تقليد الأصوات لمزا وسخرية لايجوز

سماحة المفتي مجيبا قراء «عكاظ»:

تقليد الأصوات لمزا وسخرية لايجوز

عبدالله الداني «جدة»

قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، إن مشاهدة المسلسلات التي فيها تحبيب إلى الخير ودعوة إلى الفضائل والأخلاق الكريمة وليس مصحوبا بحرام أمر حسن، لكنه استدرك بقوله «أما إن كان أصل المسلسل لا يخدم هدفا معينا أو يخدم هدفا سيئا ويدعو إلى الفساد أو الانحلال الخلقي أو الرذيلة فلا تجوز مشاهدته مهما كان مصدره».
وأوضح آل الشيخ في إجابة عن أسئلة قراء «عكاظ» أن تقليد أصوات وحركات الآخرين من باب الهمز واللمز والعيب والتنقص غيبة وحرام، أما إن كان من باب الإعجاب فيه ويعلم أن المقلد لا يتأثر ولا ينزعج فهذا أمر قد يكون جائزا لكن تركه أولى لأن هذا قد يعود على شيء شر منه فقد يشتغل الإنسان بأمور أخرى وربما يقع في أناس لا يرضون بذلك.. فإلى التفاصيل:

• يقول الله تعالى: (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) ما المقصود بالإحسان وهل له صور شتى، وكيف يكون الإحسان مع غير المسلمين؟
أمر الله عباده بالإحسان أن يحسنوا في أمورهم كلها في أقوالهم وأفعالهم ففي الأقوال يقول الله تعالى: (وقولوا للناس حسنى) فأمرنا الله أن نخاطب الناس بخطاب حسن خطابا لا جفاء ولا غلظة فيه، ولكن فيه رفق ولين ودعوة إلى الخير بكل أسلوب يمكن أن يستجاب لنا فيه، وقال الله تعالى «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم»، فالقول الحسن يضمن استمرار المودة والمحبة والقول السيئ ينفر من الانسان بل تتنافر القلوب وقال الله تعالى «وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن» أي يتكلموا بالكلام الحسن الطيب الذي لا جفاء ولا غلظة فيه، فالشيطان ينزغ بينهم ويفرق شملهم ووحدتهم، فالكلام السيئ لا ينفع ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما وضع الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، وقال: إن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف، فالمؤمن محسن لله في عبادته فهو يعبد الله وحده لا شريك له معتقدا أن الله رب كل شيء وخالقه لا رب غيره ولا خالق سواه وأنه المعبود بحق دونما سواه وأن له أسماء وصفات تليق بعظمته، ويحسن المؤدي للوضوء وضوءه على الوجه الأكمل، وكذلك المصلي فيؤديها كاملة الشروط والأركان والواجبات حاضر القلب فيها خاشعا ملتزما أدب الصلاة يعلم أنه يقف بين يدي الله تعالى وكبريائه وجلاله، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من رفع أبصارنا إلى السماء، وقال: أما يخشى الذي يرفع بصره إلى السماء أن يخطف بصره، وقال: «يا أيها الناس لتنتهن عن رفع أبصاركم إلى السماء أو لا تعود إليكم»، وقال الله: «قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون»، أي يطمئن في الصلاة في ركوعها وسجودها متدبرا أذكار الركوع والسجود، ومحسن في زكاته فيؤديها كاملة متحريا أهلها، ومحسن في صيامه فلا لغو ولا رفث وكذلك في حجه، ومحسن مع الوالدين ببرهما وخدمتهما ومع الجار ببذل المعروف وكف الأذى، ومحسن للرحم بصلتهم والصبر على بعض تجاوزاتهم، ومحسن في بيعه فلا غش ولا خداع، ييسر على المعسرين، يحسن مع زوجته برعايتها والانفاق عليها، ويحسن في تربية أولاده بتوجيههم