الأزمة السورية .. هل من حل؟
الاثنين / 17 / رجب / 1434 هـ الاثنين 27 مايو 2013 00:51
عبدالله السلطان
قد يكون من الصعب تصور حل للأزمة السورية في المستقبل المنظور اعتمادا على المفاوضات السياسية بين النظام السوري والمعارضة في الداخل والخارج. ينادي النظام السوري وإيران تقية بالحل السياسي والمصالحة الوطنية، لكن من منظورهما. فبشار لا يريد مصالحة مبنية على مشاركة غير الطائفة العلوية لحكمه في سوريا. وإيران تبذل جهودا مكثفة لدعم بشار ونظامه لتحكم السيطرة على ما سبق أن أسماه ملك الأردن عبد الله بن الحسين
بـ «الهلال الشيعي» . لهذا السبب تمد إيران بشار بالمال والسلاح والمقاتلين. فما الذي تريده إيران في بلد عربي (سوريا) ، وإيران ليست عربية ؟ إيران من منطلق عدائها للعرب وخدمتها مصالحها، متمسكة بسوريا لعدة أسباب منها: الرغبة في الإطلال على البحر المتوسط، والاستمرار بالتدخل في الشؤون العربية، وإنجاح مشروعها الطائفي.
الذي يصعب إيجاد حل للصراع السوري هو تدخل أطراف خارجية من غير السوريين، ولكل طرف مصالح يعمل على مراعاتها في أي تسوية يتم التوصل إليها، وتضارب مصالح هذه الأطراف هو المعيق للتوصل لحل في سوريا. وهنا لا أولوية للأخلاقيات والمبادئ أمام المصالح. الأطراف الخارجية المؤثرة على الوضع في سوريا هم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وإيران. الحل بيد هذه الدول مجتمعة لو شاءت التوصل إليه. لكنها على العكس هي السبب في إذكاء نار الحرب وامتداد الصراع السوري.
الولايات المتحدة بشكل عام تحارب إيران في سوريا وتريد استنزاف قدراتها بسبب برنامجها النووي وبنفس الوقت تريد إضعاف حزب الله سياسيا وعسكريا وتشويه سمعته لدعمه بشار، وتخشى مع ذلك توصل الإسلاميين، أو ما تعتبرهم متطرفين، كجبهة النصرة والقاعدة للحكم لو أطيح ببشار ونظامه. لكن الخطأ اختزال الثورة السورية بهؤلاء، والملاحظ خشية الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يسمونهم المتطرفين الإسلاميين، لكنهم في المقابل لا يخشون حزب الله ولا المليشيات العراقية المتطرفة والموالية لبشار ولا الحرس الجمهوري الإيراني. كما أن الغرب بعامة لا يثير أية خشية من متطرفي طائفة بشار الذين يقومون بالمجازر ضد أبناء الشعب السوري ويمارسون مع بشار سياسة التطهير العرقي لإمكان إقامة دولة علوية، لتمتد من المنطقة الجبلية إلى الساحل. وقد مارس أبناء طائفة بشار التطهير العرقي لأهل السنة في البيضا التابعة لبانياس الساحلية وغيرها عن طريق القتل والتهجير وذلك لإشاعة الخوف فيهم ودفعهم للهروب.
يزيد من خشية الغرب، ما تسوقه إيران ونظام بشار من مشاركة القاعدة في الحرب والصراع الدائرين في سوريا. والحقيقة أن إيران والنظام السوري هما من دعموا القاعدة لأهداف سياسية رغم كونها ضد الشيعة والنصيريين. فإيران تؤوي الكثير من أفراد القاعدة وعوائلهم، والنظام السوري سبق له التعامل مع القاعدة وتسهيل مرورها عبر سوريا للعراق.
بالنسبة لروسيا فهي تنتهج سياسة تعتبر امتدادا لسياسة الاتحاد السوفيتي، وهي وريثته، لذا تعيش جو الحرب الباردة وتعمل على اكتساب مواقع لها في المياه الدافئة في إطار التنافس مع الولايات المتحدة. لذلك تخشى روسيا أن تخسر قاعدتها في طرطوس السورية بسقوط بشار ونظامه وبذلك تخسر موطئ قدم مهم لها على البحر المتوسط. هذا إلى جانب استفادتها من بيع الأسلحة للنظام السوري. وهي على العكس من تصريح مسؤوليها، المتضمنة وقوفهم مع وحدة سوريا، فلا تمانع من قيام دولة نصيرية إذا يضمن ذلك استمرار تواجدها في طرطوس.
