30 مليوناً «تغيير جو» في الأندية

الخبراء اختلفوا حول إيجابيات المعسكرات الخارجية وسلبياتها

30 مليوناً «تغيير جو» في الأندية

تقرير: عثمان الشلاش

عادت في السنوات الأخيرة ظاهرة اتجاه الأندية السعودية نحو إقامة المعسكرات الخارجية لإعداد فرقها لانطلاقة الموسم الجديد. ولم تقتصر هذه المعسكرات على الأندية صاحبة الإمكانات المادية أو تلك التي يطلق عليها الكبيرة، ولكن شمل الامر أندية تلعب في دوري ركاء ودوري الدرجة الثانية.. وهنا نود الوقوف على ما إذا كانت تلك المعسكرات مفيدة وتعد الفرق بشكل جيد أم أنها عبارة عن رحلات سياحية مغلفة بغطاء الفائدة والإعداد، حيث يرى بعض مسؤولي الأندية أن عدم وجود الإمكانات في الداخل وحرارة الصيف في هذا التوقيت بجانب عدم وجود الأجهزة والعيادات الطبية داخل المدن الرياضية في المملكةكلها أسباب وراء فكرة المعسكر الخارجي وإن كان أصحاب الآراء قد توزعوا ما بين مؤيد ومعارض لهذه المعسكرات من خلال هذا التقرير وهذه الإحصائية.
أموال طائلة وفائدة قليلة
تقول الإحصائيات إن الأندية السعودية صرفت أكثر من 30 مليون ريال خلال ثلاثة أعوام في معسكرات أقيمت في دول أوروبية مثل المانيا والنمسا واسبانيا وتركيا، وخليجية وعربية مثل مصر والإمارات وقطر والكويت، إضافة إلى البرازيل، وهذه الإحصائية تكشف أن ما تم صرفه أثر بشكل مباشر على الأندية وخزاناتها حيث بات البعض منها غير قادر على الوفاء بحقوق اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، كما أن بعض هذه الأندية اضطر للاستدانة من ميزانية الاحتراف للصرف على هذه المعسكرات كما حدث مع نادي نجران في الموسم الماضي عندما طلبت الإدارة سلفة من الاتحاد السعودي من الميزانية المخصصة للاحتراف للصرف على المعسكر الخارجي وأهملت حقوق اللاعبين ما اوجد نوعا من عدم الارتياح بسبب أن اللاعب يفضل استلام مستحقاته المالية على المعسكر الذي لا يضيف له أي شيء على مستوى مستقبله الشخصي أو حتى الفني.
وتقول السلبيات الملاحظة من تلك المعسكرات إنها:
- مكلفة ماديا.
- الفترة قصيرة خاصة أن فترة الأعداد تتزامن مع شهر رمضان المبارك وهو ما يقلل الفائدة منها.
- لا ترفع المستوى الفني ولا توجد الانسجام بسبب أن معظم الفرق لا تكتمل عناصرها وصفقاتها الا مع بداية الموسم الرياضي.
- تجفف الأندية من السيولة المالية ما يعني عدم قدرتها على صرف رواتب لاعبيها وأجهزتها الفنية والإدارية وهو «تناقض كبير».
أما الايجابيات على الرغم من ذلك فتتمثل في:
- وجود اللاعبين والجهاز الفني والإداري في مكان واحد ولفترة طويلة ما يوجد نوعا من الالفه والمحبة والصداقة بين الجميع.
- الاحتكاك بفرق كبيرة من خلال اللقاءات الودية خاصة الأندية الأوروبية.
- الأجواء في تلك الدول أفضل من داخل المملكة حيث الاعتدال ما يساعد على تنفيذ البرنامج المعد الذي يشمل عادة إقامة تمارين صباحية ومسائية وتعويد اللاعبين على نظام غذائي صحي والتزامهم بمواعيد النوم وعدم السهر.