والأخذ بأيديهم إلى الخير ويدلهم على الطريق المستقيم، ويحسن بتأدية وظيفته بإتقان وإخلاص، يحب الخير للمسلمين، ولذا قال الله: «إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»، وقال النبي صل الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا ذبحتهم فأحسنوا الذبحة وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته، فالإحسان عام في جميع الخلق، فالإحسان حتى مع أعدائنا يقول الله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، فالإحسان عام مع جميع الخلق، الداعي إلى الله محسن في دعوته فلا غلظة ولا شدة ولكن دعوة بحكمة وبصيرة وإقناع، يحب الخير للمسلمين ويكره الشر لهم، يأمر بالمعروف بإحسان وينهى عن المنكر بإحسان ويقيم العدل في كل أحواله.
قراءة المحدث
• ما حكم قراءة القرآن لمن كان عليه حدث أصغر؟ والسؤال الثاني: ما حكم لمس الشريط المسجل عليه القرآن بالنسبة للجنب أيضا وهل يجوز؟
لا بأس أن يقرأ القرآن إذا كان عليه حدث أصغر ولم يتوضأ إذا كان
ذلك عن ظهر قلب يعني غيبا وإذا كان يقرأ من المصحف فإنه لا يقرأه مباشرة لقوله صلى الله عليه وسلم : «لا يمس القرآن إلا طاهر»، لكن إذا قرأ من وراء حائل فلا بأس في ذلك. وبالنسبة للسؤال الثاني: لا بأس في ذلك لأن هذا ليس بمصحف والقرآن ليس بظاهر فيه.
حكم القزع
• ما حكم قص شعر الأطفال، بحيث يكون من الأمام أكثر من الخلف، وكذلك العكس؟
في قص شعر الأطفال من الذكور أو الإناث ينبغي لنا ألا نعمل بأبنائنا، أو بناتنا الأمور التي نشابه بها أعداءنا، فلا نعود أطفالنا لبس الحرير، أو نحليهم بالذهب والفضة، ولا نقص شعورهم على مثل ما عليه الأعداء، وإنما نعمل معهم العمل الإسلامي الصحيح، ونجعلهم يتخلقون بأخلاق الإسلام، وننشئهم على التربية الإسلامية الصالحة المستمدة من كتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، حتى يعتادوا ذلك في الكبر، وينبغي أن يكون الوالدان قدوة صالحة لأولادهما، فإن الابن الصغير يقتدي بوالديه، ويتخلق بأخلاقهما، كما ينبغي أن ننشئ أبناءنا وبناتنا التنشئة الصالحة، وهذه القصة للشعر المذكورة داخلة في القزع الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع، وقال: احلقه كله، أو دعه كله أخرجه الإمام مسلم، وأبو داود، والإمام أحمد.
منع الحمل
• ما حكم منع الحمل لأكثر من سنتين إذا كان برضا الزوج مع أنني أتمتع بصحة جيدة، ولله الحمد؟
ينبغي للمسلمين ألا يحاولوا منع الحمل؛ فإن في تكثير أولاد المسلمين خيرا للإسلام والمسلمين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، رواه أبو داود، والنسائي، والحاكم، فكون المسلمة صحيحة معافاة، وتتعاطى مانع الحمل، هذه العقاقير تعاطيها وتناولها بلا سبب يقتضي ذلك فيه ضرر عليها، وعواقبها ونتائجها سيئة، فمقابلة الفطرة التي وهبها الله لعباده بهذه العقاقير أمر غير لائق، إلا إذا دعت إليها الحاجة، فما دامت المرأة في صحة وسلامة، وعافية، فلا ينبغي لها تعاطي تلك العقاقير، ولا ينبغي لزوجها أن يأمرها بذلك لأن فيها ضررا عليها في المستقبل.
الصلاة عن المغمى عليه
• هل هناك كفارة لمن يموت، وعليه صلاة وما هي الكفارة؟ وجهونا جزاكم الله خيرا؟