الخلاصة : التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، زاد من حدة الحرب والصراع بين المعارضة والنظام السوري. إيران وروسيا مسؤولتان في ذلك نتيجة تحالفهما مع النظام . فتضارب مصالح القوى الإقليمية والدولية وتشبث مختلف الأطراف كل بمصالحه يعبر عن صراع إرادات، وقد لا ينتج من وراء ذلك حل سريع للأزمة السورية بل يعقدها. واجتماعات جنيف لا يعول عليها كثيرا إذ يمكن أن تكون مضيعة للوقت الذي يراهن عليه أعضاء الحلف الثلاثي(روسيا والنظام السوري وإيران ).. والله أعلم.
بـ «الهلال الشيعي» . لهذا السبب تمد إيران بشار بالمال والسلاح والمقاتلين. فما الذي تريده إيران في بلد عربي (سوريا) ، وإيران ليست عربية ؟ إيران من منطلق عدائها للعرب وخدمتها مصالحها، متمسكة بسوريا لعدة أسباب منها: الرغبة في الإطلال على البحر المتوسط، والاستمرار بالتدخل في الشؤون العربية، وإنجاح مشروعها الطائفي.
الذي يصعب إيجاد حل للصراع السوري هو تدخل أطراف خارجية من غير السوريين، ولكل طرف مصالح يعمل على مراعاتها في أي تسوية يتم التوصل إليها، وتضارب مصالح هذه الأطراف هو المعيق للتوصل لحل في سوريا. وهنا لا أولوية للأخلاقيات والمبادئ أمام المصالح. الأطراف الخارجية المؤثرة على الوضع في سوريا هم روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وإيران. الحل بيد هذه الدول مجتمعة لو شاءت التوصل إليه. لكنها على العكس هي السبب في إذكاء نار الحرب وامتداد الصراع السوري.
الولايات المتحدة بشكل عام تحارب إيران في سوريا وتريد استنزاف قدراتها بسبب برنامجها النووي وبنفس الوقت تريد إضعاف حزب الله سياسيا وعسكريا وتشويه سمعته لدعمه بشار، وتخشى مع ذلك توصل الإسلاميين، أو ما تعتبرهم متطرفين، كجبهة النصرة والقاعدة للحكم لو أطيح ببشار ونظامه. لكن الخطأ اختزال الثورة السورية بهؤلاء، والملاحظ خشية الولايات المتحدة والدول الأوروبية فيما يسمونهم المتطرفين الإسلاميين، لكنهم في المقابل لا يخشون حزب الله ولا المليشيات العراقية المتطرفة والموالية لبشار ولا الحرس الجمهوري الإيراني. كما أن الغرب بعامة لا يثير أية خشية من متطرفي طائفة بشار الذين يقومون بالمجازر ضد أبناء الشعب السوري ويمارسون مع بشار سياسة التطهير العرقي لإمكان إقامة دولة علوية، لتمتد من المنطقة الجبلية إلى الساحل. وقد مارس أبناء طائفة بشار التطهير العرقي لأهل السنة في البيضا التابعة لبانياس الساحلية وغيرها عن طريق القتل والتهجير وذلك لإشاعة الخوف فيهم ودفعهم للهروب.
يزيد من خشية الغرب، ما تسوقه إيران ونظام بشار من مشاركة القاعدة في الحرب والصراع الدائرين في سوريا. والحقيقة أن إيران والنظام السوري هما من دعموا القاعدة لأهداف سياسية رغم كونها ضد الشيعة والنصيريين. فإيران تؤوي الكثير من أفراد القاعدة وعوائلهم، والنظام السوري سبق له التعامل مع القاعدة وتسهيل مرورها عبر سوريا للعراق.
بالنسبة لروسيا فهي تنتهج سياسة تعتبر امتدادا لسياسة الاتحاد السوفيتي، وهي وريثته، لذا تعيش جو الحرب الباردة وتعمل على اكتساب مواقع لها في المياه الدافئة في إطار التنافس مع الولايات المتحدة. لذلك تخشى روسيا أن تخسر قاعدتها في طرطوس السورية بسقوط بشار ونظامه وبذلك تخسر موطئ قدم مهم لها على البحر المتوسط. هذا إلى جانب استفادتها من بيع الأسلحة للنظام السوري. وهي على العكس من تصريح مسؤوليها، المتضمنة وقوفهم مع وحدة سوريا، فلا تمانع من قيام دولة نصيرية إذا يضمن ذلك استمرار تواجدها في طرطوس.
الخلاصة : التدخل الأجنبي في الأزمة السورية، زاد من حدة الحرب والصراع بين المعارضة والنظام السوري. إيران وروسيا مسؤولتان في ذلك نتيجة تحالفهما مع النظام . فتضارب مصالح القوى الإقليمية والدولية وتشبث مختلف الأطراف كل بمصالحه يعبر عن صراع إرادات، وقد لا ينتج من وراء ذلك حل سريع للأزمة السورية بل يعقدها. واجتماعات جنيف لا يعول عليها كثيرا إذ يمكن أن تكون مضيعة للوقت الذي يراهن عليه أعضاء الحلف الثلاثي(روسيا والنظام السوري وإيران ).. والله أعلم.