الأمل والإحباط في رفسنجاني

أنور ماجد عشقي

في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة الاقتصادي قال ولف جانج ايشنجر الأرجنتيني بأن الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت هي التي تسببت في الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط.
إن الجميع يعلم بأن الاقتصاد أصبح هو المحور لكل السياسات. وفي إيران وبسبب سياسات حكامها انتشرت الفوضى على مختلف الأصعدة، فارتفعت الأسعار، وتضخم الاقتصاد، فاتجهوا بأنظارهم إلى رفسنجاني، فإذا كان الشعب يرى فيه المنقذ من سياسات التشدد والقطيعة مع الغرب، فإن المرشد الأعلى يرى وصوله إلى ولاية الفقيه بعد وفاة الخميني، فهو يخشى من تجاوزاته ومع هذا فإن رفسنجاني لم يقلل يوما من احترامه، لكنه لا يبخل عليه بالنصائح التي تثير حفيظته.
عاش رفسنجاني حياته بين مد وجزر من يوم كان من قادة الثورة، فوجد أن السلطة السياسية لا تستقيم إلا بالاقتصاد.
لكن خصومه السياسيين الذين يقتاتون على التطرف وعدم الاعتدال، تكالبوا عليه ونعتوه بصفات قللت من شأنه في عين الشعب الإيراني، ولما لم يتمكنوا من اتهامه بالفساد رغم ثروته نعتوه بالرأسمالي.
واليوم نجده يبلغ التاسعة والسبعين من العمر لكنه لايزال قادرا على العطاء، ولا يريد أن ينهي حياته إلا وهو في قمة التألق وإنقاذ إيران، فطرح اسمه من بين المرشحين لانتخابات الرئاسة واختار الوقت المناسب. مجلس صيانة الدستور وافق على مشاركة رفسنجاني في الانتخابات رغم اعتراض البعض عليه بدعوى أنه نصير الاحتجاجات التي جرت عام 2009م، ولكن المباركة على ترشيحه لا بد أن تأتي من المرشد الأعلى الذي حافظ على صداقته معه خمسين عاما كما حماه من الإقامة الجبرية التي فرضت على دعاة الإصلاح.
لكن المرشد الأعلى توجس منه مما جعله يتردد في الترشيح النهائي له، وأخيرا جاء رفضه بسبب تقدمه في السن من قبل هيئة تشخيص النظام بقرار من مجلس صيانة الدستور الذي استجاب لضغوط الحرس الثوري الذي يعمل على نقل كامل السلطة إليه ويخشى من شعبية رفسنجاني أن تباعد بينه وبين أحلامه، وبهذا فقد الأمل في أن يتألق من جديد وفاتت على إيران فرصة الاعتدل والإنقاذ.