الأصل أن الصلاة يجب أن يصليها المسلم على أي حال كان قائما، قاعدا، مضطجعا على جنبه، مستلقيا، ما دام العقل حاضرا، فيؤدي الصلاة على قدر استطاعته، وأما لو أغمي عليه وفقد عقله ومات في إغمائه فإنا نقول الصلاة سقطت عنه؛ لأنه أغمي عليه وفقد التكليف فلا يقضى عنه؛ لأن الصلاة لا تقبل النيابة ولا يكفر عنه، لكن بعض المرضى قد يشق عليه أن يصلي يقول أنا على غير طهارة أنا على غير قبلة، ملابسي قذرة نقول يا أخي هذه كلمة ليست أعذارا صل على قدر استطاعتك ولكن لو قدر أن هذا وقع ومات وهو يظن أنه لا تجب عليه الصلاة إلا إذا استكمل الطهارة وسائر شروط الصلاة فنقول لعل الله أن يعفو عنه والله يعلم بسره وعلانيته، ولا كفارة في ذلك ولا نيابة، وأمره إلى الله عز وجل.
مصير مرفوعي التكاليف
• ما مصير من رفع عنهم التكليف بسبب إعاقة أو خلافه بعد الموت؟
الله يقول: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)، وخطاب الشرع للمكلفين، أما غير المكلفين غير مخاطبين، ولهذا هؤلاء يلحقون بأصحاب الفترة، قيل يمتحنون يوم القيامة فمن خلص من محنته للنظر في تصديقه من عدمه وهكذا، الله أعلم بهذا، المهم أن الله لا يعاقب أحدا لا يعقل الأوامر والنواهي، لأن الله يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا).
خواتيم الناس
• هل يعد المتوفى بالحرق شهيدا، وهل يجوز الحكم على خواتيم الناس بدون بينة؟
النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الحرق والهدم والغرق والمرأة تموت بالطلق أن هؤلاء شهداء يرجى لهم الخير إن شاء الله، لأن هذا بلاء عظيم نرجو لهم الشهادة وهذه شهادة خاصة ليست كشهادة المعركة، لكنها وصفت بأن أصحابها شهداء، نرجو أن تكون مكفرة للذنوب ماحية للخطايا، بتوفيق الله ورحمته.
مشاهدة المسلسلات
*ما حكم مشاهدة المسلسلات التركية؟
كل مسلسل ينظر فيه إن كان يهدف لأخلاق كريمة ودعوة إلى فضائل وتحبيب للخير وليس مصحوبا بحرام فهو حسن، وإن كان أصل المسلسل لا يخدم هدفا معينا أو يخدم هدفا سيئا، فسادا أو انحلالا خلقيا أو دعوة إلى رذيلة فهذا لا يجوز مهما كان مصدره.
تقليد الأصوات
• ما حكم تقليد الناس في أصواتهم وحركاتهم وغير ذلك؟
الذي يقلد غيره من باب الهمز واللمز والعيب والتنقص فهو غيبة وحرام، وإن كان من باب الاعجاب فيه ويعلم أن المقلد لا يتأثر ولا ينزعج فهذا أمر قد يكون جائزا لكن تركه أولى لأن هذا قد يعودك على شيء شر منه فقد تشتغل بأمور أخرى وربما تقع في أناس لا يرضون بذلك.
إطالة الثياب
• هل يجوز أن أطيل ثوبي تحت الكعب؟
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، وفي بعض الاحاديث: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب، فالمسبل لثيابه معرض للوعيد الشديد، وفي بعض الألفاظ: ما أسفل من الكعبين ففي النار.
صلاة المنفرد
• بالنسبة لصلاة المنفرد أحيانا اضطر للصلاة خلف الصف وحدي، فما حكم ذلك؟
جاء في السنة ان النبي أمر من صلى خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة، هذه السنة، ومن العلماء من قال ان هذا يبنى على الامكان وأنه اذا تعذر وجود من يقف معه فإن هناك امرين فوات الصلاة أو الصلاة وحده فجوز بعضهم إذا تعذر الأمر عليه ان يصلي وحده، هو يبحث إذا امكنه ان يكون عن يمين الامام أو ينبه أحدا ليقف معه، بعضهم جوز أن يقف وحده منفردا وقال هذا للضرورة ومنهم من منع وقال لابد أن يقف معه أحد لعموم النصوص.