الزياني: التزام الهدف
يقول نائب رئيس مجلس أدارة نادي الاتفاق خليل الزياني إن المعسكرات الخارجية موجودة منذ زمن بعيد وليست جديدة وهي مفيدة لمن يركز فيها على النواحي الفنية ورفع معدل اللياقة البدنية لدي اللاعبين، كذلك العمل على الانسجام ، ويضيف: هناك نقطة هامة جدا وهي انه لا بد لجميع الأندية أن تذهب للمعسكرات الخارجية مكتملة الصفوف حتى تكون الفائدة أكثر ويستطيع النادي الاستفادة من المعسكر الخارجي اذا التزم الجميع بالهدف المقام من اجله بحيث من الممكن أن يستفيد فنيا ومن الممكن أيضا أن تكون العملية «فسحة فقط».. اذن الأمر مرتبط بالمشرفين على المعسكر اولا وأخيرا.
الخالد: فائدة قليلة
المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد يقول من جانبه: المعسكرات الخارجية مرهقة ماليا لكن بعضها مفيد خاصة ان تم تجهيز الفريق بشكل جيد والا يكون الذهاب للخارج بهدف «التنزه» فقط كما يجب إجراء اختبارات فنية ولياقية ولعب مباريات مع فرق قوية، إذا عمل هذا تكون مفيدة.
وبالنسبة لأنديتنا أرى أن فائدتها من المعسكرات الخارجية ليست بالشكل المطلوب فمع انطلاق الموسم تظهر اغلب الفرق بشكل ضعيف ولا يرتفع مستواها الا بعد مرور خمس جولات وهذا دليل على أنها لم تستفد خاصة لياقيا بشكل كبير وهذا لا يعني أن كل المعسكرات غير مفيدة فقد تستفيد منها بعض الأندية .
الخوجلي: التجمع فائدة
قائد فريق الرائد والحارس المخضرم محمد الخوجلي يقول إن المعسكرات الخارجية مفيدة للغاية خاصة إذا كان المعسكر فيه جميع الإمكانات مثل الملاعب الرياضة والعيادات الطبية والفنادق في مكان واحد. ويضيف: هذا غير موجود لدينا في المملكة وأتمنى أن يكون موجودا خاصة في المناطق التي يكون فيها الجو معتدلا مثل عسير والطائف. وبالنسبة لنا استفدنا من المعسكرات الخارجية على الأقل تجمع اللاعبين والجهاز الفني والإداري بمكان واحد فيه الكثير من الفوائد .
غالب: الإيجابيات أكبر
لاعب نادي النصر الكابتن إبراهيم غالب يقول: المعسكر مفيد سواء خارجيا أو داخليا إذا تم اجراء التمارين وتطبيق الجمل التكتيكية ولعب مباريات ودية قوية تعد الفريق، أما بالنسبة للمعسكر الخارجي فيكون فيه نوع من التغيير والخروج عن الروتين وهو مفيد من الناحية النفسية لكن عدم ظهور الفرق بمستوة عال فهذا شيء طبيعي بسبب بعد اللاعبين عن المباريات فترة طويلة إضافة إلى تغير الأجواء بين بلد المعسكر خاصة إذا كان بأوربا وبين الأجواء الحارة في السعودية لكن عامة المعسكرات الخارجية ايجابياتها أكثر من وجهة نظري وقد يكون لغيري وجهة نظر أخرى.
كميخ: الأجواء ملائمة
ويرى المدرب الوطني علي كميخ أن المعسكرات الخارجية أصبحت ضرورة ملحة في ظل عدم ملاءمة أجواء الصيف الحارة في المملكة لعمل مثل هذه المعسكرات، حيث إن فترة الإعداد تحتاج لعمل كبير وفترة تدريب تمتد لفترتين أو ثلاث مع وجود جميع الخدمات الضرورية كالملاعب وصالة الحديد والعيادات الطبية إضافة للفنادق في مكان واحد وهذا يتوفر في دول أخرى خاصة أوروبا وتركيا.
ويضيف: لذا لا نلوم الأندية إن هي اختارت المعسكر الخارجي لكن يجب الا يكون على حساب التزامات مهمة مثل الرواتب والحقوق المالية للعاملين لذا أجد المعسكرات الخارجية مفيدة وسلبياتها قليلة إذا كان البرنامج والهدف من إقامتها مطبقا بشكل جيد.
