الألقاب والبطولات جعلهما واقعا حيا في مشهدنا الرياضي، يضجان بـ «النكتة» ويمرحان بما يروق لهما من «عبث» أنى ومتى سنحت الفرصة وكيفما يريدان.
ولم يعد غريبا في مشهدنا الرياضي الحالي أن ينبري «زعيط» للحديث عن منجزات توهمها ذات مساء فغدت رقما كبيرا في «عداد البطولات» بحسب التسعيرة التي يحددها والسرعة التي تروق له، فليس أيسر من خلط الحابل بالنابل و«تتبيله» ببعض الوهم ولملمة شتات الأوراق لـ«تأليف» كتاب يحوي ما لذ وطاب من الإنجازات الخيالية، وكيف لا يكون ذلك ويسير خلفه جيش من المطبلين والراقصين على وتر الأحلام والأمنيات يصنعون له الألقاب وينسجونها كيفما يتمنون، دونما تأمل لمفهوم المنافسة الحقيقية وتجريدها من المنطق والرد على ميدان صلب.
ولن يكون مستغربا أن يتصدى «معيط» للحديث عن فنون الفروسية العالمية وهو الذي عجز عن اعتلاء صهوة المحلية وغرق فيها حتى أخمص قدميه، لأن ذلك أصبح مخرجا سنويا من نفق الأزمات التي تورط بها، وليس أسهل من اختلاق الحجج والشائعات والعمل على تشويه تاريخ المنافسين بـ«التأليف» تارة والتربص تارة أخرى.
ويبدو أن «زعيط» و«معيط» فضلا الجنوح إلى الظواهر الصوتية التي تجد سوقا رائجا في وسطنا الرياضي، بعد أن أدركا أنها الحل الوحيد والخلاص الآمن من سياط النقد ودوامة الفشل، ودورها القوي في «تخدير» الناقمين وتجميد طموحاتهم عند النيل من المنافسين وقرصنة ألقابهم أو التشكيك في منجزاتهم.
تمريرات
* يبرهن الأوروبيون أن المال ليس كافيا لصناعة الإنجازات وتحقيق البطولات، فبينما سقط الستيزنز بميزانيته الفلكية أمام ويجان المتواضع نجح سان جيرمان في حل عقدة الدوري بعد 3 عقود ولكن بثمن دوري الأبطال الباهظ، وأتمنى أن تعي أنديتنا أن المال لن يصنع شيئا إن لم يكن هناك فكر إيجابي يسهم في تحقيق الألقاب.
* إدارة الهلال «رسبت» بامتياز في عامها الأول من فترتها الثانية ويبدو أن الرهان عليها لم يكن في محله «حتى الآن» على أقل تقدير، إذ اختفى معها بريق الزعيم المعهود فنيا، فيما لم تنجح «دبلوماسية» الرئيس في إدارة ملفات التحديات التي واجهتها بنجاح، ذلك ببساطة لأن المدرج الأزرق لا يؤمن بالكلام المعسول والوعود المنمقة دون عمل فعلي ملموس، ولن يقبل بأن يدار ناديه بتغريدات تويتر وتصريحات «المكس زون» أو حتى بيانات المركز الإعلامي.
* المحك الحقيقي للأندية السعودية هي الأمتار الأخيرة في دوري أبطال آسيا، إذ أن فوارق الإمكانيات مع الأندية في شرق القارة تصب في صالحنا ونحن في أسوأ أحوالنا، ولا يعني وجود بعض النتائج المفاجئة والعابرة تغييراً في معايير المنافسة، وتبقى «العبرة بالخواتيم».