أبشر!

محمد أحمد الحساني

ضمن الخطوات التطويرية التي خطتها وزارة الداخلية، ممثلة في المديرية العامة للجوازات، استخدام نظام إلكتروني يسمح للكفيل باستخراج تأشيرة مغادرة نهائية أو مغادرة وعودة لمكفوله، دونما حاجة لمراجعة إدارة الجوازات في المدن والمحافظات، وذلك عن طريق الاشتراك في نظام «أبشر» من قبل الكفيل، ثم تفعيله بقيامه بزيارة إدارة الجوازات، وبالتالي استخدامه عندما يحتاج لعمل تأشيرة مغادرة لأحد مكفوليه وهو قاعد على أرائك بيته أو مكتبه في العمل.
وقد سمعت من يثني على النظام الجديد وما يقدمه من تسهيلات للكفلاء، ورفع عناء عن موظفي الجوازات وجعلهم يصرفون وقتهم لإنهاء أنواع أخرى من المعاملات؛ مثل إصدار الإقامات وتسوية الأوضاع ونقل الكفالات وإصدار جوازات السفر للسعوديين والسعوديات، وهي أيضا في طريقها إلى نظام «أبشر».
ولكن بعض الإخوة لفتوا نظري إلى أن التدرج في تطبيق نظام «أبشر» سيكون من ورائه مصلحة عامة؛ لأن التدرج يحدث نوعا من الرفق في الأمر، أما أن يقال لكل مراجع يأتي لإدارة الجوازات للحصول على تأشيرة مغادرة لمكفوله بأنه لن يجد من يخدمه، وأن عليه شخصيا استخدام نظام أبشر، فإن ذلك يعني أن جميع الكفلاء أصحاء ومتعلمون قادرون على الاشتراك في نظام أبشر، ومن ثم استخدامه في أعمالهم المتصلة بمغادرة كفلائهم، مع أن في المجتمع من الكفلاء من يكون عاجزا، أو كبيرا في السن، أو يكون أميا لا يجيد استخدام الأنظمة الحديثة، أو أنه من القواعد من النساء.. أو لغيره من الأسباب التي تحول دون استخدام نظام أبشر من قبل بعض الكفلاء ــ رجالا ونساء، فلماذا لا تستمر إدارات الجوازات في استقبال طلبات الكفلاء أصحاب الظروف الخاصة، ولو عن طريق وكالة أو تفويض شخص لإنهاء إجراءات مغادرة مكفوليهم من قبل موظفي الجوازات تقديرا منها لظروفهم، على أن يستخدم الأغلبية القادرة على التعامل مع نظام أبشر الذي فيه تسهيل كبير وتطوير مهم لأعمال الجوازات، راجيا أن تتفضل الإدارة العامة للجوازات بدراسة ما ذكر، واثقا أنها سوف تفعل ما فيه الخير والمصلحة.