التحول الأمريكي

أنور ماجد عشقي


بعد القصف الإسرائيلي تحول الموقف في سورية، فقلوب المعارضة أصبحت شتى، وازداد تصلب الروس في موقفهم، والرئيس الأمريكي لا يرغب في صدام معهم، وأسدل الستار على حوار خاص أخذ يجري بينهما، تقبل الرئيس الأمريكي في نفس الوقت حلا سياسيا تفاوضيا مع ممثلين عن الأسد، وبعثت روسيا نظاما صاروخيا متطورا مضادا للطائرات إلى سورية، وجاءت بأسطولها إلى البحر الأبيض المتوسط، وقررت خوض معركة مع الجميع لو استدعى الأمر ذلك.
أدركت المعارضة أنها ارتكبت خطأ فادحا لأنها لم تتمكن من توحيد صفوفها، وتركت الساحة لجبهة النصرة.
فإذا كان الرئيس الفرنسي هولاند قد أصر على تسليح المعارضة، فهناك من الدول الغنية من أخذ يمول المتطرفين من أفريقيا، وليبيا، وسورية، تحت نظر ورضا من الولايات المتحدة.
لقد أخذ حلفاء الولايات المتحدة يرفعون حواجبهم دهشة من التغير في الموقف الأمريكي، وأسقط في يد تركيا التي وصلت التفجيرات الإنذارية إلى حدودها، كما أعلن وزير الخارجية الروسي لافروف أن طائرات الحلف سوف تتساقط على الأرض السورية إذا غامرت بالدخول إلى أجوائها، عندها شعرت أنقرة بأن اللعبة أكبر مما تدرك؛ لأن الموقف انتقل من الملعب السياسي إلى الملعب الاستراتيجي.
إن فوز نواز شريف في الانتخابات الباكستانية قد باعد بين روسيا وأحلامها الاستراتيجية في الديبل، والوصول إلى البحار الدافئة التي رسمها بطرس الأكبر، فلم تعد روسيا تطيق أن تحرم من حرية التحرك في البحر الأبيض المتوسط، وقدرت ذلك واشنطن وأجرت تبديلا في موقفها.
أما المملكة العربية السعودية، فهي مستمرة في مواقفها الثابتة وستستمر لأن هذه المواقف تجاة الأزمة السورية هي في الواقع نابعة عن قناعتها بضرورة تنحي الأسد وأن يعيش الشعب السوري بحرية وكرامة بعيدا عن القمع الأسدي والذي أهلك الحرث والنسل. والمملكة يعتصرها الألم بسبب الضحايا من الشعب السوري الذين بلغوا مئات الآلاف. والنصر قادم للسوريين مهما طال الظلم والاستبداد.. النظام الأسدي ساقط لا محالة عاجلا أو آجلا.