المدلج: تواجد الرئيس مهم
رئيس النادي الفيصلي بحرمة فهد المدلج يقول هو الآخر: المعسكرات الخارجية مفيدة ليكون أعضاء الفريق في مكان واحد مع الجهازين الفني والإداري كما ينظم الأكل والنوم ويعود اللاعبين على الانضباط، أما السلبيات فتتمثل في انها مرهقة ماليا وهناك مشكلة أخرى وهي تزامنها مع توقف النشاط الرياضي في تلك الدول التي تقصدها الأندية السعودية لإقامة معسكراتها ما يعني عدم توفر مباريات قوية تعود بالنفع على الفريق، لكن في كل الأحوال يجب أن تكون هناك متابعة صارمة من قبل الجهازين الفني الإداري ويفضل تواجد رئيس النادي مع البعثة ليشعر اللاعب بقرب المسؤول منه وبالتالي ضمان الانضباط داخل المعسكر، فالفكرة السائدة أن المعسكرات الخارجية أو السفر للخارج «ترفيه» أكثر منها انضباطا واستفادة، وعموما المعسكرات الخارجية جديدة على أنديتنا ونحتاج لوقت كاف للحكم عليها.
المسيليم: انضباط والتزام
ويقول الحارس الدولي ياسر المسيليم إن المعسكرات الخارجية هامة للغاية واستفادوا منها بشكل كبير خاصة أنها تعود اللاعبين على الانضباط والالتزام بأمور كثيرة أهمها مواعيد النوم والأكل ومواعيد التمارين كما أن فيها تغييرا وخروجا عن الروتين بجانب وجود أجواء رائعة مثل الأمطار والطقس البارد وهي امور محفزة لإجراء التمارين بشهية مفتوحة إضافة إلى وجود الألفة والمحبة بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري وهي أفضل من المعسكرات الداخلية من جميع النواحي خاصة ما يتعلق بالإمكانات المتاحة هناك.
خميس: مفيدة إذا..
المدرب الوطني سلطان خميس يرى أن المعسكرات الخارجية مفيدة متى ما تمت الاستفادة منها في إعادة اللاعبين لوضعهم الذي كانوا عليه في نهاية الموسم من ناحية المعدل اللياقي الذي فقدوه أثناء فترة الإجازة السنوية إضافة إلى الانسجام خاصة إذا كانت هناك إضافة بعض العناصر في الفريق من صفقات جديدة سواء محليه أو أجنبية.
ويزيد: أنا طبعا ضد فكرة أن المعسكرات الخارجية يكون فيها «تشديد» على اللاعبين ومراقبة فقد أصبحت لديه ثقافة عالية في معرفة ما يضر وما ينفع لذا يجب زيادة هذه الثقة فيه والتعامل معه على انه لاعب محترف بعيدا عن أن بعض اللاعبين يستغلون هذه المعسكرات للتسلية بعيداً عن الهدف الرئيسي الذي أقيم من اجله المعسكر.
الصنيع: كل الاحتياجات متوفرة
المحلل في قنوات الرياضية السعودية والمشرف على قدم الاتحاد سابقا الكابتن حمد الصنيع يقول: المعسكرات الخارجية دون شك مفيدة للأندية السعودية ويجب الا ننظر للجانب السلبي دائما ونركز عليه فقط فهناك جوانب ايجابية كثيرة منها انه في المعسكرات الخارجية توجد أكاديميات يتوفر فيها كل ما يطلبه ويحتاجه اللاعب من ملاعب كرة قدم، صالات، تدريب، فنادق، مطاعم، وكل هذا في مكان واحد يسهل على إدارات الأندية ولكن هذا الشيء للأسف غير موجود لدينا في المملكة إضافة إلى أن المعسكرات الخارجية تتزامن دائما مع فصل الصيف وهو وقت تشهد فيه درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا وهذا يؤثر على وقت التمارين فلا يمكن إقامتها في النهار عكس المعسكرات الخارجية في الدول التي تعتدل فيها الأجواء وتكون هناك فرصة لإقامة التمارين في أي وقت، كذلك المعسكرات الخارجية تعطي اللاعب زخما نفسيا بحكم التغيير لذا أرى أن ايجابياتها أكثر من سلبياتها.